جميلات التلمود ومخنثو العرب … عندما يصبح الأسد “مجرماً” ويتحول الفلسطينيون لقوة احتلال!
علي مخلوف
تعطرت جميلات التلمود بالعود والبخور، ورُميت كل أقوات الشعوب عند سيقان سياسيات أمريكا وصهيون، سُنت سيوف عرب الخليج للرقص على أنغام الدفوف، وحلق الملوك وأولياء عهدهم شواربهم كمهر أمام حذاء لماع في ساقي شقراء، أطاحت تسيبي ليفني برجولة هؤلاء بالأمس، ثم أتت إيفانكا لتكمل مراسم تحويل أصنام الخليج إلى مخنثين يرتدون دشاديش، فلأجل لإيفانكا أصبح التوماهوك أشبه بأحمر شفاه قاتل، ولأجل كل حسناوات واشنطن وتل أبيب وهوليوود تحولت المنطقة إلى علبة تبرج يغلب عليها اللون القاتم، تسقط القنابل والصواريخ على أنغام الليدي غاغا، ويستنفر مصممو الأزياء لحياكة الأكفان، فيما تنتصب عكالات الأنظمة الخليجية “المخصية” لوضع جميع دراهم الصحراء تحت قدمي جميلات يهوذا والعم سام.
بالتزامن مع تحضيرات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بشكل رسمي، تقوم قوات الاحتلال بقصف غزة وبيت حانون، يسقط العشرات من الشهداء وبينهم أطفال، فيما يصرح وزير خارجة البحرين أن لتل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها!
أما السعودي فهو مشغول بطحن عظام أطفال اليمن وأكبر أحلام هؤلاء قطعة حلوى بعد مجاعة مرعبة، يحك السعودي مؤخرته مفكراً كيف سيواجه كل ما حوله، شماعة إيران باتت سبباً لمعانقة الشيطان “إسرائيل” تل أبيب قد تصبح بعد أعوام موازية لمكة، لما لا فهؤلاء يرون صلحهم مع بني صهيون المحتلين كصلح النبي مع اليهود ! السعودية كانت عرابةً للتمهيد من أجل التطبيع الأعرابي مع إسرائيل، منذ أن قامت باستبدال عبارة الصراع العربي ـ الإسرائيلي بعبارة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، خلال القمم العربية في الست سنوات الماضية والتي غابت عنها سوريا.
أما الإماراتي فإنه ينوي تعميم التجربة الإسرائيلية التوسعية، جزيرة سقطرى اليمنية مثالاً، لم يمض أيام على ذلك حتى خرجت أخبار التطبيع الإسرائيلي ـ الإماراتي، فهل ستساعد تل أبيب الإمارات في تجربتها الاحتلالية؟! فقد التقى رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو كلاً من السفير الإماراتي يوسف العتيبة والسفير البحريني عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة في إيطاليا.
مصرياً .. شارك السفير المصري في إسرائيل حازم خيرت في المؤتمر السنوي لمركز هيرتسليا للدراسات لقد احتفلت السفارة الإسرائيلية بما تسميه عيد استقلالها في قلب العاصمة المصرية بفندق ريتز كارلتون في ميدان التحرير وبمشاركة دبلوماسيين مصريين وممثلين عن الحكومة المصرية، قاهرة المعز باتت مسبية.
كل ذلك يجري بالتزامن مع العدوان على سوريا، ورد دمشق بصواريخ استهدفت مراكز عسكرية في الجولان المحتل، وبالتزامن مع انسحاب أمريكا من اتفاق النووي مع إيران وتهديد الأخيرة، فيما علت أصوات زعران الربع الخليج فرحاً وتأييداً لتلك الخطوة، صحف سعودية وأوساط صحفية وسياسية خليجية أعلنت تضامنها مع تل أبيب في مواجهتها الأخيرة مع سوريا، في العرف الوهابي الخليجي ، كما كانت المقاومة اللبنانية مغامرة، وإيران عدوة، فقد أصبح الرئيس السوري بشار الأسد “مجرماً” والفلسطينيون المظلومون قوة احتلال للإسرائيليين الحق في الدفاع عن أنفسهم ضدها ! فتأملوا.
عاجل