وأخيراً اكتشفنا حكاية القرارات الأخيرة “المثيرة” للحكومة السورية!
وأخيراً اكتشفنا حكاية القرارات الأخيرة “المثيرة” للحكومة السورية!
“بعدوك عني وبعدوني! فاكرين حرموني أحبك؟” هذا حال الفئة المهتمة بالمواقع المصنّفة وفق وزارة الاتصالات في قرارها الأخير بأنها مواقع ذات محتوى سيء.. فيما ظهرت شريحة جديدة من فئة “الممنوع مرغوب” سارعت عقب قرار حجب تلك المواقع، إلى كسر المفاتيح “الانترنيتية” لها، وإباحتها من جديد!.
وخمّن مراقبون أن يكون القرار نتيجة توافق “الأوقاف والتربية مع الاتصالات” إذ لطالما وافق الثلاثي مسبقاً على قرارات تدعو للدهشة والاستغراب! ومنها مؤخراً القرار الشرعي الذي شجّع ابنة الـ 13 عاماً على الزواج المبكر! وإقرار المنهاج الجديد منذ بداية العام الحالي رغم الثغرات “الخطرة” الواردة فيه.
فـما حكاية القرارات الأخيرة “المثيرة” للحكومة السورية؟!
كان الأخ الأكبر لـ “سامي” بطل درس القراءة المقرر في منهاج الصف الثاني الابتدائي “سأخبر أمي” يُشاهد المواقع ذات المحتوى السيء سرّاً، وذات يوم كشف سامي أخيه بالجرم المشهود، فأصيب بصدمة جراء ما شاهد، وكانت ردة فعل الأهل بتكثيف التنبيهات على سامي خوفاً من تعرضه للتحرش المتوقع بعد أن أثيرت مشاعره من المواقع “السيئة” مطلِعين الطفل على أساليب الاستدراج لتلك الفعلة! لذا “شك” الطفل بالبائع الذي أعطاه الحلوى دون مقابل ووعد بإخبار أمه!.
وبناءً على سلوك هذه العائلة رأى القرار الشرعي أن يُشجّع المجتمع على “ضبّ” الفتاة المراهقة في بيت الزوجية للحد من ظواهر التحرش الناتجة عن اهتمام فئة معينة بالمواقع ذات المحتوى السيء!.
يا تُرى هل أخطأنا الفهم؟ وهل كانوا يقصدون منع الزواج المبكر وتشجيع الفتاة على ضرورة إكمال علمها، سلاحها في الحياة؟ وهل كانوا يقصدون كسر القيود عن كل المواقع الإلكترونية السورية وغيرها أمام الشباب الذين لا يُعَالَجون بالمنع! وهل كانت النية صافية في الأخطاء الواردة في المنهاج الجديد؟!.
جهود كثيرة تبذلها الحكومة السورية على كافة الأصعدة، خصوصاً خلال هذه الأزمة، لكن المراقب لتلك الجهود يُدرك تماماً غياب التخطيط الاستراتيجي لكل قرار وقّع عليه أعضاؤها، فهناك أمور قد تبدو سطحية اليوم إلا أن أثرها في المستقبل سلبي.
تماماً مثلما حدث نتيجة تنشئة شريحة كبيرة من الأطفال على القشور الدينية دون تعليمهم جوهر الدين الحقيقي! فكانت رغبة الوصول إلى حوريات الجنة أكبر من حب الوطن! وبالتالي فوجئنا بعدد كبير من شبابنا حتى من شريحة المثقفين والمتعلمين ينقادون بسهولة تحت مسمى الدين ورضا الله.
لذا على الحكومة أن تكون أكثر جدية في قراراتها وقد يكون من الأفضل الاستعانة بطريقة “العصف الذهني” التي أدخلتها التنمية البشرية إلى المجتمع السوري ولاقت اهتماماً واسعاً في القطاع الخاص، حيث تقوم على انتقاء الأشخاص المعنيين بالقرار ودعوتهم إلى جلسة لعصف الذهن بهدف اقتراح عدد لا متناهي من الإيجابيات والسلبيات حول صلاحية القرار، ثم بيان بنتيجة الجلسة للجهة المخوّلة بالموافقة حتى تتخذ القرار السليم الذي لا يخيب.
المصدر: دمشق الآن- لونا نوايا