الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

متى ينتهكُ طبيبك النسائي "حميميّتكِ" وتتحوّل تصرّفاته إلى تحرش؟!

متى ينتهكُ طبيبك النسائي “حميميّتكِ” وتتحوّل تصرّفاته إلى تحرش؟!
أضاءت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية على بعض التصرفات الخاطئة التي قد يرتكبها الطبيب النسائي بحقّ مريضاته أثناء إجراء الفحوصات، كاشفة عمّا هو مقبول من الناحية الطبية، وعن الممارسات الخارجة عن إطار المسموح به. فمتى يتجاوز الطبيب النسائي حدوده وينتهك “حميمية” مريضاته وتتحوّل تصرفاته إلى نوعٍ من التحرش؟
الزيارات الروتينية إلى العيادات النسائية
أوضحت الصحيفة بداية، أنّ الزيارات إلى العيادات النسائية تشمل مجموعة واسعة من المسائل، لا سيما أنّ العديد من النساء لا يزرنَ بانتظام إلا طبيباً واحداً لجميع فحوصهنَّ، ممّا يعني أنّ المسألة دقيقة وتحتاج إلى توفير الرعاية الأولية والتأكّد من الحالة العامة الخاصة بالمريضة.
وتعليقاً على هذه النقطة، أشارت الدكتورة إيفاث هوسكينز، الأستاذة السريرية ومديرة السلامة والجودة في قسم التوليد وأمراض النساء في جامعة “نيويورك” إلى أنّها تعمل طبيبة رعاية أولية، مشددةً على أنّ زيارة الطبيب النسائي هي “أكثر من مجرد وضع الأصابع في المهبل والقيام بمسحة عنق الرحم، فأنا أريد التأكّد من حالتك العامة وأنّك على ما يرام قبل أن أطلب منك نزع الملابس”.
واللافت بحسب الصحيفة، أنّ الطبيب النسائي لا يكتفي بفحصِ المريضة إنّما يطرح عليها أسئلة تتعلق بأيّ ألم أو مشاكل في الأعضاء التناسلية، حيضها ونشاطها الجنسي، إضافة إلى بعض الأسئلة “المقبولة” رغم أنّها تخرج عن السياق الطبي، على غرار العنف المنزلي، العادات الاجتماعية، الشرب والتدخين.
فحوص محرجة ودقيقة
وتلفت الصحيفة إلى أنّ الفحوص تختلف بحسب العمر والحالة العامة للمريضة، فعلى سبيل المثال لا تحتاج المراهقات اللواتي لا يمارسن الجنس إلى فحص للأمراض المنقولة جنسياً، إضافة إلى أنّ الشابات دون سنِّ الـ 21 عاماً لا يحتجنَ إلى فحوص مهبلية، إلا إذا كانت لديهنّ أعراض محدّدة وشروط طبية معيّنة.
كما أنّه وإضافة إلى فحص الثدي الروتيني، يقوم الطبيب النسائي بإجراء مسحة عنق الرحم كنوع من اختبار لسرطان عنق الرحم، على الشكل التالي: تستلقي المريضة على ظهرها وتضع قدميها على دعائم، ثمّ يقوم الطبيب بإدخال منظار للحفاظ على المهبل مفتوحاً بشكل يسمح له إدخال المسحة من أجل التقاط عيّنة صغيرة من خلايا عنق الرحم.
وفي هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أنّ مثل هذه الاختبارات كانت تتمّ بشكل سنوي، إلا أنّ التوجيهات الحديثة توصي بإجرائها للمرأة التي تتخطى سن الـ 21 عاماً كلّ 3 إلى 5 سنوات.
ومن بين سلسلة الفحوص الأخرى، يجري الأطباء في بعض الأحيان، فحصاً للحوض، الذي يعتبر الجزء الأكثر إزعاجاً للنساء، إذ يستخدم الطبيب منظاراً لفحص المهبل وعنق الرحم ومن ثمّ يضع أصابع يد واحدة داخل المهبل فيما يضغط على البطن باليد الأخرى، أما الغرض من هذا الإجراء فهو تقييم ما إذا كان الرحم وقناتا “فالوب” والمبيض وعنق الرحم ذات حجمٍ صحي وفي أمكنتها الصحيحة، إضافة إلى محاولة الكشف عن سرطان المبيض أو غيره من أنواع السرطان التي تصيب الأعضاء الأنثوية.
واللافت أن هذا النوع من الفحوص يفتقر إلى الدقة، كما أنّ المرأة تشعر في العادة بالإحراج أو القلق، مما يجعلها تتجنّب في بعض الأحيان زيارة الطبيب مرة أخرى، نظراً لأنّ فحص الحوض يسبب لها بعض الآلام.
وقد أوصت “كلية الأطباء الأميركية” في العام 2014 بعدم إجراء فحوص الحوض للمرأة غير الحامل والتي لا تشكو من أيِّ أعراض.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أنّه ليس من الضروري إجراء فحص الحوض لتشخيص الأمراض المنقولة جنسياً، إذ يمكن اللجوء إلى مسحات المهبل أو اختبار البول، علماً أن لا حاجة لهذا الإجراء ما لم تكن المريضة تستخدم حبوب منع الحمل، وهو أمر أكدته الطبيبة إيفاث هوسكينز، مشيرةً إلى أنّ الهرمونات التي تحويها حبوب منع الحمل قد تؤثر على البطانة المهبلية وعنق الرحم، ويمكن لفحص الحوض أن يكشف عن هذه الآثار.
