ميليشيات تركيا تنبش مزارات عفرين بحثاً عن الذهب!
أكدت مصادر محلية في مدينة عفرين أن ميليشيات «درع الفرات» و«الجيش الحر»، التي سيطرت بالتعاون مع الجيش التركي على عفرين في 20 آذار الماضي، عمدت إلى نبش المزارات الدينية في المدينة والريف بحثاً عن النقود والمصاغ الذهبي المخفي فيها من الأهالي الذين اضطروا إلى النزوح منها تحت جنح الظلام.
ونقلت المصادر نقلاً عن عناصر في تلك الميليشيات لـ«الوطن» أن ثمة قناعة لدى هؤلاء بأن سكان عفرين طمروا داخل المزارات المنتشرة بكثرة في المنطقة ما لديهم من أموال ومشغولات ذهبية خشية سرقتها منهم في طريق نزوحهم غير الآمن على أمل العودة إلى مدينتهم وبلداتهم وقراهم واسترجاع «تحويشة» العمر، ولذلك تسابقوا إلى نبش المزارات للعثور على ضالتهم.
وبينت المصادر أن إخفاء قطع الحلي الذهبية والمدخرات من العملات المحلية في المزارات الدينية، وخاصة التي لها هيبتها، تقليد رائج في الشمال السوري منذ عهد الاحتلال الفرنسي نظراً لقدسيتها لدى السكان المحليين والتي تحول دون التنقيب عن المقتنيات والنفائس والآثار فيها خشية إلحاق الأذى بهم من «الأولياء».
وأضافت بأن «الشيخ زايد» في حي الزيدية بمدينة عفرين آخر المزارات التي جرى نبشها وتخريبها ونهب محتوياتها، التي هي عبارة عن رموز دينية، ليصبح أثراً بعد عين ودليلاً على الحقد الأعمى والتطرف الديني الذي لا يعترف بالاختلاف واحترام ثقافة وتقاليد الآخرين.
وسبق للميليشيات المسلحة في إدلب وأرياف حلب أن عاثت فساداً في المزارات الدينية ونسفت معظمها متيمنة بعقيدة وممارسات تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وحفرت القبور ودمرت شواهدها بعد أن نبشت محتوياتها وجدرانها وأرضياتها للعثور على «كنوز» مطمورة فيها.
وتعمد الاحتلال التركي وميليشياته المسلحة نهب آثار عفرين القيمة وتدمير الأوابد التاريخية فيها ومنها معبد عين دارا الآرامي الذي يرجع عمره إلى 10 آلاف عام خلت ويشكل ثروة وطنية فريدة من نوعها عالمياً.