قاعدة التنف الأمريكية في سوريا مركزُ خطط التقسيم و دعم الإرهاب
علي حسن
وصفت الخارجية الروسية في وقت سابق على لسان المتحدثة الرسمية باسمها ماريا زاخاروفا، التواجد الأميركي في قاعدة التنف بأنه احتلال، وبأن هذه المنطقة قد أصبحت منطقة آمنة لبقايا تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيرةً إلى أنّ “هناك تساؤلاتٍ كبيرة عن وجود القوات الأمريكية في سوريا دون موافقة حكومتها والسبب المعلن من تلك القوات هو القضاء على “داعش” لكن الحقيقة مغايرة لذلك، و قد بات هذا أمراً معروفاً وواضحاً، فكيف يمكن لمن يدعي أنه أتى ليقضي على داعش أن يحمي بقايا إرهابيي هذا التنظيم ويحتضنهم”.
هذه الصورة تتضح يوماً بعد يوم، ويتبيّن أكثر أن”داعش” ليس إلّا صناعةً أمريكية، وُجدت لخدمة المشاريع الصهيو- أمريكية الاستعمارية في المنطقة، وفي هذا السياق قال مصدرٌ مطلع على الوضع الميداني في الشرق السوري لموقع “العهد” الإخباري إنّ ” التحالف الدولي بقيادة أمريكا قد نقل عدداً كبيراً من إرهابيي التنظيم المتواجدين في مناطق ريف الحسكة الجنوبي الشرقي إلى قاعدة التنف العسكرية الأمريكية بهدف إدخالهم في طور تدريب عسكري مُوسّع على يد الضباط الأمريكان المتواجدين هناك”، لافتاً إلى أنّ ” قاعدة التنف الأمريكية شكّلت منطلقاً للعديد من الهجمات التي قام بها إرهابيو التنظيم باتجاه نقاط الجيش السوري في ريف دير الزور الشرقي منذ إقامتها، كما كانت منطلقاً للميلشيات التابعة لواشنطن ضد الجيش أيضاً، ورغم أن هذه الهجمات الإرهابية كانت صغيرة ومحدودة لا يمكن لها أن تُحدثَ تغييراً في خارطة السيطرة إلّا أنها كانت تُشغِلُ الجيش السوري عن عملياته في البادية المتزامنة مع عمليات تطهير ريف دير الزور الشرقي”.
من جهة أخرى قالت مصادرُ أهلية من مخيم الركبان للاجئين السوريين الواقع ضمن الأراضي الأردنية جنوب شرق قاعدة التنف والذي يعتبر طريقاً إجبارياً للقوات الأمريكية من قاعدة الأزرق في الأردن نحو التنف لموقع “العهد” الإخباري إنّ “أرتالاً من القوات الأمريكية قد مرّت من الأردن باتجاه التنف، بالإضافة إلى أنّ قيادات الميليشيات التابعة لواشنطن وأبرزها ما يسمى بـ”مغاوير الثورة” و”قوات أحمد العبدو” قد عملت على تجنيد المدنيين الذين يقطنون في هذا المخيم بصفوف ميليشياتهم، بعد أن استغلت ملف المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الأمم المتحدة، بمعنى من لا يرضى بالتجنيد في صفوف تلك الميليشيات لا طعام له، حيث يتم نقل كل المُجنّدين إلى قاعدة التنف فيما بعد للتدريب من قبل القوات الأمريكية أيضاً إلى جانب إرهابيي “داعش” الذي جرى نقلهم من ريف الحسكة الجنوبي الشرقي”.
وأضاف المصدر السابق أنّ “خطط واشنطن لشن هجوم ضد الجيش السوري من التنف عبر أدواتها وأذرعها الإرهابية لن تكون ممكنة، وفي حال غامرت القوات الأمريكية بذلك ستلقى رداً عنيفاً جداً، وعلى ما يبدو أن الأمر لا يتعدى الدعم المعنوي للجماعات الإرهابية المسلحة وخصوصاً التي يقاتلها الجيش السوري في الغوطة الشرقية لدمشق، ولكن الأمريكان لا يستطيعون القيام بفعل مفصلي في هذا الأمر، ومن غير مصلحتهم بكل تأكيد الاصطدام بشكل مباشر مع الجيش السوري فهو بشكل أو بآخر اصطدام مع القوات الروسية والمستشارين الروس المتواجدين في أغلب القطاعات العسكرية إلى جانب الجيش السوري في حربه على الإرهاب”، مؤكداً أنّ ” الأمريكان سيدفعون هذه الجماعات الإرهابية التي تدربها وتُجنّدها للهجوم على الجيش السوري ليستطيعوا التبرؤ منهم لاحقاً”.
وكثُرَ الحديث عن وجود مخطط أمريكي لدفع تلك الجماعات المسلحة نحو الغوطة الشرقية لإمداد التنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك وتزويدها بالأسلحة، ولكن المصدر المطلع ذاته قد استبعد ذلك، فالمشروع الأمريكي هذا قد بات غير ممكناً إذ إن الجيش السوري قد استبق مخططات واشنطن الإرهابية وها هو اليوم يحاصر مواقع تلك التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية ولا إمكانية لإدخال أية أسلحة لها، وبالتالي باتت المشاريع الأمريكية الذي تقوم على فكرة هجوم الإرهابيين على دمشق ووصل الغوطة بالأراضي الأردنية عبر القاعدة الأمريكية في التنف ضرباً من الأحلام، إذ إن الجيش السوري قد فوّت هذه الفرصة على الأمريكان وطوّق الإرهابيين في الغوطة الشرقية وباتَ صاحب المبادرة الهجومية حسب تأكيده”.
العهد