ماذا يعني دخول “قوات عربية” إلى سورية؟!
وصفنا “ترامب” منذ اللحظات الاولى لمجيئه البيت الأبيض، بأنّه أداة استغلال أمريكية، وهو الدور الذي ما زال يمارسه منذ اللحظات الأولى لقسمه الرئاسيّ..
لذلك فإنّه لا يتوانى عن استغلال “السعودي” أو “القطري” أو كلّ من يمكن ان يوفّر له مالا، بمعنى أنّ الاستراتيجية الأمريكية اليوم مبنية على هذه الحيثية الرئيسية، والتي تقول بتأمين أكبر مبالغ ممكنة لسدّ الدين العام الأمريكي..
من هنا يمكن فهم الموقف الأمريكي في سورية على أنّه موقف ليس قائماً على عناوين استراتيجية أمريكيّة، بمقدار ما يعمل على اثنتين:
-الاستجابة الضرورة لمطالب كيان الاحتلال الذي يمكنه ان يؤثر على بنية الادارة الامريكية، بفضل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة..
-استغلال دول النفط في الخليج، من خلال إمكانية التأثير التكتيكي التي ما زالت الادارة الامريكية تناور فيها من خلال حضورها في سورية..
هنا تماماً تتضح امكانية التأثير والأهداف الأمريكية في سورية، خاصة وأنها لم تعد قادرة على تأمين أهدافها الاستراتيجية التي شنّت العدوان من أجلها على سورية منذ 2011..
لكن ماذا يريد “السعودي” من سورية؟!!..
يدرك “السعودي” جيداً انّ ملفات المنطقة غير منفصلة عن بعضها بعضاً، والمعركة كذلك، فأيّ انتصار له في اليمن يعني انتصاراً له في سورية، وأي هزيمة له في سورية يعني هزيمة له في اليمن، لذلك يحاول أن يُبقي على حالة الاشتباك قائمة، رغم إيمانه المطلق انّ إمكانية انتصاره في سورية باتت معدومة، وهذا يعني بالمحصلة أنّ إمكانية انتصاره في اليمن أصبحت وراء ظهره، لذلك أيّ استعجال بالخروج من الملف السوري، يعني له خروج هزيمة كبرى من اليمن، وهذا يعني له أيضاً زحفاً كبيراً لحلف المقاومة باتجاه البوابة الجنوبية “للمملكة”، ويعني أنّ شرايين بحريّة سوف يتمّ قطعها تماماً عن قلب “المملكة”..
لهذا سوف نتابع جملة من السيناريوهات الافتراضية القادمة للأمريكي في سورية، والتي بدورها ستكون على مقاس استغباء واستغلال “السعودي”، مقابل الأهداف التي أشرنا لها آنفاً..
من هنا يمكننا القول،بأنّ كلّ المحاولات “الامريكية -السعودية” في سورية، ما هي إلا محاولات استنزاف أمريكية بالنسبة “للسعودية”، كون أنّ كلّ الأهداف التي يحاول بعثها الأمريكي اليوم، ما هي الا أهداف أمريكية سابقة، لم يستطع أن يمررها، بالرغم من “سيطرة” أدواته على مساحات شاسعة من الجغرافيا السورية، في مراحل ماضية..
لهذا فإنّ الحديث عن “قوات عربية” تدخل سورية، إنّما هو حديث يخصّ دول النفط أكثر مما يخصّ سورية، لأن الأهداف لهذه “القوات” ليس كما يصدّر لها، خاصة وان تجربة مثل هذه “القوات” لم تكن مشجعة، خاصة في اليمن!!..
ثم علينا الانتباه أنّ البيئة السورية العسكرية التي أنجزتها المعركة لم تعد بيئة مفتوحة مثل بيئة اليمن، فخارطة القوى المنجَزة تحول دون إمكانية إحراز أي فائدة لمثل هذه “القوات العربية”، لجهة الأهداف التي يتم تسويقها..
أخيراً.. نعتقد أنّ العنوان السوريّ تحوّل إلى مسرح عمليات يبعد شيئاً فشيئاً عن الأهداف التي حصل العدوان من أجلها على سورية، كما أنّنا نعتقد أنّ سورية تحوّلت إلى فاعل إقليمي يقوم باستيعاب جملة سيناريوهات تؤسس لخارطة إقليمية حاكمة جديدة!!!..
خالد العبود..
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73