جمر مدينة الباب يتقد ضد الإرهابيين.. وعدوى الاقتتال تتمدد في ريف حلب
لم ينطفئ جمر غضب الأهالي في مدينة الباب على التنظيمات الإرهابية، بل ساهمت منشورات دعت إلى التظاهر في المدينة بزيادة اتقاده، في وقت تمدد الاقتتال إلى مناطق أخرى في ريف حلب الشمالي الغربي بسبب الأوامر التركية، بالتوازي مع مواصلة تنظيم «القاعدة» الإرهابي جهوده الحثيثة لزعزعة سيطرة «جبهة النصرة» في شمالي غربي البلاد.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، فقد انتشرت في «الباب» مناشير تدعو إلى الإضراب اليوم في المدينة، إضافة إلى الخروج بتظاهرة أمام جامع عمر بن الخطاب بعد الظهر وذلك احتجاجاً على الانفلات الأمني، إلا أن ما يسمى «تنسيقية مدينة الباب وضواحيها» تبرأت من هذه الدعوات، مبينة أنها تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المدينة.
وكانت «الباب» شهدت إضراباً عاماً وتظاهرات الأحد، تنديداً باقتحام إرهابيين تابعين لـميليشيا «فرقة الحمزة» التابعة لما يسمى «الجيش الحر»، للمشافي.
وفي سياقٍ متصل، طالب ما يسمى «المجلس المحلي لمدينة الباب» من النائب العام العسكري هناك بفتح تحقيق في الهجوم الذي شنَّته ميليشيا «تجمع أحرار الشرقية» التابع لـ«الحر» على المدينة.
وكانت اشتباكات احتدمت بين «أحرار الشرقية» وعائلة «آل واكي»، مع تضارب الأنباء عن سبب الخلاف، إذ يتحدث البعض عن سيارة تابعة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» رفضت التوقف عند حاجز على مدخل المدينة، بينما يفيد آخرون بإطلاق عناصر «آل واكي» النار على أحد مسلحي الميليشيا.
وشهدت الباب، تظاهرات أمس لليوم الثالث على التوالي، وطالب المشاركون بدخول قوافل الإرهابيين وعائلاتهم الرافضين للتسوية في ريف حمص الشمالي وجنوب دمشق، من أمام مبنى قيادة ما يسمى «الشرطة الحرة» في الباب، على حين زعمت صفحات معارضين على «فيسبوك» أن الجيش التركي وافق على دخولهم، وهو ما نفته المواقع نقلاً عن مصادر مطلعة قبل أن يدخل بعض الجرحى في وقت متأخر ظهر أمس. ونتيجة الفلتان الأمني في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا بعد توافد مسلحي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» و«أسود الشرقية» انتقلت الاشتباكات من الباب إلى منطقة حوار كلس شمال مدينة حلب بسبب الأوامر التركية.
وبحسب المواقع المعارضة، فقد ذكر المكتب الإعلامي لميليشيا «لواء صقور الجبل» أن دورية للجيش التركي طلبت توقيف مجموعة من المهربين، بينهم مسلحون من ميليشيا «فرقة السلطان مراد»، لافتاً إلى أنه بعد اعتقال المطلوبين هاجمت الأخيرة مقرات «الصقور».
ووفق المواقع تجدد الاقتتال بين «الصقور» و«السلطان مراد» التابعين لـ«الحر» بعد هدوء استمر ساعات، تلا التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين، لكن «السلطان مراد» عادت لاقتحام مقراتهم، لتعود الاشتباكات من جديد.
وذكرت المواقع، أن قذائف هاون وأسلحة ثقيلة ومتوسطة استخدمت بالمواجهات، وبحسب نشطاء معارضين قتل أكثر من 5 مسلحين من الطرفين وجرح عدد آخر.
وتزامن الاقتتال مع غرق عشرات الخيام التي يقطنها نازحون ومسلحون وعائلاتهم ممن خرجوا من مناطق التسويات، في عدة مخيمات شمال وشرق مدينة حلب كمخيمات «سجو، ضيوف الشرقية، يازباغ» المنتشرة في مدينتي أعزاز والباب.
في الأثناء استمرت محاولات تنظيم «القاعدة» سحب البساط من «النصرة» في سورية، سواء باستهداف مسلحيها أم نشر الفوضى في مناطق سيطرتها.
وشهدت إدلب مؤخراً تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة، استهدفت متزعمين في «النصرة» وحلفائها من الميليشيات، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات منهم، وسجلت في الغالب ضد مجهولين.
واستمرت حالات قتل مسلحي «النصرة» على يد مجهولين، وفق مصادر إعلامية معارضة أكدت مصرع مسلحين اثنين يرجح أنهما من الجنسية التركية، عبر استهدافهم من خلال مسلحين مجهولين خلال تنقلهم على طريق باريشا في ريف إدلب.
وفي بلدة معرة مصرين أيضاً قتل مدني وجرح آخر، بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق الواصل بين البلدة ومدينة إدلب وانفجرت أثناء مرور سيارة «فان»، ما أدى إلى مقتل المدني وإصابة آخر بجروح متوسطة تم نقله إلى مشفى البلدة.
وفي سياق منفصل ألقى مجهولون قنبلة على حاجز لـ«فيلق الشام» التابع لـ«الحر» في بلدة كفرتخاريم شمال إدلب، من دون تسجيل إصابات بحسب الناشطين.
وقتل إعلامي وجرح عنصران مما يسمى «الشرطة الحرة» الأسبوع الفائت، في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب مدينة سراقب.