ماذا فعلت المخابرات الروسية و السورية بترامب؟
اسقطت كل من الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لإنشاء آلية تحقيق مستقلة في مزاعم الهجوم الكيماوي و كان الأمر متوقعاً بعد سقوط مشروع القرار الأمريكي و لكن لوحظ توجيه السهام الى عمل بعثة تقصي الحقائق التابعه لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دوما و هو الأمر الغريب, و الأكثر غرابة أن ذات المشروع كانت طرحته السويد و ثم عادت لتصوت ضده, و إستعمل فيتو ثلاثي مستهجن ضد قرار يدعم عمل لجنة تقصي الحقائق التابعه لمنظمة حضر السلاح الكيماوي, و أصبح السؤال لماذا رفض لجنة تقصي الحقائق رغم أن مجرد التثبت من إستعمال السلاح الكيماوي يقوي الموقف الأمريكي و يحرج روسيا.؟
مصادر خاصة لجهينة نيوز أكدت أن ترامب كان متأكداً من إستخدام الكيماوي في دوما و أصبح فجأة غير متأكد دون أن توضح المزيد من التفاصيل, و بالعودة لتصريحات الخبراء الروس لم يتم تسجيل أي هجوم كيماوي في دوما و هو ما يطرح التسائل الكبير ماذا حدث..؟
و في حال تبين أن المسلحين لم يفجروا سلاح كيماوي في دوما و الامر كان تمثيلية فقط و صدقت الأنباء فهذا يشير الى ضربة مخابراتية كبرى وقع فيها البيت الأبيض الذي أعطى الضوء الأخضر لإستعمال الكيماوي في سورية و تم تنفيذ المهمة و لكن المسلحين خدعوا مشغليهم, و ما يؤكد هذه الفرضية أن كل تهديدات ترامب لم تتمكن من إحباط اتفاق ارهابيوا جيش الإسلام مع الحكومة السورية, و ما يزيد التأكد هو رفض ثلاث دول عظمى دعم لجنة تقصي الحقائق التابعه لمنظمة حضر الأسلحة الكيماوية, و إستعمال فيتو ضد قرار دعم هذه اللجنة.
و يبقى السؤال هل أصبحت تهديدات ترامب لأجل منع كشف حقيقة ما حدث في دوما.؟ و في الجانب الآخر لماذا صمتت بريطانيا على قضية الجاسوس المزدوج سكريبال.؟ هل وقعت في فخ آخر, علماً بأن ملف الجاسوس المزدوج سكريبال و ملف كيماوي دوما المكشوف يشيران الى إحتمال كبير بأن رؤوس كبيرة عملت في الغوطة و تم القبض عليها, و ربما ستسعمل للكشف عن مصير المفقودين السوريين حيث تشير كل هذه الضغوط الى أن دمشق ترفض تقديم أي تنازلات, و خصوصا أن فبركة كيماوي دوما جاءت متأخرة و لم تأت لحماية مسلحي دوما بل لأجل شيء آخر لازال مجهولاً, و كان المندوب الدائم لسورية في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد خلال جلسة مجلس الأمن أن مسرحية الكيماوي جاءت متأخرة و هو ما يؤكد أنها لم تكن لإنقاذ إرهابيوا دوما.و أيضا تصريح الخارجية الروسية بأن صواريخ ترامب قد تدمر جميع الأدلة المتعلقة باستخدام الكيميائي على الأرض في إشارة إلى سعي أمريكا إلى منع كشف خبايا ما حدث في دوما
و يذكر أن حرب إستخباراتية جرت في دوما خلال فترة إخراج الارهابيين و تم تصفية العديد من القادة من بينهم قادة رفضوا الخروج و قادة كانوا يتفاوضون للخروج, وكذلك تبين أن مصير الكثير من المخطوفين السوريين لايزال مجهولاً و تصر دمشق على البت في مصير المخطوفين و بشكل خاص في إجتماع أستانا المقبل بعد أن تعطل الملف عدة مرات, مما يشير إلى أن التهديدات بقصف سورية تتعلق بملفات كعقدة و جزء منها ما زال خفيا و الأيام القادمة ستكشف سبب التوتر الكبير الذي أصاب واشنطن
جهينة نيوز
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73