المراوغة الأميركية
رزوق الغاوي
في سياق السيناريوهات الأميركية، وفيما يواصل الجيش العربي السوري ملاحقة فلول الإرهابيين في الجنوب السوري، بعد استعادة مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود، تتابع واشنطن نهجها وممارساتها العدوانية من خلال قيام طائرات التحالف الدولي الذي تقوده بمهاجمة مواقع للجيش السوري في محيط المحطة الثانية في البادية السورية فجر الخميس الفائت، وبسرعة فائقة تنم عن تنسيق أميركي إسرائيلي مبيت، حيث أُتبِعَ هذا العدوان بعدوان جوي إسرائيلي ليلة «الجمعة» الفائتة، استهدف موقعاً عسكرياً سورياً جنوب غرب مدينة حمص، تصدت له الدفاعات الجوية السورية.
هذان العدوانان سبقا بساعات معدودة تدخلاً أميركياً فظاً في الشأن الداخلي السوري تمثل بتوجيه تهديد وقح لسورية التي تتقدم قواتها المسلحة باتجاه تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين جنوب البلاد، وتحذيرها من مغبة الاستمرار في ممارسة حقها الوطني المشروع، ما يؤكد مجدداً مدى انغماس الإدارة الأميركية وتورطها في دعم الفصائل الإرهابية وخاصة تنظيم داعش ورعايته، والوقوع في دوامة الأوحال والرمال المتحركة السورية.
ما يؤكد نوايا واشنطن على إطالة أمد الأزمة السورية، امتناعها عن المشاركة في محادثات «أستانا 9» ومحاولة عرقلتها، ما يعني معارضتها الفعلية لجميع الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للمسألة السورية، وعدم رغبتها في رؤية سورية تتمتع بالأمن والاستقرار والسيادة والاستقلال، لأنها ترى أن خلاص سورية من أزمتها يتعارض مع المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية.
السؤال: هل ستستدير واشنطن تجاه المسألة السورية كما تستدير تجاه المسألة الكورية، أم إن طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتأرجحة والمتناقضة، وهذا هو المنتظر، مجرد كلام ليل يمحوه النهار؟ فما يصدر عادة عن رموز السلطة الأميركية الحالية، إنما يعكس سمة النفاق السياسي الذي تتسم به الإدارات الأميركية في التعاطي مع القضايا الدولية، أما الجواب فإنه يكمن فيما سيحمله القادم من الأيام.
الوطن