صيف ساخن بانتظار”إسرائيل”.. كمائن جوية سورية تفاجئ الجميع
صواريخ “مجهولة” أضاءت ليل الأحد الماضي مستهدفة مواقع عسكرية سورية وحليفة في ريفي حماه وحلب، في غمرة الاستنفار “الإسرائيلي” ترقُّباً لردّ طهران على قصف مطار تيفور ومقتل مستشاريها العسكريين السبعة، وتزامناً مع بدء العد العكسي لانسحاب الرئيس الأميركي المتوقَّع من الاتفاق النووي مع طهران، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، ما ينذر بشهر “ساخن جداً” على “إسرائيل”؛ حسب توقُّع الرئيس السابق لشعبة استخباراتها “أمان” عاموس يدلين، “سيما إذا ثبت وقوع قتلى إيرانيين في واقعة القصف الصاروخي الأخير، والذين سينضمون حتماً للحساب المفتوح معنا”، حسب تعبيره.
وفيما تناقضت المعلومات حول ماهية الصواريخ ومصدرها، نفت وسائل الإعلام الإيرانية تعرُّض أي من المواقع العسكرية الإيرانية في سورية للقصف الليلي، رداً على الأنباء التي تحدثت عن مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين باستهداف اللواء 47 في ريف حماه، كما نفى وزير الحرب الأميركي أي دور لبلاده في واقعة القصف، وكذلك لم تتبنّاها “إسرائيل” – جرياً على العادة – لتبقى الصواريخ الليلية المعادية “مجهولة” المصدر، وسط معلومات كشف عنها مصدرصحافي عراقي، استناداً إلى ما صرّح به برلماني عراقي وآخر قيادي في”حشد الأنبار”، تفيد بتجهّز التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لتوجيه ضربةعسكرية لـ”أهداف منتخَبة” في سورية، انطلاقاً من قاعدة عين الأسد الجوية غربي محافظة الأنبار العراقية.
لا تُخفِ موسكو توقُّعها “أمراً ما جديداً يُدبَّر ضد سورية”، وهي أعلنت الأسبوع الماضي على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه “يجب الاستعداد لاستفزازات جديدة ضدنا وضد سورية”، تزامناً مع معلومات شبه متطابقة لعدد من الخبراء العسكريين الروس، أفادت أن قراراً اتُّخذ في أروقة واشنطن وحلفائها، خصوصاً تل أبيب، يقضي بافتعال حادث استفزازي “خطير” في سورية، يكون منفذاً لحرب كبيرة ضد إيران وروسيا في سورية. وأدرج الخبراء الروس واقعة “الصواريخ المجهولة” ليل الأحد الماضي في هذا السياق، خصوصاً تقصُّد إشاعة أنباء عن مصرع مقاتلين إيرانيين، لاستجرار ردّ إيراني سريع، وقبلها محاولة الهجوم على قاعدة حميميم الروسية الأسبوع الماضي، “والذي أتى تحضيراً لحادث استفزازي كبير متوقَّع”، حسب إشارة الخبير العسكري الروسي المعروف الكسندر جيلين.
تدرك موسكو أن المطلوب “رأس روسيا” في سورية، كما مقارعة إيران من البوابة السورية أيضاً، وعليه أعلنت برسالة نارية واضحة “لمن يهمهم الأمر”، أنها ستزوّد سورية بأنظمة دفاع جوي متطورة، على رأسها منظومة “أس 300″، التي وصلت فعلاً إلى حليفتها،حسبما اكدت تقارير صحفية أوضحت أيضاً أن سفن نقل عسكرية روسية أفرغت حاويات المنظومة في ميناء طرطوس، وسط إجراءات احترازية مشدَّدة تحت غطاء من الدخان الاصطناعي، لمنع رصد العملية بواسطة الأقمار الصناعية المعادية أوالطائرات المسيَّرة، ما أثار امتعاض “إسرائيل”، التي توجّهت إليها أصابع الاتهام بشكل مباشر بالوقوف وراء واقعة الصواريخ الليلية على المواقع العسكرية السورية في ريفَي حلب وحماه، سيما أن مصادر صحفية روسية كشفت أن تلك الهجمات أتت استباقاً لعملية عسكرية تجهَّز لها الجيش السوري وحلفاؤه في الجنوب السوري، وباتت “وشيكة”، خصوصاً بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن ترعى عبور أسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ إلى مسلحي الجنوب عبر الحدود الأردنية و”الإسرائيلية”، بهدف تمكينهم من إنشاء “إقليم ذاتي” عاصمته درعا.
