الدراما السورية.. ما هو مصير من خانها؟
ما حدث في سورية خلال الأعوام السابقة انعكس سلباً على جميع شرائح مجتمعنا السوري بكافة المجالات حتى كدراما وفنانين كان لهما حصة من ذلك.
الدراما السورية قامت بدورها الأساسي بتسليط الضوء على مايجري من أحدث و معاناة للمواطن وتناولت الجوانب كافة الإيجابي منها والسلبي، فأتمت بذلك مهمتها بشكل مهني وبموضوعية كاملة.
من خلال متابعتنا للأعمال السورية نتعرف على ممثلين دخلوا عالم الفن إما هم خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو أشخاص مقربين من هذا الوسط، والبقاء والاستمراية لصاحب الموهبة والمخلص لهذه المهنة ولبلده.
جميعنا سمِعَ بالفنانين الذين غادروا البلد وتركوه في لحظات مصيرية، كان الوطن بحاجة لجميع أبناءه للوقف بجانبه، المُحب والوفي منهم وقفَ معهُ وساندهُ وأيدهُ، أما من كان وجوده لمصلحة شخصية، مستغلاً قوة الدراما السورية واسمها الأول عربياً، تركها ونسيَ فضلها وما قدمتهُ من دعمٍ لهُ، وعند أول جرحٍ رتبوا حقيبة سفرهم وحملوا أموالهم وغادروا البلد، ليجلسوا بين أحضان من يسعى لتدمير وطنهم وأخذوا يلقوا الخطابات المحرضة للقتل وييتباكوا ليساعدهم بذلك إتقانهم التمثيل.
عدة أسماء من هؤلاء المتباكين: أصالة نصري، عبد الحكيم قطيفان، همام حوت، سامر المصري، جلال الطويل، فؤاد حميرة، محمد أوسو، مي سكاف، مازن الناطور، كندا علوش، يارا صبري وزوجها ماهر صليبي، فارس الحلو، مكسيم خليل، سميح شقير، كانوا نجوم صف أول ومنهم كانوا في بداية مشوارهم الفني وأبواب المستقبل مفتوحة أمامهم، فهم كانوا في أهم دراما وفن في الوطن العربي، والوصول لجميع الدول كان من السهل بمجرد العمل ولو بدور بسيط في الدراما السورية، وعند أول اختباراً لهم في حُب الوطن ظهرَ وجههم الحقيقي وما يكن في قلبهم من حقدٍ دفين، فانتقلوا من دورهم كـ ممثل إلى أداة لتحريض وتجيّش، وقبضوا ثمن كلمة الحق بآلاف الدولارات وسكنوا بمنازل فخمة وبمناطق كل مافيها حجر وجماد ومصطنع.
اليوم هم مقيمون في بلادٍ تختلف عن عاداتهم وبيئتهم ومجتمهم، هم غرباء وزوار بنظر هذه الدول، وإن هُيئت لهم العودة لبلادهم، أيضاً سيكونون غرباء عن أبناء شعبهم الذين صمدوا لعدة سنوات وتحملوا أصعب الظروف، سيكونون غرباء بتفكيرهم بمحبة وطنهم.
المصدر: دمشق الآن