انخفاض الدولار الحقيقي في سوريا سيبدأ من شهر أيار المقبل
ترك تحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب وقعه الكبير وصداه الإيجابي في الشارع السوري، تلك المنطقة التي كانت تعد شريان العاصمة الاقتصادي بدأت بالتعافي، فالجميع في حالة ترقب ماذا بعد الغوطة؟ وما تأثير تحريها على الواقع الاقتصادي بشكل فعلي؟.
قد يكون لتحرير الغوطة تأثير عام وشامل على الاقتصاد السوري لما لها من رمزية كبيرة، ففي الحروب يلعب العامل النفسي الدور الرئيسي على الأصعدة كافة السياسية والعسكرية والاقتصادية . فهذا الانتصار أعطى الثقة بالاستقرار والعملة السورية وجلب الاستثمارات وعودة الحياة الاقتصادية.
وتشير التوقعات إلى انفراج شبه شامل على صعيد تخفيض أسعار السلع عند عودة ضخ الغوطة منتجاتها في الأسواق، ما يخفف من الاستيراد وبالتالي قد يكون له وقعه على انخفاض سعر الصرف.
وبالحديث عن انعكاس النصر في الغوطة على سعر الصرف قال الدكتور سنان ديب رئيس جمعية العلوم الاقتصادية أن سعر الصرف جزء منه يكون نفسي، ففي الحروب والأزمات يندفع الناس إلى اكتناز العملات الصعبة والدهب خوفاً من تقلبات سعر الصرف وعند التحرير والانتصار تعود الثقة ويؤدي إلى تحسن وضع العملة المحلية.
وأشار ديب إلى أن عودة الغوطة هي رسالة لعودة الأمن والأمان ولعودة الثقة بالحكومة السورية وعودة الكثير من الأموال والاستثمارات والكفاءات فهي مؤشر كبير على شبه انتهاء الأزمة كما أن عودة الحياة الطبيعية إلى ربوعها مع رجوع الأراضي الزراعية والمهن والحرف التي كانت منتشرة سيحدث فرقاً اقتصادياً واضحاً.
وأضاف ديب تشكل غوطة دمشق خزان أمن غذائي لسكان العاصمة، إضافة إلى دورها في تحريك عجلة الاقتصاد السوري عبر تشابكات التبادل التجاري بينها وبين الأسواق المحلية والخارجية.
ومن أجل استثمار هذا النصر أكد ديب على ضرورة إعداد برنامج واضح متضمن توزيع الحرف والحيازات والتهيئة لآلية الدعم والتعويض للإسراع في عودة أهلها، منوهاً إلى أن موضوع الاستثمار الزراعي أسهل من غيره لكونه مرتبطاً فقط بتسهيل الإجراءات والخلاص من الروتين والتعقيدات الإدارية.
وتابع ديب قائلاً: يتطلب هذا ورشة عمل فعلية تضمن إنعاش جيوب المواطن والاقتصاد المحلي، فاسترجاع أي منطقة يعطي مؤشراً إلى قوة الدولة، ولاسيما في ظل اتساع رقعة المناطق الآمنة، فكيف إذا كانت هذه المنطقة هي غوطة دمشق، التي يعطي استرجاعها ثقة أكبر بقرب الحل النهائي.
وبيّن ديب أن أسلوب الحكومة في التعاطي مع سعر الصرف كان أسلوب إدارة أزمة بحيث تدار الليرة حسب المتطلبات التي يفرضها واقع الحرب في السوق وكان التضخم وسياسة التقشف التي اتبعتها الحكومة هي للموازنة بين القوة الشرائية من جهة،ومن جهة أخرى وللموازنة بين الطلب و العرض وذلك عبر التحكم بالسياسات النقدية والمالية، متوقعاً أن التعاطي مع سعر الصرف سيكون استراتيجي بما يتناسب مع إعادة الإعمار.
وبدوره بيّن الخبير لاقتصادي الدكتور عابد فضلية ان انخفاض سعر الصرف يعد أمراً طبيعياً مع انتصار الجيش العربي السوري في الميدان، لكن هذا يلعب كعامل نفسي أكثر من أن يكون فعلي في الواقع، مؤكداً أن الوضع الحالي الذي يسود سورية من التفائل والثقة انعكس بشكل كبير على سعر الصرف لكن هذا السعر بحاجة إلى تثبيت عدة أشهر لنرى انعكاسه الإيجابي على انخفاض الأسعار في الأسواق السورية.
وتأكيداً على كلام الدكتور ديب أعرب فضلية أن هذا الانخفاض السريع سببه الحالة النفسية لدى المواطنين والخوف من تراجع السعر أكثر، مما جعلهم يقبلون على تبديل مقتنياتهم من الدولار بالعملة السورية.
وأوضح أن الإشاعات التي يحاول تجار السوق السوداء ترويجها عن مزيد من الانخفاض والتدهور أمر غير صحيح. فالدولار قد يصل إلى 395 ليرة في السوق السوداء وسعره الآن وهمي لأنه يتعلق بكثرة العرض، وبعد أيام سنجده يرتفع ليقارب السعر الرسمي ، وهذا الأمر تحدده المتغيرات السياسية، لافتاً إلى أن الانخفاض الحقيقي سيبدأ من أواخر شهر أيار وهذا سينعكس بشكل إيجابي على الأسعار والواقع المعيشي للمواطن. والجدير بالذكر ان بعض الباحثين الاقتصاديين قد تحفظوا على رأيهم او إبداء أي تحليل اقتصادي فيما يخص موضوع الغوطة ومدى انعكاس تحريرها على الاقتصاد السوري.
سينسيريا
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73