بعد الحرب ستبدأ حرب من نوع آخر
خالد عباس
“تعبنا” الكلمة التي لا تختفي عن ألسن السوريين كل يوم في انتظار أن تضع الحرب أوزارها تلك الحرب التي دخلت عامها الثامن، حرب دولية بالوكالة تخوضها أدوات عالمية لمحاربة سورية.
جميع السوريين اليوم عيونهم على الجيش السوري وانتصاراته العظيمة في دحر الإرهاب في كل بقاع الجغرافية السورية وكلهم أمل في انتهاء هذه الحرب وعودة الأمن والسلام لكل شبر في هذا الوطن.
لكن الكثيرين يغيب عن بالهم تلك الحرب التي سيخوضها المجتمع السوري بعد انتهاء الحرب الحالية، تلك الحرب التي سنواجه بها آثار الحرب للتخلص منها والتي تحتاج للكثير من الوعي والإدراك والإرادة من الجميع.
سيكون على عاتق السوريين شعباً وحكومة الكثير من المسؤوليات والمهام التي عليهم القيام بها، منها العمل على تغيير الوعي والرقي به لدى الشعب لتجاوز مسببات ما مضى وخلق أجيال جديدة مفعمة بالإدراك والحس بالمسؤولية والأخلاق عن طريق المؤسسات التربوية والنظم التعليمية الواجب استحداثها وتطوير الإعلام والمؤسسات الثقافية والنشاطات الاجتماعية المختلفة لاحتواء الشباب والنهوض بهم للتخلص من آثار الحرب.
في تلك المرحلة ستبدأ الحرب الحقيقية على الفساد والمفسدين في كل مرافق الدولة ومؤسساتها وفقاً لقوانين مكافحة الفساد التي سنها السيد الرئيس إذ يجب على الجميع البدء بإصلاح أنفسهم وبيوتهم لإصلاح المجتمع كما يجب على الحكومة تفعيل الآليات اللازمة لمكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين بشدة لتحقيق الغاية المنشودة بالنهوض بالبلد وتعجيل النهضة الاقتصادية والعمرانية في البلد.
كما على الحكومة تقديم الدعم والأولوية لرجال الجيش الخارجين من الحرب وللمصابين ولأسر الشهداء والعناية بشؤونهم ومتطلباتهم وأحقيتهم في فرص العمل والتعليم وتقديم كافة السبل والتسهيلات لهم بما يتناسب مع إنجازاتهم وتضحياتهم.
في تلك المرحلة سيكون على الدولة فرض سيطرتها وهيبتها على كافة مرافق الدولة والتخلص من فوضى السلاح ودمج كل التشكيلات المقاتلة تحت لواء الجيش وقوى الأمن النظامية وهو أمر ضروري للعودة التدريجية للحياة المدنية في المجتمع السوري.
الكثير من الدول أرهقتها الحروب عبر التاريخ ثم نهضت بقوة بعدها، وهي المرحلة الأصعب فآثار الحرب دائماً تحتاج حرباً جديدة للتخلص منها وهي المرحلة الأصعب التي ينبغي على الجميع الوقوف بصدق لتجاوزها بنجاح.
المصدر: دمشق الآن