وتوضح الطبيبة أنّها تجري في العادة فحص الحوض للنساء اللواتي ينخرطن في “سلوكيات محفوفة بالمخاطر”، من خلال ممارسة الجنس مع أكثر من شريك.
ما نوع اللمس المسموح به أثناء الفحص الطبي؟
“يسمح فقط بالكمية الضرورية من الاتصال الجسدي المطلوب للحصول على بيانات للتشخيص والعلاج… كما ينبغي إعطاء تفسير مناسب يتعلق بجميع إجراءات الفحص”، هذا ما تؤكده مبادىء لجنة الأخلاقيات لكلية طب النساء والتوليد الأميركية لسنة 2007 حول منع سوء السلوك الجنسي.
ماذا عن استخدام اليد أثناء الفحص؟
في السابق تعرض الدكتور جورج تيندال، أخصائي أمراض النساء في المركز الصحي الطلابي في جامعة “جنوب كاليفورنيا” لإنتقاداتٍ عديدةٍ بسبب استعمال يديه عوضاً عن المنظار لفحص المرضى، بالإضافة إلى تحريك أصابعه إلى الداخل والخارج أثناء فحوص الحوض.
إلا أن استخدام اليد قد يكون في بعض الحالات أمراً مطلوباً، على حدّ قول الدكتور إسحاق شيف، وهو الرئيس السابق لقسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى “ماساتشوستس” الحكومي، حيث يشير إلى أنّه “يجب استخدام اليد عند فحص إمرأة طاعنة في السن تبلغ من العمر 70 عاماً وتواجه صعوبة في التحكم بالبول”، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّه على الطبيب أن لا يحرك أصابعه في جميع الحالات.
وأشارت الطبيبة إيفاث هوسكينز إلى أنّ مفتاح النجاح يكمن في قيام الطبيب بعمله على أكمل وجه مع مراعاة شروط المهنة وأخلاقياتها: “عندما أذهب لصالون الحلاقة لقصّ شعري، لا أتوقع أن أحصل على تدليك لكتفيّ أو لأيّ شيء من هذا القبيل”.
وشددت هوسكينز على أنّ الطبيب يجب في كلّ مرة أن يُخبر مريضته عما يقوم به: “في كل مرة تلمس فيها مريضتك يجب عليك أن تقول: “أنا سأفحصك الآن، سأقوم بفحص هذا الجزء من بطنك”، مشيرةً إلى أنّ الخطوة الأولى تتمثل في عدم وضع الأصابع داخل فرجها”. وقد اعتبرت أنّ المرأة إذا شعرت بأنّ الطبيب يقوم بشيء غير عادي، يجب ألا تتردّد في سؤاله.
هل يجب على الطبيب أن يكون بمفرده مع المريضة؟ الجواب عن هذا السؤال يتوقف على المريض والطبيب.
اعتبرت هوسكينز أنّه من الأفضل أن يكون هناك شخص آخر مع المريضة خشية من أن يتم استغلالها بشكل لفظي وجسدي. في المقابل، تفضل بعض المريضات التحدث مع الطبيب من دون وجود أيّ طرف ثالث لأن هذا الأمر يجعلهنّ يشعرن بالراحة عند مناقشة القضايا الشخصية على انفراد. وعليه يمكن القول إنّ وجود المريضة وحدها مع طبيبها النسائي هو أمر مرتبط بوجهة نظرها وبتفضيلاتها الشخصية.
تعليقات جنسية خارجة من فم الطبيب؟
كشف موقع “abc7” عن قيام بعض المريضات بمقاضاة الدكتور تيندال وإتهامه بالتحرش بهنّ ليس عن طريق اللمس فحسب بل من خلال التفوه بتعليقاتٍ غير لائقةٍ حول الجنس والعرق وحجم الأعضاء التناسلية. من هنا تناولت “نيويورك تايمز” موضوع التعليقات والتلميحات المقبولة للأطباء، خاصة أنّ بعض العبارات قد تخرج عن سياقها الطبيعي وتندرج ضمن “التحرش اللفظي”.
في هذا الصدد، أوصت “الجامعة الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء” بضرورة “تجنب الأطباء التلميحات الجنسية والملاحظات المستفزة”، وقال الدكتور شيف: “الفحص دقيق للغاية ويجب أن يكون على المستوى الطبي البحت، من دون تلميحات أو أوصاف”.
لا شك أن استخدام بعض العبارات يعتبر تصرفاً غير لائق وغير مهني، فالحديث بين الطبيب ومريضته يجب أن يبقى ضمن حدود الحالة الطبية البحتة، من هنا تؤكّد هوسكينز أنّ معظم الأطباء النسائيين يخضعون لتدريب يتمثل في آداب التحدث إلى المريضة بعدما تنتهي من ارتداء ملابسها.
واختتمت “نيويورك تايمز” تقريرها بقول هوسكينز: “عند إجراء فحص الحوض للمريضة التي تكون من دون ملابس، قد أقول لها مثلاً “غشاء بكارتك يبدو جيداً… فلا يوجد خطأ في ذلك، كما أستطيع أن أقول لها: ثدياكِ يبدوان جيِّدَيْن، إنما يجب عليّ أن لا أقول إنّهما جميلان”.
(رصيف22)