مَن فتح “باب جهنم” على فصائل الشمال السّوريّ؟
عبير محمود
“الباب” فتحت أبواب جهنم على الفصائل المسلّحة في الشمال السوريّ، فمنذ حوالي 45 يوماً والمنطقة تعيش حالة اقتتال داخليّ بين التنظيمات المسلّحة، مُخلّفةً عشرات القتلى فيما بينها.
ومن الباب بريف حلب إلى الخربة وحوار كلس وصولاً إلى أعزاز، جميعها مناطق بات من يدخل إليها مؤخّراً وكأنّه زيتٌ يصبّ على نارها فتزداد اشتعالاً لتأكل أخضرها قبل ما هو يابس فيها.
هكذا يوصف حال الشمال السوريّ منذ بدء ترحيل عناصر الفصائل المسلّحة من مناطق ريف دمشق قبل نحو شهرين، مع اندلاع اشتباكاتٍ بين الأطراف المتواجدة فيها ومع الداخلين الجدد، وعلى رأسهم جيش الإسلام الذي ما إنْ وطأت أقدام عناصره أرض جرابلس حتّى ازدادت حدّة التوتّر بين الفصائل التي سبقته إلى الريف الحلبيّ، بحسب ما ذكر ناشطون.
ويرى ناشطون أنّ تعدّد الفصائل والتشكيلات في الشمال السوريّ يخلق نِزاعاتٍ يوميّة فيما بينها، مؤكّدين أنَّ مجموعات فرقة السلطان مراد وصقور الشّام وصقور الجبل؛ وهي تنظيماتٌ مدعومةٌ من درع الفرات التركّية، جميعها تتحالف ضدّ فصائل أحرار الشرقيّة وجيش الإسلام منذ دخول الأخير إلى الريف الحلبيّ.
ورغم أنَّ الاقتتال الداخليّ ليس بجديد على المنطقة، إلّا أنّه الأشدّ عنفاً على الإطلاق منذ سيطرة الفصائل على ريفي حلب وإدلب، مع تأكيد ناشطين على استخدام الأسلحة الثقيلة في المعركة التي اندلعت مساء السبت الماضي، موقّعةً عشرات القتلى بين الأطراف المتحاربة.
وصدر عددٌ من البيانات عن قيادات فصائل أُخرى دعت إلى وقف الاقتتال فيما بين “الثوّار”، مُطالبةً بتحديد العدوّ الحقيقيّ وتوحيد الصفوف لمواجهته بدلاً من تصفية بعضهم بعضاً وخدمة العدوّ، بحسب تعبيرهم.
وبعض الناشطين اتّهم جيش الإسلام ببثّ الفتنة وزرع الخلاف بين فصائل ريف حلب، مشيرين إلى أنَّ قدومه إلى جرابلس لم يجلب سوى الفتنة بعد تحالفه مع فصائل المناطق الشرقيّة بهدف الانقلاب على القوّات التابعة للجيش الحرّ المدعومة من تركيا، بحسب ما ذكروا.
ولفت ناشطون إلى أنَّ عمليّات التصفية والاغتيالات بين الفصائل بدأت مع تغلغل عناصر من جيش الإسلام في صفوف فصائل مناهضة للتنظيم الذي يسعى من خلال خطّةٍ مدروسةٍ لتسلم زعامة فصائل الشمال بعد خسارته أكبر معاقله في الريف الدمشقيّ.
ويشهد ريف حلب تواجدَ ثاني أكبر تجمّعٍ للفصائل المسلّحة حاليّاً، بعد اختيار عددٍ من فصائل الغوطة الشرقيّة والجنوب الدمشقيّ أن يكون وجهتها بدلاً من محافظة إدلب التي تُعدُّ المعقل الأكبر بوجود عشرات الفصائل والتنظيمات المسلّحة التي كانت قد رُحِّلت إليه من مناطق أُخرى على دفعاتٍ متوالية خلال السنتين الماضيتين، وفق اتّفاقيّاتٍ للمصالحة مع الدولة السوريّة.
آسيا