أن تكشف موسكو عن المخطط الأميركي، فهي تقصّدت إبلاغ الأميركيين”أننا نرصد كل حراككم في سورية”، ورجّحت المصادر أن يكون الكشف الروسي لهذا المخطط في هذا التوقيت تحديداً، إيعازاً للجيش السوري بالبدء وحلفائه بالعمليات العسكرية جنوباً، “والتي ستتم مؤازرتها بدعم روسي كبير”، حسبما رجّحت قنوات إعلامية عبرية.. وبالتالي، آثرت تل أبيب إبلاغ الروس بضرورة التقيُّد بخطوطها الحمر في الجنوب السوري، والرد على موسكو “بأن منظومة اس 300 لن تثنينا عن استكمال ضرباتنا الصاروخية ضد أي أهداف سورية أو غيرها متى نشاء”!
إلا أن “النشوة الإسرائيلية بتثبيت واقعة “اضرب واهرب” في سورية لن تنفع في المدى المنظور”، وفق كلام مسؤول فرنسي سابق في وزارة الدفاع الفرنسية لم يحدد اسمه لموقع أخباري تشيكي، أوضح أن موسكو وطهران تعِيان تماماً ما القصد من الصواريخ “المجهولة”، والتي كان الهدف من ورائها دفع الإيرانيين تحديداً إلى الرد السريع،وهذا ما كانت تطمح إليه تل أبيب. وإذ لفت إلى قرار منسَّق بين دمشق وموسكو وطهران بالتنبه إلى الاستفزازات الصاروخية التي يراد من ورائها النفاذ إلى حرب بالتوقيت “الإسرائيلي” – الأميركي، رجّح أن يتم الرد السوري المقبل، والذي قد لا يكون بعيداً، بوسائط صاروخية غير معروفة سابقاً، يستتبع ذهولاً وصدمة في أروقة واشنطن وتل أبيب..
وعليه، وفيما تعيش “إسرائيل” هاجس كيفية وطبيعة وجغرافية الرد الإيراني ثأراً لمقتل مستشاريها العسكريين السبعة في مطار تيفور، تنتظر السعودية بدورها رداً يمنياً على اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، حيث توعّد زعيم “أنصار الله” عبد الملك الحوثي بأن يكون هذا الرد مزلزلاً، وسط تواتر تقارير غربية رجّحت أن تكون الرياض وأبو ظبي بمواجهة أحداث خطيرة في غضون الفترة المقبلة، سيما بعد التحذير غير المسبوق الذي أطلقه منذ أيام عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي، داعياً السعوديةوالإمارات للاستعداد للردّ اليمني، والذي أُلحق بتحذير وجهته القوات المسلحة اليمنية للسعوديين، بضرورة الابتعاد عن الوزارات والمقرات الحكومية، مبيّنة أن قصوراً ملكية ومؤسسات “ذات أهمية” ستشتعل داخل السعودية،ومسدية نصيحة للشركات الأجنبية “بضرورة مغادرة الأراضي السعودية فوراً”!
اللافت يكمن في ما نقله مراسل صحيفة “داغسافيس” النروجية، عن شخصية أمنية ألمانية، توقّعت انهياراً مفاجئاً في حكم إحدى الدول الخليجية، توازياً مع ضربة سورية “من العيار الثقيل” باتجاه عدوان مباغت، مذكِّراً بأن منظومة “اس 300” التي أكد وصولها إلى سورية،سيكون باستطاعتها إسقاط الطائرات “الإسرائيلية” فوق لبنان- من جهة البقاع – كما أراضي البلدان المجاورة..
ولا يستبعد المسؤول الألماني حدثاً عسكرياً قادماً في الأجواء اللبنانية، عبر “كمين” يُنصب لطائرات “إسرائيلية” في سماء البقاع، لضرب أهداف عسكرية سورية أو حليفة في الداخل السوري، يتجاوز بأهميته واقعة “ضرب هيبة” طائرة الـ”أف 16″ التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في شباط الماضي، ويكون بمنزلة مفاجأة “مدوّية” غير متوقَّعة من دمشق وحلفائها إلى تل أبيب.
ماجدة الحاج / الثبات