الحرب التي لم تقع بعد .. نامت دمشق بتوقيت واشنطن

الحرب التي لم تقع بعد .. نامت دمشق بتوقيت واشنطن
دمشق _ كامل صقر: نامت العاصمة السورية دمشق متأخرة عن بقية العواصم، ولم يصحَ سكانها على خبر سيء، لكن احتمالات الهجوم الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني مازالت قائمة على الأراضي السورية.
لم يحصل أي طلب غير اعتيادي على شراء المواد الغذائية داخل العاصمة دمشق، كما يحصل عادة مع أي تهديد حربي واسع النطاق تتعرض دولة ما. دمشق التي بدت شوارعها طبيعية الحركة حتى ساعة متأخرة جداً من ليل الثلاثاء، بقيت فيها وسائل الخدمة على حالها دون أي تغيير.
حتى الرئيس السوري بشار الأسد وهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة وجد مساحة من الوقت يوم الثلاثاء لاستقبال العشرات من أهالي المخطوفين الذين يُقال أن تنظيم جيش الإسلام يحتجزهم داخل مدينة دوما منذ عدة سنوات… الأسد قال لهم أن تحرير المخطوفين ليس قضية إنسانية فقط بل وطنية أيضاً.
وسائل الإعلام في سورية رفعت درجة الجاهزية واستنفرت طواقمها التحريرية والفنية، العشرات من العاملين في محطات التلفزة السورية رابطوا داخل محطاتهم حتى ساعات الصباح تحسباً لهجوم أمريكي فرنسي بريطاني، نشر بعضهم صوراً على موقع الفيسبوك تُظهرهم داخل مكاتبهم وكانت الساعة الخامسة فجراً بتوقيت الفيحاء.
لم يلحظ سكان العاصمة أية تغييرات لوجستية ذات طابع عسكري أو أمني، لكن الاستعداد لصد العدوان قد لا يظهر للعلن. وحدات الجيش السوري المتأهبة تلقائياً لم تجد صعوبة في تحويل جزء من هذا التأهب المعتاد لردّ من يمكن رده في حال الهجوم الأمريكي المحتمل، قواعد سلاح الجو وسلاح الصواريخ الهدف الأهم للرئيس ترامب وحلفائه زادت من تأهبها، القواعد الروسية في حميميم وطرطوس في أعلى درجات التأهب أيضاً، فيما استمرت طائرات الاستطلاع روسية A-50 بمراقبة سير المدمرة الأمريكية “دونالد كوك” في مياه البحر المتوسط وذلك وفق صحيفة كومرسانت الروسية.