لماذا لا ترد سوريا على اعتداءات “إسرائيل ” ؟!
تسعى “إسرائيل” –كل ماسمحت لها الفرصة – لتوجيه ضربات جوية أو صاروخية لمنشآت حيوية أو أهداف عسكرية في الأرض السورية متذرعةً بحجج متنوعة كضرب سلاح يتم نقله للمقاومة اللبنانية أو أنها لن تسمح لإيران أن تكون قريبة من حدودها أو أي شيء تدَعي أنه يخفض من فارق تفوقها الجوي في المنطقة.
المشكلة ليست بصياغة الدعوى التي استجلبت عدوانها بل بالسؤال: لماذا لا ترد الدولة السورية ومتى سترد على هذه الهجمات التي أصبحت بحق مزعجة (كما حدث خلال الفترات الماضية و….و……).
بعيداً عن استجلاب أعذارٍجديدةٍ على تلك الأعذار التي يطلب بها المحللين الاستراتيجيين أذننا من خلال وسائل الميديا، فتطور الصراع مع العدو يفرض علينا تطوير خطاب الجمهور وتوضيح كيف يفكر العدو، فعدونا ليس بغبي ويملك من التكنولوجيا المتقدمة رصيد وافر ويدفع المليارات على تطوير البحث العلمي وله مؤسسات بحثية واستراتيجية عديدة محلية وعالمية تعمل في ظل اللوبي الصهيوني العالمي والذي يوظف كل هذه الإمكانات، فمن المستحيل أن يبني استراتيجيته للغد أو لبعد غد فقط: وهنا مربط الفرس وبيت القصيد، فالكيان الصهيوني يخطط دائماً لنفس الهدف الذي بنى استراتيجيته عليه وهو جر الخصم لشبك العنكبوت.
صعَدت “إسرائيل” من اعتداءاتها الجوية والصاروخية خلال الفترة من 2013 وحتى 2016، التي كانت بحق سنوات قاسية قويت فيها شوكة الإرهاب، ومع بداية العام 2017 بدأ يتراجع عدد الاعتداءات بعد اتخاذ خطوات عسكرية هيكلية وإعادة تفعيل منظومة الدفاع الجوي التي كان الإرهاب قد استهدف جزءاً كبيراً منها منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب الكونية على بلدنا.
الدولة السورية ليست عاجزة عن اتخاذ قرار الحرب رداً على هذه الضربات المتكرره، وهي تعلم أن للحرب تسعيرة اقتصادية ومواطننا الذي تشبث بأرضه ثمان سنوات عانا فيها ما عاناه لن يرحل لأي مكان ولم يعد له مايخشى عليه من معامل أومصانع، لكن كل مواطن في “إسرائيل” يملك جوازيَ سفر وهو لن يتحمل حمم صواريخنا وسيهاجر بأول ساعة تندلع الحرب فيها، لذلك تسعى “إسرائيل” مدفوعة من الغرب الاستعماري ومدعوماً من الجغرافية العربية التي تمثلها الأردن ومن ورائها السعودية لجر الدولة السورية لحرب يحاول أن يخوضها على أرضنا في الجغرافية الممتدة بين الجولان و حدود العاصمة مستخدماً مرتزقته من جبهة النصرة ومن يدور في فلكها من الذين ينتشرون في هذه البقعة بكثرة، وهذا ما لاحظناه من تكرار محاولاتها في الآونة الأخيره واستقتالها قبل أن تكون نهاية أدواتها والذي بات جلياً للعالم أجمع انه كل يوم يخطيه جيشنا هو للأمام مكللاً بالنصر ( والذي حاولوا إفشاله بعدة أساليب وطرق فشلت فشلاً زريعاً ) ودمشق لن تسمح بحرب تدور رحاها على أرضها فقط.
قرار الحرب لا يتخذ نكاية بضربة عدوانية، قرار الحرب يحتاج لسرد الخيارات المتاحة وتحديد بنك أهداف وتوافقها مع الإمكانيات العسكرية المتاحة حالياً وخصوصاً أن “إسرائيل” التي تحشد كل قواتها في مرتفعات الجولان وما ورائها، تستغل أن الجيش العربي السوري ينتشر على امتداد مساحة جغرافية أكبر من 185 ألف كم2.
إن ثقافة الصمود السورية تقوم على سياسة النفس الطويل الذي يستنزف الخصم فيهلكه، فالجيش العربي السوري يستطيع استخدام المدفع والطائرة من أول الحرب للقضاء على الإرهاب، لكنه انتظر تحقق أمرين:
الأول: استيعاب حجم الضربة المعدة ضده وتقدير أهدافها وأبعادها.
الثاني: إقناع الناس الضعفاء في المناطق الساخنه بعدوانية من حولهم من مسلحين ومناشدة الجيش السوري بتخليصهم من الإرهاب بعد أن انكشف امامهم حقيقة هذا الإرهاب الملون.
لذا لن يكون لهم ما يريدوه سواءً بالرد البعيد والمباشر أو بإضعاف التقدم والإنجازات التي يكللها جيشنا البطل وقد يقول قائلٌ “إلى متى ” لن تقف الحكومة السوريه مكتوفة الأيدي حين يكون الوقت والمبتغى مناسبين ومما لا شك فيه أن لديها القدرة والقوة على الدفاع أو الرد وهذا ما قد أصبح جلياً لدى أقل الناس نظراً.
المصدر: دمشق الآن