إنها الحرب.. “إسرائيل” تهيئ عملاءها في الداخل وسورية تستعد
غادرت غربان المحفل الأعظم أوكارها ترافقها دعوات بدوي يؤدي قيام ليله بصحراء، هبط سكان ملكوت عند حافة السماء، ليشهدوا حفل الشواء، فيما كان سكان عاصمة الأبد “دمشق” نائمين، دوت أصوات الانفجارات فاستيقظ الجميع وافترشوا أسطحة البيوت مسارحاً لمشاهدة كسر هيبة فرسان الهيكل المزعوم.
صاح جبابرة الجيش بدفاعاتهم الجوية فأسقطوا غالبية الصواريخ الإسرائيلية، رنمت ملائكة العرش سورة النصر كأوركسترا ملحمية، ثم انطلقت صواريخ الرد كعذاب واصب ليس له دافع، أطاحت هيبة الجموع وأرسلتهم كقطعان إلى تحت الأرض، لقد تخلى يهوه عن أبنائه المزعومين، ورمى سليمان خاتمه المسحور في بحرة ببيت دمشقي عتيق، ليكون النصر مفعولاً بأمر رب الجنود الذي بالأمس ناداه حاخاماتهم “يهوه صباؤُوت” فخذلهم.
ثمان وعشرين مقاتلة إسرائيلية أطلقت ستين صاورخاً تجاه أهداف سورية كلها دفاعات جوية، سوقت تل أبيب بأن من رد بالقصف الصاروخي على الكيان هي إيران رغم نفي الأخيرة مسؤوليتها وضلوعها بذلك، فقد كان القرار سورياً بحتاً بامتياز، فيما أصر الإسرائيليون والخليجيون على ترويج تلك الرواية لسببين الأول: هو تأكيد ذريعة الخطر الإيراني في المنطقة وعلى تخوم الأراضي المحتلة وتصوير الأمر وكأن طهران تهدد فعلاً الآخرين، وبالتالي من حق حلف “إسرائيل” ـ العرب الرد باسم الدفاع عن النفس! والثاني: التقليل من القوة السورية رغم علمهم بها في إطار الحرب النفسية والزعم بأن القرار والنفوذ هو للإيرانيين في هذه المسألة.
عقب الرد السوري المفاجئ توجه 200 حاخام إسرائيلي إلى حائط المبكى لشكر ربهم الذي أنقذهم من الصواريخ السورية، هذا يذكرنا بالحملة الدينية الوهابية والسلفية التي قادتها السعودية ضد حزب الله في 2006 عندما أمرت بعدم الدعاء للمقاومين بل الدعاء عليهم أيضاً، وقد كرر وهابيو الخليج ( الفارسي ) فروضهم الوثنية في الدعاء على محور المقاومة تزامناً مع صلاة حاخامات حائط المبكى، فيما شكر الإسرائيليون ومسؤولوا الكيان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة المؤكد على أن لـ”إسرائيل” الحق في الدفاع عن نفسها في وجه العدوان الإيراني!.
أما منظمة التعاون الإسلامي فقد تحولت إلى محفل وثني كأيام الجاهلية، ولى الجميع وجوههم شطر تل أبيب وتوضئوا بدماء القضية، ثم كبروا تكبيرة إحرامهم باسم يهوه “الناصر لشعبه المختار في أرض ميعادهم”!
تعتيم كبير على القصف السوري وحصيلته، دعوات غربية لوقف التصعيد، أفيغدور ليبرمان زعم بعد ضرب الأراضي المحتلة أن لا نية لتل أبيب التصعيد، لكن هناك تصريحات مغايرة لمسؤولين آخرين منهم عضو المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية في “إسرائيل” يؤاف غالانت الذي اعتبر أنه من الأفضل العمل الآن ضد إيران واقتلاعها من سوريا مشدداً على أن “إسرائيل” ستغتنم هذه الفرصة وهذا يعني أن التصعيد مرشح للتطور بوتيرة أعلا.
ما يتم الحديث عنه الان هو استعدادات من طرف “إسرائيل” وداعميها في أمريكا والخليج ( الفارسي ) من جهة و من طرف محور المقاومة من جهة أخرى، روسيا هنا قد تلعب دوراً توفيقياً للتهدئة، لكن المغامرات الإسرائيلية ووجود خطط جديدة لاقتحام لبنان من أجل استهداف الحزب بالتزامن مع ضربات غربية على سوريا قد يكون سيناريو غير مستبعد رغم كارثيته على العام والمنطقة.
وما لفت في تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين هو أنهم قالوا بأن الإيرانيين سيجدون فييتنامهم في سوريا! طبعاً لن يتحقق ذلك إلا بتفعيل عملاء “إسرائيل” المتواجدين على الأرض داخل سوريا من جماعات المعارضة الوهابية والسلفية الأخوانية سواء في درعا أو المناطق المتاخمة، وتصريحات الصهاينة تدل على أنهم يعدون عملائهم للتحرك قريباً ضد محور المقاومة.
بعد الرد السوري لم يعد هناك شيء مستحيل، لن تكون القبة الحديدية قادرة على استيعاب عشرات آلاف الصواريخ بمختلف صنوفها بدءاً من الغراد والكاتيوشا البدائيين مروراً بالجولان3 فخر الصناعة السورية وصولاً إلى الصواريخ الروسية المطورة على أيادي سورية، فضلاً عن الصواريخ الإيرانية، وبحسب ما يُنقل عن محور المقاومة فإن دمشق ومن معها جاهزون لكل السيناريوهات، حتى لو فُتحت عدة جبهات في وقت واحد.
علي مخلوف / عاجل