محادثات أستانا وما جاء فيها.. هل قاربت الحرب السورية على النهاية؟
عُقدت محادثات أستانا في جولتها التاسعة بمشاركة الوفد السوري ووفد من قادة الميليشيات المسلحة برعاية كل من روسيا وإيران وتركيا، حيث ركّز الحاضرون على وحدة سوريا وسيادتها ودعم الحل السياسي السوري – السوري دون تدخل خارجي لإنهاء المعاناة السورية المستمرة منذ ثمان سنوات.
اعترف في الأمس رئيس وفد المسلحين “أحمد طعمه” بخطأ تسليح (المعارضة السورية) حيث قال في لقاء على قناة روسيا اليوم “لقد أخطأت (المعارضة السورية) بحمل السلاح” فيما أضاف أن المسلحين لم يتلقو الدعم منذ ثلاثة سنوات قائلاً “الفصائل المسلحة لا تتلقى دعماً منذ ثلاث سنوات”، فيما أعرب عن رؤية قادة الميليشيات المسلحة بأن معظمهم يريدون حلاً سياسياً حيث قال “الكثير من القيادات العسكرية السورية (المعارضة) تجنح حالياً إلى الحل السياسي” ، وأضاف “بعد لقاءنا مع الجانب الروسي توصلنا إلى قناعة بأنهم يبحثون عن حل سياسي”.
أما رئيس وفد الجمهورية العربية السورية أعرب عن ارتياحه لنتائج مباحثات أستانا ٩ وقدم الشكر للأطراف الداعمة والمضيفة قائلاً “نشكر وفدي روسيا وإيران والدولة المستضيفة كازاخستان على مساهمتهم في إنجاح هذه الجولة”.
نتائج مؤتمر أستانا
انتهى المؤتمر بجولته التاسعة في توافق ملحوظ على رؤية بنّاءة لإنهاء الحرب في سوريا ودفن المخططات المعادية والمحافظة على وحدتها حيث من أبرز ما جاء فيه وفق المحللين السياسيين والمتابعين للوضع في سوريا.
أولاً: الطريق الدولي حلب – دمشق سيبصر النور ويعود للعمل مجدداً بضمانة من الأطراف الروسية – التركية – الإيرانية، فيما ستبقى حلب خط أحمر ومحمية من الأطراف الثلاثة، فيما تكفل التركي بلجم وإخفاق أي هجوم قد تشنه الميليشيات المسلحة بمختلف مسمياتها وانتماءاتها.
ثانياً: فرض وقف إطلاق النار في إدلب وإيجاد حل سياسي يتناسب مع تطلعات الجميع، وإعادة الإرهابيين من حيث أتوا عبر الحدود التركية بعد سحب سلاحهم.
ثالثاً: الحلم الكردي في سوريا انتهى بكل ما تعنيه الكلمة والتنازلات التي قدمتها الدولة السورية لهم فيما سبق باتت ملغاة بشكل كامل، الدول الأربعة “سوريا – روسيا – تركيا – إيران” متفقة على الوحدة السورية بكل مكوناتها وأطيافها وسيادتها.
أما مناطق تواجد ميليشيا (قوات سوريا الديمقراطية) المدعومة من (التحالف الدولي) بالإضافة للتواجد الأمريكي والفرنسي سيتم وضع خطة مستقلة له، فإما عودتها بالسياسة أو وفق عمل عسكري متفق عليه ومدعوم سياسياً من الدول الأربعة.
الدولة السورية ووفقاً لمصالح الشعب السوري في وقف الحرب وإراقة دماء السوريين تسعى جاهدةً بكل ما يمكنه فعله لوقف هذه الحرب وإعادة سوريا لسابق عهدها وبمشاركة كل السوريين، فالحرب هي خسارة لكل الأطراف لأن من قدم وضحى هم سوريون ولا بد من لملمة الجراح والبدء ببناء سوريا الحديثة يداً بيد لكل السوريين.
المصدر: دمشق الآن