العلم السعودي على زجاجات البيرة في ألمانيا يشعل مواقع التواصل
تسبب وضع شركة مشروبات كحولية ألمانية للعلم السعودي (الذي يضم الشهادتين الإسلاميتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله)، على أحد منتجاتها استياء واسعاً على الشبكات الاجتماعية، لربط أحد أركان الإسلام بمشروب كحولي محرّم إسلامياً.
شركة “آيشباوم Eichbaum” لجأت للتسويق إلى نهائيات كأس العالم 2018، من خلال وضع أعلام الدول المشاركة في البطولة على أغطية قناني الجعّة، إلا أنها سرعان ما اضطرت إلى تقديم اعتذار وضحّت من خلاله أسباب استخدامها للعلم السعودي.
ردود فعل إسلامية غاضبة
وانتشرت صور المنتج على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية – من قبل المسلمين على نحو خاص -، وسط دعوات للشركة بضرورة الاعتذار وسحب المنتج “المسيء” من السوق.
أحد المغردين على تويتر، اعتبر أن وضع الشهادة على مشروب كحولي نوعٌ من عدم الاحترام، والعمل الهجومي الذي ينبغي ايقافه، لأنه قد يتسبب بإثارة المشاعر الدينية، متوجهاً بكلامه للأمم المتحدة.
German brewing company #EICHBAUM have put the Saudi flag & the Kalama on their alcoholic drink for the upcoming football worldcup. Such disrespect and offensive act must be stopped. It can rage the religious sentiments. @UN @UNHumanRights pic.twitter.com/mTpzH7wYO4
— Danial Khan (@danialovic) ١١ مايو ٢٠١٨
من جانبها، دعت مغردة باكستانية إلى التحرك حيال ذلك.
German brewing company have put the saudi flag with the islamic creed on their alcoholic bottles for the upcoming football world cup.. Sir we want to take some action @BBhuttoZardari @AseefaBZ @FaryalTalpurPk @ShahNafisa @NazBaloch_ @SyedNasirHShah @MuradAliShahPPP @MediaCellPPP pic.twitter.com/cl2LFIvuQT
— Liza Eqbal Mehdi?? (@lizamehdi) ١١ مايو ٢٠١٨
الشركة تبرر ما حدث بالمساواة في الحقوق
من جانبها، أوضحت الشركة التي يقع مقرها في مدينة مانهايم الألمانية، عبر حسابها الرسمي على فيسبوك الأربعاء 9 مايو/أيار 2018، في رد على الشكاوى لـ “أعزائها المسلمين”، أن الأمر يتعلق بالعلم السعودي، وأنها تقوم منذ سنوات طويلة بطباعة أعلام الدول الـ 32 المشاركة في كأس العالم على أغطية المشروبات.
وبينت أنه قامت بوضع العلم السعودي على الأغطية بدافع المساواة في الحقوق بين جميع الدول، واعتبرت ذلك بمثابة احتفاء بقرب انطلاق الحدث العالمي.
Eichbaum أكدت على لسان مدير تسويقها هولغر فاتر-شونتال، أنها لا تنظر إلى الفروقات السياسية أو الدينية، ولا تعبر عن مواقف معينة عبر منتجاتها. وقالت إنه فيما لو كانت قد قامت بدون قصد بإهانة المسلمين، فإنها تتقدم رسمياً باعتذار.
وأشارت الشركة الألمانية إلى أنها لم تكن تعرف أن المكتوب يمثل الشهادتين الإسلاميتين.
هولغر فاتر-شونتال أكد أنه يعلم أن هذا الرد سيهدئ الغاضبين، وأن بإمكانه تفهم غضبهم من الجمع بين لفظ الجلالة والكحول، مجدداً اعتذاره عن هذه “التركيبة التعيسة”.
كما تخوّفت Eichbaum من إثارة خيبة أمل الكثير من مشجعي كرة القدم السعوديين حال سحبها للعبوات الحاملة للعلم السعودي، مشيرةً إلى أن الكثير من القوارير التي تحمل العلم أصبحت قيد التداول.
اليمين الألماني غاضبٌ أيضاً
في المقابل، لم يرق اعتذار الشركة للمسلمين للكثير من عملائها الألمان، ممن علقوا على منشور الاعتذار على فيسبوك، فكتب رجل يدعى فرنر،” آيشباوم هل جننتم؟ تبررون أمراً بديهياً. ألمانيا تتفهم كل شيء لكن ليس لديها فهم. آيشباوم تنضم إلى هذا السلوك الخانع”.
فيما قال شخص آخر يدعى أولف، إن المسلمين لا يشربون الجعة على حد علمه، أما هو فيشرب، مخاطباً الشركة بأنه في حال سماعه أقوال خاضعة كهذه منهم مرة أخرى سيعتبرها بحكم الميتة بالنسبة له، أي سيتوقف عن استهلاك منتجاتها، مشيراً إلى أن الشركة يجب أن تفكر بشكل أدق من هم زبائنها ومن هم ليسوا بزبائنها.
وقال معلق يدعى كرستيان، “آيشباوم هل أنتم جادون؟ أشعر بخيبة أمل شديدة من بيانكم. لا ينبغي علي المرء الاعتذار عن العادات المحلية في ألمانيا. أنه من المؤسف عدم امتلاككم الشجاعة لإيضاح ذلك بود. وإلى الذين لديهم مشكلة في ذلك: كونوا متسامحين أكثر ! هناك أمور يمكن تفهمها ببساطة ويبنغي أن يتقبلها المرء، عندما يعيش المرء في بلد غير إسلامي”.
كما فرّق أحد المعلقين المسلمين بين الشهادة وبين العلم السعودي، مبيناً أنه لا يرى قصداً سيئاً أو مصلحة دينية في ذلك، معبراً عن أسفه وحزنه من ضيق تفكير البعض.
فيما شكر معلق مسلم آخر يدعى يون مدير تسويق الشركة على الاعتذار السريع، داعياً أياه إلى تطبيق تدابير ملائمة لوقف إنتاج هذه العبوات، منعاً لسوء التفاهم وإقلاق المسلمين.
وكان فرع حزب “البديل” في مدينة هايدلبرغ، دعا في “يوم الآباء” الذي يشهد عادةً استهلاك كميات ضخمة من الجعة، إلى مقاطعة “جعة الخضوع للمسلمين”، واضعاً ذلك في سياق “أسلمة ألمانيا”.
يشار إلى طبع الأعلام على أغطية الجعّة خلال البطولات الكروية، ليس بالأمر الجديد.
ويصادف الباحث عن كلمة “أغطية البيرة مع كأس العالم” عدداً كبيراً من عروض بيع مجموعات أغطية جميع الدول المشاركة، التي يتخذها البعض هواية منذ وقت طويل.
وأشار موقع T-Online الألماني، إلى أن منتقدي الأغطية لم ينتبهوا إلى أن هذا الطقس يحدث منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن شركة Mauritius للجعّة أنتجت عبوات مشابهة تحمل العلم السعودي قبيل نهائيات كأس العالم 1994، فيما استعاضت شركة Gaffel عن الشهادة بمربعات في كأس العالم 2006، دون أن يتسبب ذلك بضجة تذكر.
عربي بوست