الجنوب السوري بين السياسة والعسكرة
علي حسن
قال نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” إنّ الاتصالات مستمرة مع الأردن وأميركا بشأن المنطقة الجنوبية من سوريا لخفض التوتر، وهناك اتفاق لعقد اجتماع لممثلي الدول الثلاث لم يحدد بعد. هذا وأفادت وكالة رويترز بأن الدول الثلاث اتفقت على الحفاظ على منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، وأن هناك مشاورات أجرتها روسيا مع دول إقليمية حول انسحاب جميع الجماعات المسلحة إلى عمق يتراوح بين عشرين وخمسة وعشرين كيلو متراً عن الحدود الأردنية وعودة الجيش السوري، إلى جانب إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.
وفق هذا التصريح يبدو أنّ الاتصالات السياسية لا تزال جارية بخصوص الجبهة الجنوبية التي تشهد تحركاً عسكرياً من قبل الجيش السوري حيث بدأت تصل تعزيزات كبيرة له لا سيما إلى مدينة درعا، الأمر الذي يترك تساؤلات عديدة حول الاحتمالات التي قد تشهدها هذه المنطقة سياسياً وعسكرياً. مصدر سياسي سوري قال لموقع “العهد” الإخباري “إنّ العمل في الجبهة الجنوبية من سوريا هو عملٌ شديد الإتقان في أية عملية سياسية، وهو أكثر حساسية من أية منطقة أخرى في سوريا، لأن العامل الصهيوني هو الأكثر خطورة فيه، والسبب أنه لا يريد التعافي للدولة السورية واستعادتها للمناطق الخارجة عن سيطرتها، لخوفه بأن يصبح الجيش السوري على مقربة من المستوطنات الصهيونية لما يشكله من تهديد مباشر لها، بعكس الفصائل المسلحة من جبهة النصرة وداعش وغيرهما الذين يشكلون درعاً للعدو الصهيوني من أي تهديد.
هذا وقال المصدر السياسي انه يجري العمل على العملية السياسية، لأن إشعال المعركة في هذه الجبهة ستكون له ارتدادات وتداعيات كبيرة، مشيراً إلى أن السيناريو الذي حصل في الغوطة الشرقية سينسحب على الجبهة الجنوبية وخاصة أنّ فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن لا يقل من ناحية الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للدولة السورية عن الغوطة الشرقية.
وأشار المصدر السياسي السوري ذاته إلى أن هناك تباينات أصبحت ملحوظة في العلاقات الدولية على ضوء الخلافات الروسية الأمريكية الأوروبية بسبب الملف الإيراني النووي، وهذه التباينات تنسحب أيضاً على الوضع في سوريا، والعمل الدبلوماسي يشكل قاعدة لأي عمل عسكري، وهذا الأمر ربما يتم في الجنوب السوري لأنه لا مصلحة للأردن في وجود الجماعات المسلحة بل يريد فتح العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع الحكومة السورية، كما أنّ الروسي يقوم بسحب كل الذرائع في ما يتعلق بحلفاء سوريا، لكن العدو الصهيوني يرفع السقف ويتذرع بوجود المقاومة الإسلامية وإيران في الجنوب، كما أن واشنطن تسعى إلى إعطاء دور للعدو الصهيوني في المنطقة، ولكن هذا الأمر بات غير ممكن على الإطلاق لأن محور المقاومة يقف في وجهها وسيحسم المعركة لصالحه في حال حصلت وهذا بات معروفاً لدى الصهاينة.
العهد