مراهقون سوريون يصابون بهستيريا: “نحن الدولة ولاك”؟!
بجولة صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي فإنك تشاهد آلاف المنشورات لفتية وفتيات لم يتجاوزا سن 18، اللافت بمنشوراتهم هو محاولتهم إثبات رجاحة عقلهم، وأنهم يتحلون بشجاعة رهيبة، وبطولة منقطعة النظير، وهذا وضع طبيعي لأي مراهق في عمرهم، فغالباً مايلجأ المراهقون لأفعال مثل هذه لإثبات وجودهم في مجتمعاهم.
لكن ماظهر بالمجتمع السوري بين فئة المراهقين يختلف تماماً عن كل ظواهر المجتمعية الأخرى، فهل يوجد بمجتمع غير سوري مجموعات تطلق على نفسها اسم “الدولة ولاك”؟.
الغريب في تلك المجموعة بأنهم لايعرفون بعضهم البعض ولم يتقابلوا يوماً ولم يكونوا على اتصال، لكن خروج أحدهم بمقطع فيديو يحطم فيه الأشياء ليظهر به بمظهر ” البطل الصنديد” ويصرخ بأخره بأنه من جماعة الدولة ولاك، جعل تلك الظاهرة تنتشر بين مراهقي سوريا كاانتشار النار في الهشيم، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في نشر تلك الظاهرة، فيكاد لايخلو منشور لهؤلاء الصبية من كلمة “نحن الدولة ولاك”، حتى أنهم يعمدون على نشر صورهم بطريقة غريبة، المثير للقلق هنا هو مقاطع الفيديو التي ينشرونها، والتي تظهرهم غالباً وهم يحطمون طاولة أو كرسي مدعين أنهم بذلك يعبرون عن غضبهم مما فعله الزمان بهم؟!، أو ليعبروا عن حزنهم بسبب مافعلته بهم حبيبتهم “الخائنة؟!، ولايخلوا الفيديو من مشاهد تظهر علب سجائر ومشروبات كحولية ومسدسات حربية، إن لم يتظاهروا أيضاً بتعاطي “الحشيش”.
فلماذا يلجأ هؤلاء الفتية لمثل هذه الفيديوهات؟، ولماذا تغيب رقابة ذويهم عنهم؟، فمن ينشر مثل هذه الفيديوهات ربما يعاني من اضطربات نفسية، وربما يتطور به الحال لإيذاء من حوله لإظهار بطولاته المزعومة.
فأي مستقبل ينتظر سوريا إن كانت نواة هذا المستقبل “جماعة الدولة ولاك”؟، ولماذا لم نقتدِ بالدول الأوروبية والتي حجبت معظم مواقع التواصل الاجتماعي عن الأطفال، أو على الأقل نقيد استخدامهم لها.
المصدر: دمشق الآن