مفاجآت ميدانية تسبق تتويج الأسد.. معركة محتملة مع إسرائيل وجامعة الهياكل العظمية تصدر ضجيجاً
علي مخلوف
على قارعة طريق يغفو طفل اليمن على صوت صاروخ سعودي، وتعانق رقبة سوري سكين معارض وهابي، فيما تنتفض صخور القدس للفظ الطارئين على الجغرافيا، حرب سورية ـ إسرائيلية تسبق إعلان انتصار الأسد على المعارضة الوكيلة والقوى الإقليمية الأصيلة، مفاجأة في الرقة، وحرب ثانية مع إسرائيل ستكون خاطفة إن وقعت، العرب محرجون مما يجري في فلسطين، لكن الخطب ليس بجلل لإيقاظهم من حياة مجون يعيشونها.
لا يزال صدى الخمسين صاروخاً سورياً يدوي في الأروقة الإسرائيلية، صاحت العمامة السوداء الهاشمية في الضاحية الجنوبية، أن القرار من دمشق قد صدر، فردت طهران التحية وكشفت بأن الرد القادم سيكون أقوى، ما هي إلا فترة قصيرة ويُعلن الرئيس بشار الأسد الرجل الأقوى على الساحة السورية تمهيداً للعودة إقليمياً ثم عالمياً، وذلك بعد سيطرة الجيش السوري على الغالبية الساحقة من القطر، فكيف ستكون تفاصيل النصر وإعلانه؟ هل ستُشن حرب مع إسرائيل؟
بالتزامن مع الحرب السورية ـ الإسرائيلية القصيرة، تم استهداف القدس وغزة، إنها انتفاضة جديدة جعلت من أنظمة العرب عموماً والخليج خصوصاً أشبه بضلع قاصر تُركت عاريةً على طريق سريع في أحد ولايات أمريكا الصاخبة، أُحرجت تلك الأنظمة فسارع أردوغان لممارسة تمثيلياته السياسية وطرد القنصل الإسرائيلي من اسطنبول، ثم دعا لقمة طارئة ضمن منظمة التعاون الإسلامي للبحث فيما يحدث بالقدس!.
أما جامعة الهياكل العظمية المسماة بالجامعة العربية، فستعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى وزرا الخارجية بطلب سعودي لبحث تطورات فلسطين المحتلة!.
ذات من يدعون للبحث في تطورات فلسطين يتحالفون مع إسرائيل في استهدافه لسورية، وذاتهم يتآخون بالدم مع الإسرائيلي في حربهم المقدسة ضد إيران والمقاومة، وهم من غيروا عبارة الصراع العربي ـ الإسرائيلي إلى عبارة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي في تخلٍ رسمي واضح من الأنظمة الخليجية والعربية عن القضية الفلسطينية، أنظمة الخليج تدعو لاجتماع عربي طارئ، لكنه بطبيعة الحال ليس على مستوى زعامات الصف الأول، فالأمر ليس بجلل.
سورياً فإن وفد أستانة للمعارضة وبقدرة قادر لم يعد مؤمناً بالتسلح والفصائل المسلحة، فقد قالها رئيس وفدها إلى أستانة أحمد طعمة بأن المعارضة أخطأت بحمل السلاح، وأنها لا تطمح للحلول مكان الحكومة السوريةّ وهذا ينافي كل تاريخ تلك المعارضة من تصريحات ومواقف طالبت بانتقال سياسي فوري والتخلص ممن أسموه بالنظام بأي وسيلة.
ذات المعارضة دافعت عن النصرة عندما أُدرجت على لائحة الإرهاب، وقد اعتبرها بعض أساطين التمرد المعارض كمعاذ الخطيب وجورج صبرا وميشيل كيلو بأنها من “نسيج الثورة السورية”!؟ اليوم باتت الثورة تتبرأ من السلاح والنصرة والتطرف ولا تريد الحلول مكان الحكومة؟! لقد تبخرت مؤتمرات الرياض وجنيف واسطنبول، وباتت أستانة السوفييتية تاريخياً هي بوابة الحل، وفي هذا إشارة لنصر سياسي جديد للروسي.
إسرائيل باتت تعيد حساباتها قبل أي مواجهة، لكن هذا لا يعني عدم إقدامها على تكرار الفعلة، قد تحاول تل أبيب جس الرد السوري مجدداً، ومعه ستجس النبض الإيراني، هل ستدخل طهران هذه المرة في سيناريو الرد؟ ماذا سيفعل الروسي هل سيكون دوره توفيقياً وسيسعى لضبط الأمور فوراً، في حال اندلعت مواجهة سورية ـ إسرائيلية فإن البيئة المجتمعية العربية على الأقل في بلاد الشام ستكون مواتية لتنصيب بشار الأسد زعيماً عربياً بعد سبع سنوات على قتال العالم له، حرب دمشق مع الكيان إن حصلت تكون قد تزامنت مع ما يجري في القدس وغزة، وهذا لوحده سيعطي صورة للشعوب العربية بأن من حاربته حكوماتهم طيلة هذه المدة ما هو إلا رجلهم المنشود لانتشالهم من الذل.
أيضاً فإن توقيع إيران والاتحاد الأوروبي على خطة إنقاذ للاتفاق النووي، يظهر مدى الضرر الذي بات يلحق بدول الاتحاد بسبب السياسات الأمريكية الانفرادية، كذلك فقد بادرت فرنسا للاتصال بالروسي من أجل التباحث في ملف إيران والملف السوري، باريس تبدو ممتعضة أكثر من غيرها بسبب العناد الأمريكي، وتريد لنفسها مكاناً بالتعاون مع موسكو.
ميدانياً سيتم قريباً جداً إعلان كل من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي خاليين من المسلحين، وفي الشمال السوري وشرق البلاد بدأت عمليات المقاومة ضد داعش على ما يبدو، من خلال عمليات تصفية لعناصر التنظيم يقوم بها مجهولون، فيما عصابة فيلق الرحمن تحاول إطالة عمرها قبل نسفها عن الوجود من خلال تجنيد أكراد في صفوفها مقابل 200 دولار، هذا يعني بأن كل الميليشيات المتواجدة في الشمال قد دخلت طور الاحتضار، أما معركة درعا فإنها تحصيل حاصل وستسيل دماء قانية هناك قبل إعلانها مطهرة لصالح دمشق، فيما ستكون معركة إدلب وريفها ومن ضمنها جسر الشغور بأقل الذخيرة الممكنة، فماكينة القتل تسير بشكل ممتاز هناك حيث تقوم الميليشيات بتصفية بعضها البعض، بالتالي ستبقى هناك مشكلة التركي مع الجيش السوري في ادلب، إن تهورت أنقرة في عمل عسكري أو أي استهدف للجيش السوري فإن المنطقة ستتدحرج لحرب سريعة سيكون المشهد فيها شبيهاً بمعركة سوريا مع الكيان الصهيوني خلال التراشق بالصواريخ لعدة ساعات، ثم ستتدخل موسكو وسيدخل الجيش السوري مناطقه المحررة في الشمال ادلب تحديداً، أيضاً فإن الحديث عن مفاجأة في الرقة يلفت النظر إلى أن هناك تحضيرات عسكرية وسياسية واستخباراتية لتلك العملية العسكرية الروس مهتمون جداً كما السوريين لمعركة الرقة لأن فيها توجيه الصفعة الأكبر للأمريكي.
عاجل