ما مصير أكبر فصائل مقاتلة سيطرت يوماً على المشهد السوري؟
ذكرت صحيفة “ذا ناشونال الإماراتية” أن قوى متطرفة قوية في سوريا اعلنت أنها تمثل واجهة الثوار السوريين، مذكرة أن “هذه الفصائل توحدت في كانون الأول تحت عنوان الجبهة الإسلامية (2013)، متفوقة على المظلة التي كان يشكلها “الجيش السوري الحر”.
ولفت كاتب المقال، الباحث والكاتب السياسي حسن حسن إلى أن “جيش الإسلام يفاوض روسيا للتوصل إلى حل سلمي من أجل إنهاء الحملة التي تشنها موسكو ودمشق في الغوطة الشرقية، وجاءت هذه الخطوة أيضاً على خلفية بروز “داعش” و”جبهة النصرة” اللذين اصطدما ببعضهما قبل أن تدخل الجبهة الإسلامية في نزاع مطوّل مع “داعش”.
وأضاف: “على الرغم من توحيد فصائل مسلحة لصفوفها ضمن الجبهة الإسلامية بناء على أيديولوجيات متقاربة، بدأ التحالف يتفكك بسبب خلافات بين الفصائل نفسها وبين استراتيجياتها”، مشيرا الى أن “هذه الخلافات تمحورت غالباً حول الصراع ضد “داعش” الذي أطلق حملة بلا هوادة أدت في نهاية المطاف إلى نهاية التحالف بعد أشهر قليلة على تأسيسه. وترافقت لحظة الانهيار مع أفول نهائي لبعض الفصائل التي شكلت الجبهة الإسلامية. لكن بقيت مجموعات أخرى تؤدي دوراً مركزياً في أحداث النزاع مثل “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”.
أين التحول الأكبر؟
وقال الكاتب: “استطاعت “جبهة النصرة” النجاة من المعارك القاسية التي خاضتها مع داعش وأصبحت أيضاً لاعباً أساسياً في النزاع، بما جعل هذه الأطراف الأربعة تتصدر المشهد في سوريا. لكن مؤخراً فقد داعش معظم أراضيه التي سيطر عليها سنة 2014 وتركز وجود “النصرة” إلى حد بعيد في بقايا جيوب الثوار في شمال غرب سوريا بالرغم من أنّه لم يتم إضعافها بشكل كبير. لكن بالنسبة للطرفين الآخرين، أحرار الشام وجيش الإسلام، يمكن أن تكون قصة تحولهما ذات تأثير أكبر على المعارضة السورية لأنّهما يدّعيان أنهما جزء من الثورة بعكس جبهة النصرة وداعش”.
أحرار الشام.. نكستان شبه قاضيتين
وبحسب الكاتب، اقتربت حركة “أحرار الشام” من نهايتها مرتين. كانت الأولى بعدما قضى انفجار غامض على معظم قيادتها تقريباً في أيلول 2014، وعقب فترة وجيزة من الشلل، عادت الحركة إلى البروز مجدداً لا بسبب قوة هيكليتها بل بسبب الدعم الشامل على المستويين اللوجستي والمالي من داعميها وخصوصاً من تركيا. ضَمَن هذا الدعم دوراً سائداً للمجموعة في إدلب وحلب بالقرب من الحدود مع تركيا. بعد ستة أشهر على الضربة التي تعرضت لها قيادتها، انضمت الحركة وفصائل أخرى إلى جيش الفتح. واستطاع التحالف الجديد أن يحقق سلسلة من المكاسب و السيطرة على إدلب, وأدى تقدم جيش الفتح إلى التدخل الروسي في أيلول 2015.
ضعيفة جداً
الاختبار الثاني الذي تعرضت له “أحرار الشام” برز السنة الماضية بعدما ارتدّت جبهة النصرة عليها سنة 2016 و 2017 للسيطرة على شمال غرب سوريا. وفاجأت هذه الهجمات عدداً من المراقبين لأنّ المجموعتين حافظتا على علاقة وثيقة منذ نشوئهما. وبغض النظر عن عدائية “جبهة النصرة” تجاه فصائل الثوار لم يتوقع كثر أن تنقلب على حليفها الأكثر إفادة لها. لقد برهنت “أحرار الشام” أنّها ضعيفة جداً لحماية نفسها من “جبهة النصرة” فصدمت مناصريها، بعدما خسرت مئات من أشرس مقاتليها وانهارت الحركة بشكل كبير.
فشلت محاولات إعادة إحيائها تحت قيادة جديدة السنة الماضية. فالنجاة الأولى جاءت بفضل الدعم التركي، لكن بعد التطورات الأخيرة، لم تبدِ تركيا رغبة بإعادة إحياء حليفها السابق. وظهر الضعف الحقيقي للحركة حين شاركت في حملة لضرب “جبهة النصرة” في إدلب حيث أمِل كثر أن تكون مدعومة من أنقرة. لكن بغياب الدعم التركي، لم تفضِ الحملة إلى أي نتيجة وباتت “أحرار الشام” لاعباً صغيراً.
ماذا عن “جيش الإسلام”؟
يرى حسن أنّ الأمر نفسه قد يصيب “جيش الإسلام” الذي يفاوض روسيا للتوصل إلى حل سلمي من أجل إنهاء الحملة التي تشنها موسكو ودمشق في الغوطة الشرقية. أصر “جيش الإسلام” على ألّا يغادر مقراته في الغوطة.
وتفترض سيناريوهات بديلة أن يبقى الفصيل داخلها من خلال اتفاق سلام مع الدولة السورية بما قد يجعل جيش الإسلام يعمل كقوة إدارية محلية في تلك المنطقة. لكنّ المعارضة والنظام يعتقدان بأنّ السيناريو المرجح هو الإخلاء.
ويجد الكاتب أنه لو تحقق الاحتمال الأخير فسيصبح الفصيل كالسمكة خارج الماء لأنّه لن يستطيع النجاة خارج قواعده. كانت قوة جيش الإسلام منبثقة من كونه منظمة محلية تعود جذورها إلى ديناميات الغوطة حيث سمحت البيئة المحلية للفصيل بترسيخ نفوذه في منطقة حرجة.
يسوّق نفسه أمام تركيا
يشكل شمال سوريا الواقع تحت سيطرة ميليشيات مسلحة بيئة عدائية لجيش الإسلام الذي دخل في حالة عداء مع عدد من الفصائل قرب دمشق.
هذه الفصائل، خصوصاً “جبهة النصرة”، هي الطرف المسيطر في شمال غرب البلاد. ويقدّم “جيش الإسلام” نفسه على أنه حليف حيوي لتركيا ضدّ القوات الكردية وضدّ “جبهة النصرة” التي يراها كثر أنّها ستكون ذريعة محتملة لمهاجمة إدلب.
ولمّح الفصيل إلى هكذا سيناريوهات عبر الإعراب عن تضامنه مع تركيا في عمليتها ضدّ وحدات حماية الشعب في عفرين أو عبر الإشارة إلى منبج كمقر بديل محتمل لمقاتليه. ويضيف الكاتب أنّه “بغضّ النظر عمّا إذا كانت تركيا ستدعم جيش الإسلام، فإنّ مغادرة الأخير لمعاقله سيفتح النزاع في سوريا أمام احتمالات جديدة”.
(عربي 21) بتصرف
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73