ما خفي عن صواريخ الجولان.. آلاف المقاتلين بانتظار ساعة الصفر!
تزامناً مع الإنجاز الاستراتيجي الذي سجّله الجيش السوري عبر طي صفحة تأمين العاصمة دمشق وريفها نهائياً بعد الانتهاء من معارك تطهير مخيم اليرموك والحجر الأسود من الإرهابيين، توجّهت الأنظار سريعاً إلى الجبهة الجنوبية، على وقع الحشود العسكرية السورية باتجاه جبهات درعا ومحيطها،ما ينذر باقتراب معركة لن تكون سهلة بالطبع، نظراً إلى ارتباطاتها الإقليمية، خصوصاً وقوف “إسرائيل” وواشنطن سداً منيعاً في وجه أي تقدُّم للجيش السوري إلى رحى هذه الجبهة التي تتقاسمها ميليشيات مسلَّحة مدعومة بشكل مباشر “إسرائيلياً” وأميركياً، وسط معلومات صحافية رشّحت من موسكو كشفت عن تبلُّغ الملك الأردني ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو خلال زيارتهما مؤخراً لروسيا، عن قرار سوري حاسم بتطهيرالمنطقة الجنوبية عبر عملية عسكرية أنجز تجهيزها إذا لم تبادر الجماعات المسلَّحة هناك إلى تسليم سلاحها، في وقت كشفت تقارير ألمانية عن عمليات نقل أميركية ممنهجة لأعداد كبيرة من عناصر وقادة تلك الميليشيات المتمرسين إلى العراق!
المؤكد أن الهدف من هذا الحراك الأميركي هو مقارعة إيران عبر الحدود مباشرة،وهو لا ينفصل بطبيعة الحال عن الضغوط القاسية التي تتعرض لها مذ أعلن الرئيس الأميركي انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران، خصوصاً بعد البيان الناري الذي طلع أول من أمس على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك مومبيو،متضمناً شروطا تعجيزية تصل إلى حد تغيير النظام في إيران، ما اعتُبر “إعلان حرب” صريحاً عليها من جانب إدارة دونالد ترامب وصقور فريقه.. اللافت أن الشروط جميعها “إسرائيلية” بامتياز فُرضت على طهران بلسان أميركي، بعد أقل من أسبوعين على واقعة الليلة الصاروخية غير المسبوقة بين سورية و”إسرائيل”، حيث سددت الصواريخ السورية ضربات لم تتوقعها تل أبيب، طالت 10 أهداف عسكرية وحيوية للجيش “الإسرائيلي”، وتسببت بمقتل ضابط “إسرائيلي” رفيع المستوى تكتّم العدو عن كشف اسمه، و3 جنود، إضافة إلى إصابة أكثر من 25 جندياً بجروح، بينهم 6 بحال الخطر،حسبما أكد أحد الضباط الأميركيين السابقين، استناداً إلى تقارير وصفها بـ”الموثوقة”من شهود عيان “إسرائيليين”، أكدوا أيضاً أن سيارات الإسعاف لم تهدأ طيلة تلك الليلة بنقل المصابين إلى المستشفيات.
أحيطت مجريات الليلة الصاروخية فجر العاشر من الجاري كالعادة بتكتم إعلامي”إسرائيلي” مطبق، وبدت ساعاتها ثقيلة جداً على مئات المستوطنين في المستعمرات الحدودية، الذين أجبرتهم الصواريخ السورية على الهرع إلى الملاجئ، فيما كان آلاف السوريين يشاهدون من على أسطح منازلهم توجُّه صواريخ دفاعات بلادهم لتدكّ الأهداف المعادية.. وجّهت “إسرائيل” أصابع اتهامها مباشرة إلى طهران بالوقوف وراءها، موحية بأنها ردّ على ضربة التيفور، إلا أن إيران نفت أي علاقة لها بهذا الرد، وأكدت سريعاً على لسان نائب رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني؛ أبو الفضل حسن بيعي، أن الجيش السوري هو من قام بالقصف الصاروخي، وفي هذا التأكيد تذكير لـ”إسرائيل”بأن الحساب معها لم يسدَّد بعد، وعليها الاستمرار في كابوس انتظارها “المر”للردّ الإيراني.
“إسرائيل” التي حارت في التأكد من أي جهة تحديداً أتى الرد الصاروخي على مراكزها العسكرية والحيوية العشر في الجولان، أو أنه كان رداً جماعياً من جميع أركان محور المقاومة، إلا أنها تلقّفت بالطبع الرسالة جيداً..فرغم ازدياد احتمال وقوع الحرب أكثر من أي وقت مضى، ربطاً بجنوح بنيامين نتنياهو للهروب إلى الأمام عبر حرب خارجية تُنقذه من فضائحه الداخلية المتعلقة بالفساد، “إلا أن ما لا يدركه جيداً أن الحرب التي يتوق إليها ستكون خارج توقعاته”، حسب إشارة صحيفة “ال مونيتور” الأميركية، والتي بيّنت أنه سيكون على “إسرائيل” إذا ما انزلقت باتجاهها، أن تواجه ليس عدواً أوحد لها هو حزب الله، بل سورية وإيران وحزب الله، مضافاً إليهم مقاتلو الحشد الشعبي العراقي وكتائب حزب الله، وسائر التنظيمات الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري مجتمعين.
وربطاً بالأمر، رجّح الصحافي نيكولاس بلاتفورد أن تكمن أبرز المفاجآت عند انطلاق الحرب المرتقَبة، بمبادرة حزب الله إلى منع انطلاق الطائرات الحربية “الإسرائيلية” من المطارات العسكرية عبر ضرب مدارجها، مندون إغفال إمكانية نجاح وصول مقاتليه إلى أهداف عسكرية داخل مستعمرات حدودية حددها مسبقاً.
لعل أبرز من وصف طبيعة ما ستتعرض له “إسرائيل” في مرحلة ما بعد انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع طهران، هو وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، الذي اعتبر أن ترامب وضع “إسرائيل”امام خطر كبير.. كلام يعود بنا إلى جملة لافتة قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤخراً:”قد نبدأ بقتال الأصيل قريباً”، والتي استبقت في إحدى خطاباته العام الفائت بكلام “من العيار الثقيل” باتجاه”إسرائيل”؛ عندما أعلن أنه “في الحرب المقبلة ستُفتح الأجواء لمئات آلاف المقاتلين العرب للانضمام إليها”، مُسدياً نصيحة للمستوطنين بمغادرة فلسطين.. كلام لم يطلقه نصرالله عبثاً، وهو المشهود له بدقة ما يعنيه وصدق وعوده.. تكتفي شخصية صحافية لبنانية،نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، بالإشارة إلى أن الجهوزية تلك اكتملت، وبات الآلاف من هؤلاء المقاتلين بانتظار ساعة الصفر.
الأبرز يكمن في تسريبات نُقلت عن دبلوماسي غربي زار لبنان مؤخراً،رصد خيوط تطورات إقليمية “صادمة” بدءاً من منتصف شهر حزيران المقبل في بعض دول الخليج، وآثر إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بها.. وإذ رجّح حدثاً كبيراً يطوّق الرئيس دونالد ترامب، ويظهر على إثره نائبه مايك بينس بشكل مفاجئ في واجهة البيت الأبيض، كشف عن حدث سوري كبير ألمح الدبلوماسي إلى أنه اطلع على بعض تفاصيله، قد يقود رئيس دولة إقليمية لزيارة دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد، تشكّل نصراً دبلوماسياً غير مسبوق للقيادة السورية.
ماجدة الحاج / الثببات