الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

اعرف طول عمرك من خلال نواة خلاياك

شام تايمز

اعرف طول عمرك من خلال نواة خلاياك

شام تايمز

مثلما توصل إسحاق نيوتن إلى نظرية الجاذبية في سياق القصة الشهيرة لسقوط التفاحة من الشجرة، تكررت صدفة مماثلة مجدداً ولكن هذه المرة مع دودة متحولة أثناء إحدى التجارب العلمية.

شام تايمز

عاشت الدودة المتحولة لمدة 46 يوما أثناء التجارب المعملية، وكان هذا الوقت أطول بكثير من عمر أقدم دودة عادية، حيث لم يزد عمر الدودة العادية لأكثر من 22 يوما. ولفت الأمر نظر فريق الباحثين المشاركين في الدراسة العلمية، فعكفوا على دراسة تلك الظاهرة وتمكنوا من تحديد الجين المتحور الذي أطال حياة الدودة، فيما يعد اختراقا جديدا في مجال دراسة الشيخوخة، حيث تم التوصل إلى أن هناك شيئا ما يتحكم في عمليات الأيض.

وبحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، واصل الباحثون، في وقت لاحق، دراسة عمليات الأيض وتبين من كل المؤشرات أن الأمر يرجع إلى النواة في الخلايا.

تحت المجهر

ويقول الباحثون إنه من الصعب أن يفوتك الأمر تحت المجهر، فكل ما عليك القيام به هو أن تأخذ أية خلية، وأن تبحث عن النواة، ثم أمعن النظر داخلها لتعثر على فقاعة صغيرة داكنة. إن تلك هي النواة، فإذا كانت الخلية هي مقلة العين، فأنت تنظر إلى الحدقة.

توجد فقاعة صغيرة داكنة في كل نواة، في كل خلية في أجسام الكائنات الحية. إن كل الحيوانات لها نفس الشيء، وكذلك كل النباتات والخمائر، وأي شيء يحتوي على خلية بها نواة.

أصبحت النواة أكثر أهمية في فهم الكيفية التي تعمل بها الخلايا. وكما يقول الدكتور آدم أنتيبي، المتخصص في البيولوجيا الخلوية، بمعهد ماكس بلانك لبيولوجية الشيخوخة، في ألمانيا: “نعتقد أن النواة تلعب دورا هاما في تنظيم عمر الحيوانات”.

والدكتور أنتيبي هو أيضا كاتب المقال البحثي الجديد، الذي تم نشره تحت عنوان “اتجاهات في بيولوجية الخلية”، والذي يستعرض كافة الطرق الجديدة التي اهتم بها الباحثون، الذين وقعوا في حب النواة، وبخاصة دورها في تطور مراحل الشيخوخة.

الفكرة ببساطة

ومن أجل تبسيط الفكرة، يجب التذكير بأن النواة هي مصنع الريبوسوم بالخلية. وأن الريبوسومات مثل الآلات الدقيقة التي تصنع البروتينات التي تستخدمها الخلايا لأهداف مثل بناء الجدران وتشكيل الشعر وحفظ الذكريات والتواصل وبدء ووقف وإبطاء ردود الفعل التي تساعد الخلية على البقاء في حالة عمل.

80 % من طاقة الخلية

لكن عمل النواة لا يقتصر على مجرد صنع الريبوسوم، وذلك لأن عليها من الواجبات ما هو أكثر وما يستهلك حوالي 80% من طاقة الخلية. فإذا أخذنا مثالا مبسطا بأن بناء خلية يشبه تشييد مبنى، وأن الحمض النووي يحتوي على المخطط، فإن النواة ستكون مدير الإنشاء أو المهندس.

ويقول الدكتور أنتيبي: “إنها تقوم بتعريف سلسلة الإمداد، وتنسق جميع وظائف البناء، وتقوم بمراقبة الجودة وتتأكد من أن الأمور تستمر في العمل بشكل جيد”.

توازن المهام

إن مدى توازن هذه المهام يؤثر على صحة الخلية وفترة عمرها. ويكون هناك أيضا، في بعض الخلايا، علاقة مرتبطة بالحجم.

ويمكن للنواة أن تتحلل وتتلاشى استجابةً للعناصر المغذية المتوفرة في الجسم وإشارات النمو.

وكلما ازدادت إشارات النمو، التي تعترضها النواة، كلما ازدادت الماكينات أو الريبوسومات التي تفرزها. ويزداد حجمها لاحتوائها، ولكن في ظروف غامضة، ربما يؤدي هذا أيضاً إلى تقصير حياة الخلية أو الكائن الحي. عندما يكون الطعام مقيداً، أو يتم إسكات مسار التمثيل الغذائي أو تبطئته، تتقلص النواة، مما يقلل عدد الريبوسومات، وتعيش الخلايا لفترة أطول.

النواة الصغيرة تساوي عمرا طويلا

ويعتقد الدكتور أنتيبي أنه عندما تصبح النواة أصغر حجما، فإنها تبدأ أيضاً في إعادة تشكيل الأشياء التي ستنتجها للحصول على أفضل الإمدادات المتاحة.

ويرى أن هذه عملية منسقة للغاية. ويمكن التفكير في مدى الحياة على مدى توازن النواة مع الحاجة إلى النمو والحاجة إلى الإصلاح وتصحيح الأخطاء والتأكد من أن كل شيء يعمل.

مجرد مؤشر أم مسبب؟

إن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان حجم هذه الهياكل هو مجرد مؤشرات وعلامات تدلل على طول العمر أو الشيخوخة أم أنها هي التي تتسبب في طول العمر أو التعرض للشيخوخة المتسارعة في الواقع.

ويختتم دكتور أنتيبي مقالته قائلاً: “لقد أنفقنا الكثير من الأموال والوقت على محاولة العثور على مرقمات حيوية لطول العمر أو الشيخوخة، وربما أنها موجودة بالفعل تحت المجهر لكي نراها”.

العربية.نت

شام تايمز
شام تايمز