المسلسلات السورية تقع في الفخ مجدداً
أبهرت الدراما السورية الوسط الفني العربي طوال العشرين عاماً الماضية واستطاعت أن تتبوأ مكانة عظيمة في قلوب عشاق الدراما العربية، ولكن خلال السنوات الأخيرة تعثرت الإنتاج الدرامي السوري نظراً لما تمر به سوريا من أزمة أثرت في جميع مناحي الحياة فيها.
لم تكن الأزمة السورية وحدها من وقفت عثرة في طريق تقدم الدراما السورية، بل كان للسياسة الدور الأبرز في هذا المجال، فالدول الخليجية صاحبة أكبر سلسلة قنوات عربية، لم تصل للرقي الذي يفصل السياسة عن باقي مجالات الحياة، وبسبب توتر العلاقات بين سوريا والبلدان الخليجية فقد عمدت الأخيرة إلى محاربة المسلسلات السورية، ووصل الحد ببعضها لمنع عرض أي مسلسل سوري على قنواتها، ولم يكن حال قنوات الجارة الللبنانية أفضل، فقد غيبت بعض قنواتها المسلسلات السورية، وما تبقى من القنوات اشترطت اشتراك فنانيين لبنانيين في العمل لشراءه وعرضه على شاشاتها، على الرغم من الأثر السلبي لاشتراك “فنانين غير سوريين” في دراما السورية، فمعظم مسلسلات الدراما المشتركة باءت بالفشل.
واليوم ومع اقتراب الموسم الرمضاني الجديد، نجد أن الأعمال السورية وقعت مجدداً في فخ التسويق، ومع تعذر بيع تلك المسلسلات للقنوات العربية، بدأ منتجو تلك الأعمال بالإعلان عن خروجها من سباق الدرامي، مما يجر الدراما السورية مجدداً لحافة الهاوية.
اللافت هنا هو الاستغلال الذكي والذي لجأت إليه بعض شركات الإنتاج السورية من خلال عرضها لأعمالها الفنية عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، موجهة صفعة قوية لمحاربي الدراما السورية، فلم يقف هؤلاء المنتجون أمام الشاشات التلفزيونية ليتباكوا سوء حالهم، ولم يطالبوا كالعادة بفتح قنوات سورية متخصصة بالدراما “وكأن سوريا تسبح على بحر من الأموال”، فلماذا لايجرب باقي المنتجين الأسلوب ذاته ويوقفوا تهالك الدراما السورية وانحدارها، ولماذا لايعرضون أعمالهم عبر الشاشات السورية، فهل أصبح صناع الدراما السوريا لايثقون بقدرات شاشاتنا على إشهار أي مسلسل يعرض عليها؟.
يذكر أن كلا من المسلسلات ” سايكو _ هوا أصفر _ أولاد الشر _ فرصة أخيرة” أعلن منتجوها خروجها من سباق الرمضاني القادم.
المصدر: دمشق الآن