ماذا أصبح بإمكانك أن تشتري بالمئة الليرة السورية الآن.. وهكذا ترفه بنفسك بـ100 ليرة
“بشتري إندومي” هكذا كان الجواب الأكثر تكراراً للاستبيان الذي قام به موقع “بزنس 2 بزنس سورية” عن كيفية الترفيه عن النفس للمواطنين السوريين بمبلغ مئة ليرة فقط، حيث تبين أن أقصى ترفيه يمكن أن يحظى به الفرد السوري هو “ظرف إندومي”!
فيبدو أن الورقة النقدية ذات فئة المئة ليرة قد فقدت هيبتها في الشارع السوري، لدرجة أن البعض أجابوا بأسلوب ساخر بأنهم في حال وجدوا في الشارع مبلغ مئة ليرة فلن يكلفوا نفسهم عناء التقاطها، لأنها لن تشتري لهم شيئاً.
وطالب آخرون في حديثهم من المئة ليرة لتعود وتتصرف كطبيعتها بدلاً من انتحالها هوية العشر ليرات، فهي تكاد لا تشتري إلا بضعة أنواع بسيطة من الحلوى الرخيصة والتي غالباً ما تكون ذات نوعية رديئة وفي أغلب الأحوال لن ترضي طفلاً صغيراً، فيما أشار البعض إلى أنهم يفضلون ألا يتمتعوا بهذه الرفاهية التي ستقدمها لهم المئة ليرة، لأنهم لن تشتري حتى “وقية بزر”!
وفضلت نور (طالبة جامعية) عدم الخروج من منزلها في حال لم يكن معها إلا مئة ليرة فقط، معتبرة أنها “لن تتجرأ على التفكير بالخروج بهكذا مبلغ”، أما ميساء (موظفة حكومية) قالت إن المئة ليرة ستوصلها لدوامها ذهاباً وإياباً بالميكروباص لكن هذه المهمة لا تعتبر رفاهية بالنسبة لها.
ويبدو أن هنالك إجماع للرأي ظهر خلال الاستبيان في الشارع السوري، وهو أن حدود الترفيه في البلاد تبدأ من شخص يجب ألا يقل مدخوله عن المئة ألف ليرة شهرياً كحد وسطي، حيث إن الفرد الواحد أصبح يحتاج إلى ما يزيد عن 20 ألف ليرة شهرياً، ليؤمن غذائه الضروري فقط، ما عدا تكاليف المسكن والمواصلات والنفقات الأخرى والتي ستضاعف المبلغ مرات عديدة وستصبح كلمة رفاهية بالنسبة للفرد السوري حلماً بعيد المنال.
يذكر أن القيمة الشرائية للمئة ليرة قد انحدرت بشكل كبير تزامناً مع تدهور سعر صرف الليرة السورية خلال سنوات الحرب الأخيرة، ففي بدايات سنة 2011 كان سعر صرف الدولار 46 ليرة سورية حسب أرشيف نشرة مصرف سورية المركزي، وكانت المئة ليرة تكفي لإطعام عائلة من ثلاثة أفراد لوجبة الإفطار، أما حالياً فلا تكفي لسد جوع طفل صغير بقطعة حلوى رديئة النوعية.
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73