هجوم ’داعش ’على الجيش السوري في البادية.. دعمٌ وتواطؤٌ أمريكي
علي حسن
صدّ الجيش السوري هجوما عنيفا شنّه إرهابيو تنظيم “داعش” على مواقعه قبل يومين في عُمق البادية السورية أقصى ريف حمص الشرقي.. اشتباكاتٌ عنيفة دارت بين الجيش والإرهابيين دون أيّ تغيير في خريطة السيطرة في هذه المنطقة التي ما تزال خطوط الاشتباك فيها على حالها منذ مدة طويلة.
هجوم إرهابيي تنظيم “داعش” استهدف نقاط الجيش السوري في محيط سد عويرض جنوب شرق المحطة الثالثة في عمق بادية حمص، وتمكنت قوات الجيش من احتواء الهجوم بعد اشتباكات استمرت لساعات.
مصدرٌ عسكري سوري قال لموقع “العهد” الإخباري إنّ “الجيش قد أوقع أعدادًا كبيرةً من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين المهاجمين الذين كانوا يهدفون للسيطرة على نقاط قواته المنتشرة ليعود الهدوء و يسيطر على هذه الجبهة”.
إرهابيو “داعش” الذين قاموا بالهجوم على مواقع الجيش انطلقوا من منطقة بئر الورد التي تعتبر نائية لا يمكن أن تكون ذات طبيعة يمكن الاستفادة منها لوجستيًا. تمركز “الدواعش” هناك يأتي بعد دحرهم من مساحات البادية الشاسعة إثر عمليات الجيش السوري وحلفائه، غير أن الإرهابيين يحاولون إحداث بعض الثغرات بهجمات متقطعة زمنيًا لا تبدو ذات أهداف بعيدة المدى بمعنى أن أقصى ما يستطيع “داعش” فعله هو المعارك المحدودة الفعالية ولبعض ساعات، فأيّ معركة سيطلقها التنظيم على الجيش السوري ستنقلب عليه، إذ لا مقدرة قتالية له في هذا الجيب على مواجهة الجيش بمعركة مفتوحة ذلك بحسب حديث المصدر العسكري السوري ذاته.
المصدر لفت الى أنّ “النقاط الأساسية التي يتمركز فيها “داعش” جنوب البوكمال تقع في منطقة خفض التصعيد الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لواشنطن وهي منطقة الـ55 كم المحيطة بقاعدة التنف، والتي لا يقوم طيران التحالف الأمريكي فيها بأيّة غارة على داعش”، مشيرًا إلى أنّ “وجود داعش في سوريا ينحصر في منطقتين اثنتين، الأولى في البادية ضمن منطقة خفض التصعيد والثانية هي الواقعة بريف دير الزور شرق الفرات والمتصلة بمناطق ريف الحسكة الجنوبي الشرقي”.
وتتحدّث المعلومات عن أن قادة تنظيم “داعش” يتمركزون هناك و لم تقُم قوات التحالف الدولي بأية عملية برية أو جوية على هذه المنطقة على الرغم من وجود قادة الصف الأول بمن فيهم الإرهابي أبو بكر البغدادي”.
من ناحية أخرى، قال مصدر سياسي سوري لموقع “العهد” الإخباري إنّ “أمريكا تحاول الإبقاء على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أطول فترة ممكنة، سواءً في منطقة خفض التصعيد الـ55 أو في مناطق شرق الفرات و تتواطأ في عملية القضاء عليهم لتمتلك ذريعةً لإبقاء قواتها في سوريا و تحديدًا في المناطق الغنية بالنفط، خصوصًا في هذه المرحلة الانتقالية التي سيتم تقرير مصير القوات الأمريكية بالرحيل أو البقاء في سوريا”، مؤكدًا أنّ “واشنطن لا تقوم بأية هجمات على مواقع إرهابيي “داعش” شرق الفرات رغم تمركز قياداته بينما تقوم بغاراتها الجوية على الجيش السوري”.
العهد