صور خردة الصواريخ الذكية تطغى على صورة الزعماء العرب
علي مخلوف
قمة القاع الأعرابية جمعت كل “عكاريت” القضية، فقد تحول برميل نفط إلى هبل يسجد عنده أتباع الوثنية السياسية، فُرشت موائد الأطعمة البدوية، وصُب عيران حلال وبول بعير معتق في كؤوس كرستالية، ومقابل صورة كل طفل مظلوم مهشم العظام في اليمن، أو مشهد دمار في سورية، هناك طبق فاخر على المائدة لضيوف المملكة الرملية، أفخر الأطعمة الغربية من اللحومات الباردة والساخنة والحلويات كانت لملأ بطون الحجاج إلى صنم الوهابية.
تلمض ضيوف المملكة، فسارع هبل الأكبر إلى تهيئة الموائد كما البيان الختامي المتفق عليه مسبقاً، أسموها عاصمة القدس خجلاً، فأكلوا على لحم تلك القضية كل سحت وحرام، لقد كاد سلمان يقولها بلكنة بدوية ” شالوم” يا أبناء العمومة وهو يوجه كيل المزاعم للجمهورية الإسلامية ويبرئ الساحة الصهيونية.
اجتمع الحاضرون في الدرك الأسفل من القومية، فيما كانت دمشق صاحبة الكرسي الخاوي تحتفل بكسرها لأسطورة الصواريخ الذكية، انطلق الكروز والتوماهوك ليتحولا إلى مجرد خردة يتصور معها أطفال دمشق، فكانت صورهم طاغية على مشهد الزعماء العرب المجتمعين في الظهران.
أكد اجتماع الظهران على دولتين واحدة فلسطينية وأخرى شقيقة إسرائيلية، كالوا التهم إلى إيران وحدها، ثم دقوا الدفوف البدوية طرباً على العدوان الثلاثي.
العدوان لم يكن ثلاثياً البتة، فقد كان بأموال بيت المسلمين في السعودية، حاول السعودي بحذاقة تحدي طهران بجعل القمة في مدينة الظهران الأقرب إلى إيران، فكانت جرأتهم لا تتعدى الخمس ساعات زمناً حتى يعلنوا انتهاء محفلهم ، قاعدة العيديد القطرية كانت كماخور لاستراحة كل غريب يريد التعريج لضرب دمشق، فيما كان النظام المسخ والمستنسخ عن الحكم الملكي الإنجليزي في الأردن يتحدث بلغة عربية مكسرة عن قضايا الأمة ويقدم قاعدة التنف لغربان الموت الغربية، لقد اشترك كل هؤلاء ومعهم الشقيقة إسرائيل بالعدوان، والأخيرة قدمت مساعدة استخباراتية عن طريق شبكاتها النائمة من العملاء في الداخل السوري والذين هم من حملة لواء “الحرية” وقد يكونون من الطلقاء المعفي عنهم مؤخراً،وإلا ما هي قيمة المعلومات الاستخباراتية إن كانت من أقمار صناعية فقط ولم تكن من الأرض؟ وبما أن الساحة السورية باتت نشطة استخباراتياً لجميع أجهزة الاستخبارات وقد وُجدت بيئات كثيرة لم تمانع لقاء الإسرائيلي في مناطق سيطرة المعارضة فلا يصعب على أحد هؤلاء العملاء أو شبكات بأكملها أن تكون قد ادعت عودة لحضن الوطن مع كثيريين ممن أُجبروا، وقد يكون بعضهم غير سوريين وأعضاءً في بعثات أممية وإنسانية.
نجحت دمشق في تمريغ “العكال” البدوي بوحل العمالة، وجعلت فخر الصواريخ الذكية مجرد نكتة أسقطتها أنظمة دفاعية قديمة، وفي الوقت الذي تستنفر فيه إسرائيل خوفاً من رد إيراني على عدوان مطار التي فور الذي أدى لاستشهاد 7 مستشارين عسكريين إيرانيين، تعلنها عاصمة الوثنية بأن الجمهورية الإسلامية هي الخطر الأكبر.
صوت قيصري علا في الأجواء بعد الانتشاء بنصر دمشق على التوماهوك، سنعيد التفكير بتزويد سورية بالإس300، وبالتزامن مع ذلك أعلن ترامب أنه فعلاً ينوي سحب قوات بلاده بأسرع ما يمكن من سورية، تكذيباً لما قاله الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه أقنع ترامب بالبقاء في سورية.
إذاً نحن أمام المشهد التالي: إسرائيل شاركت عبر عملائها في الداخل السوري بتقديم معلومات استخباراتية، والسعودية مولت، وقطر والأردن قدما المطارات وقواعد الانطلاق للعدوان، تركيا باركت وهللت، وبريطانيا وفرسنا شاركتا بالمعية، الروس هددوا بالإس 300 والإيرانيون بدأوا العدو التنازلي للرد على تل أبيب، فيما تمتلأ ساحات دمشق بمسيرات الفرح لانتصار كبير، تحول محمد بن سلمان إلى صنم من تمر يأكله الأمريكي كلما جاع، لكن دون جدوى، فلم يعد هناك من صواريخ ذكية إلا وسيكون مقابلها أصابع رجال الدفاعات الجوية بالمرصاد.
عاجل
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73