الإثنين , نوفمبر 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

توترٌ متصاعدٌ بين أوروبا وأمريكا

توترٌ متصاعدٌ بين أوروبا وأمريكا

نضال حمادة
تمر العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بحالة توتر وتشنج غير مسبوقة على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، ما استدعى ردود فعل أوروبية غاضبة تولاها تباعاً كل من الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فرديريكا موغريني والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون.

موغريني كانت الأكثر تشددا في كلامها حيث شنت حملة قاسية على سياسة ترامب منذ توليه السلطة قبل عامين توجتها مؤخراً عندما وجهت شتائم وانتقادات للرئيس الأمريكي دون ان تسميه. حصل هذا الأسبوع الماضي في ندوة شاركت بها في المعهد الاوروبي بمدينة فلورنس بإيطاليا، حيث قالت “يظهر أن تصرخ، تصيح، تهين، وتخيف، تدمر وتفكك كل ما هو موجود أصبح من روح عصرنا، في وقت لا يكون فيه سر التغيير الذي نحن بحاجة إليه عبر صرف كل طاقاتنا في تدمير كل ما هو موجود ولكن ببناء أشياء جديدة، هذه العقلية في تدمير كل ما هو موجود لن تقودنا في أية حال نحو اوضاع أفضل وهي بأية حال لن تمكننا من حل المشاكل المطروحة أمامنا، ودافعت موغريني عن الإتفاق النووي مع إيران منتقدة فهم ترامب بالقول: يجب على المسؤولين الدوليين التخلي عن فكرة أنا أربح إذن أنتم خاسرون ليس هناك بلد لديه القوة الكافية حاليا ليدير العالم بشكل أحادي”.

هذه الكلمة لموغريني يجب ان تعتبر مثالا للنهج الذي تتبعه اوروبا حاليا إتجاه امريكا والتي اعتبرت بغالبيتها أن ترامب حادث عرضي في الحياة السياسية لأمريكا متوقعين ان يعود خليفته لسياسة أفضل. يكفي أن نعود الى التصريحات الأوروبية خلال العام الماضي لنرى حجم الفجوة بين أوروبا وأمريكا، حيث تفيد معلومات خاصة بموقع “العهد” من مصادر في العاصمة الفرنسية باريس أن خروج ترامب من إتفاقية باريس حول المناخ، ونقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” الى القدس المحتلة، فضلا عن الخروج من الإتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني أقنع صناع القرار في اوروبا باستحالة أن يكون هناك علاقات جيدة مع دونالد ترامب.

وإذا كانت العلاقات بين ترامب والمسؤولين الأوروبيين تمر بحالة سيئة، فهذا لا يحل المعضلات الدولية في حال عدم تحرك اوروبا جديا لمواجهة سياسة ترامب حول العالم. والسؤال الكبير المطروح حاليا هو ماذا سيفعل المسؤولون الأوروبيون حيال قرارات ترامب بمعاقبة الشركات الأوروبية التي تتعاون مع إيران؟ وأي رد فعل أوروبي جدي سيواجهه ترامب بعد قراره بالانسحاب من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، خصوصا أن محاولة التمييز بين الرئيس الأمريكي والسياسة الأمريكية نوع من الغباء لو علمنا أن الرئيس في امريكا يقرر والبلد يتبعه. علماً أن خصوم ترامب الديمقراطيين مشغولون بانقساماتهم الداخلية ما يسمح لدونالد ترامب بالإستمرار بالحكم رغم الفضائح التي تحيط به من “التخابر مع روسيا في حملته الانتخابية”، مرورا بقصص الفساد التي تحيط بعائلته والمقربين منه، ومع غالبية جمهورية متوقعة في الكونغرس في الانتخابات التي ستجري منتصف هذا العام، سوف يكون ربما على الأوروبيين الانتظار طويلا حتى يأتي خلف ترامب وبالتالي على اوروبا ان تتخذ قراراتها بشكل سيادي بعيداً عن ضغوط كارتيلات المال والصناعة في أمريكا، فليس بالتصريحات العنيفة يمكن تغيير مسار السياسات الخاطئة ولكن بالأفعال الجدية. فهل تكون المواقف الأوروبية بمثابة صمام الأمان لعدم اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط بسبب سياسات ترامب المتطرفة. أم أن الضعف والترهل الأوروبي أمام أمريكا سيبقى سيد الموقف؟

لننتظر ونرَ..
العهد