صحيفة ألمانية: ما الذي يخبئه شهر أيار للحرب السورية؟
نشرت صحيفة “فيلت” الألمانية تقريرا، قدمت فيه قراءة لتطورات الحرب السورية. وفي خضم هذه الحرب، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية على ما قالت أنه مواقع إيرانية في مدينة حلب، ما من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الحرب بشكل خطير للغاية، خاصة أن إيران هددت الجانب الإسرائيلي بردة فعل قاسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن مدينة حماة شهدت ليلة الاثنين قصفا عنيفا اهتزت له سوريا، ووصل مداه إلى إسرائيل. في الوقت نفسه، جدت غارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية غير بعيدة عن مطار حلب الدولي.
وأكدت الصحيفة أن الأخبار تضاربت بشأن الجهة المسؤولة عن هذه الغارة، حيث أشارت صحيفة تشرين السورية، على صفحة الفيسبوك الخاصة بها، إلى أن القوات الأمريكية شنت الغارة انطلاقا من قاعدة جوية بالأردن. وبعد فترة قصيرة، أوردت صحيفة الأخبار اللبنانية أن طائرات مقاتلة إسرائيلية ألقت صواريخ على مواقع إيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المؤشرات تحيل إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية شنت عملية قصف على مواقع إيرانية بالتراب السوري. ونتيجة لهذه الغارة، قد تتخذ الحرب السورية منحى خطيرا للغاية.
في الأثناء، رفضت إسرائيل الإدلاء بموقفها حيال هذه الغارة الجوية.
وأفاد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، بأن “قوة القصف ودقة الغارة الجوية تشيران إلى وقوف جيش منظم وراء الغارة.
وأوضحت الصحيفة أن إمكانية وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وراء هذا القصف الجوي واردة، خاصة أنها أقدمت منذ أسبوعين على ضرب أهداف سورية.
في هذا السياق، صرح يدلين بأنه “في حال لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن هذه الغارة الجوية، فمن المرجح أن تكون من تنفيذ جهة لا يمكنني الإفصاح عنها”. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التصريح يعد اعترافا ضمنيا بوقوف إسرائيل وراء هذا الهجوم.
واستشهدت الصحيفة بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على هامش مؤتمر بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي قال فيه إن “المشكلة الوحيدة التي تؤرق إسرائيل هي إيران”. في سياق متصل، تابع ليبرمان بأن “إسرائيل ستحاول منع إيران من تحويل سوريا إلى جبهة قتال ضدها، بأي ثمن”.
وأوردت الصحيفة أنه في يوم الاثنين الماضي، عقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جلسة طارئة. ووفقا للتلفزيون الإسرائيلي، تطرق هذا الاجتماع إلى المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني. وبعد وقت قصير، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وثائق سرية قال أن إيران أخفت برنامجها للتسلح النووي.
وبينت الصحيفة أن اجتماع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أشار إلى تقدم عناصر من فيلق القدس في الأراضي السورية. ووفقا للمندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، يشرف حوالي ألفي مستشار عسكري إيراني على قرابة ثمانية آلاف مقاتل في سوريا. من جهتها، ذكرت وسائل إعلام عربية أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ 19 قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود السورية الجنوبية.
وأبرزت الصحيفة أن إسرائيل استهدفت في السابق العديد من المواقع الإيرانية. ففي شهر شباط/ فبراير الماضي، تأزمت الأوضاع على خلفية إسقاط طائرة دون طيار إيرانية كانت تحوم فوق الأجواء الإسرائيلية. في ذلك الوقت، ردت إسرائيل الفعل عبر شن سلسلة من الغارات الجوية فقدت جراءها طائرة مقاتلة.
وذكرت الصحيفة أنه في التاسع من نيسان/ أبريل الماضي، قصفت إسرائيل قاعدة جوية إيرانية في سوريا. وكان الهدف من هذه الغارة استهداف وحدة مسؤولة عن استهداف إسرائيل بالطائرات دون طيار وتدمير نظام دفاع جوي كانت إيران تعتزم إنشاءه. في ذلك الوقت، اعترفت إسرائيل لأول مرة بمسؤوليتها عن مقتل جنود إيرانيين.
وأوردت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان حذر إيران من مغبة استهداف إسرائيل. وفي حال لم تستجب لذلك، فإن القوات الإسرائيلية ستقصف إيران وكل منشآتها العسكرية في الأراضي السورية. في المقابل، لم تؤثر هذه التهديدات على السلطات الإيرانية.
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق يدلين قوله: “بالفعل، خلفت الغارة الجوية العديد من الضحايا في صفوف الإيرانيين، لكن حساب إيران معنا عسير”. لذلك، يعتقد المسؤول أن “شهر أيار/ مايو سيكون مليئا بالمفاجآت”.
بتصرف وكالة أوقات الشام الإخبارية