الأحد , نوفمبر 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

أحذية اللاجئ السوري دانييل عيسى تتحول الى علامة تجارية عالمية يتهافت عليها أثرياء أوربا !

أحذية اللاجئ السوري دانييل عيسى تتحول الى علامة تجارية عالمية يتهافت عليها أثرياء أوربا !
عندما فرَّ دانييل عيسى من بلده سوريا في عام 2014، كان يواجه مستقبلاً غامضاً كلاجئ في فرنسا، حيث لم يكن يعرف سوى القليل من الناس والنزر اليسير من اللغة، لكنه الآن يبيع علامته التجارية الخاصة من الأحذية الرياضية الفاخرة لأثرياء باريس وهوليوود.
كان الشاب، البالغ من العمر 30 عاماً، قد درس الموضة في دمشق، غير أنه تخلَّى عن أمله في أن يكون له عمله الخاص بوطنه، ولاذ بالفرار من الحرب، ليستقر به المقام في لِيل قرب الحدود البلجيكية.
يصنع عيسى أحذية جلدية تجمع بين البساطة والأناقة، تزيِّنها أشرطة مطاطية بدلاً من الأربطة العادية ويباع الزوجان منها بسعر يبلغ 330 يورو (390 دولاراً) في المتوسط.
وقال عيسى لـ”رويترز”، من متجر يعرض 28 طرازاً من أحذيته، إن الممثلة ووبي جولدبيرغ طلبت شراء أحذية منه بعدما شاهدت نموذجاً أولياً بقَدم صديقة لها في عرض للأزياء بالولايات المتحدة وسألت عن مصممه.

أول متجر خاص
وسوف يفتتح الشاب السوري أول متجر له خلال أسبوعين. والأحذية من تصميمه معروضة بالفعل في بيفرلي هيلز وباريس وأجاكسيو وكورسيكا. وبعدما تعلَّم الحياكة على يد جدته، كان على عيسى أن يكافح لإقناع والديه بأن الموضة ليست شأناً يخص الفتيات فقط.
وقال: “باقي أسرتي كانوا ضدها؛ لأنها لم تكن مهنة للرجال، كانت مهنة للنساء. لذلك، كان هذا سراً بيني وبين جدتي، كنت أعمل في ذلك من وراء أسرتي”. ويضيف الشاب الثلاثيني: “علَّمتني جدتي الحياكة عندما كنت صغيراً”، رغم أهله الذين ما كانوا يرون في هذه الحرفة “مهنة للرجال”.
وبدعم من معارفه بأوروبا، وصل في نهاية عام 2014 إلى فرنسا، حيث فضَّل استخدام اسمه الثاني دانييل على الأول نبيل، وحصل على صفة “لاجئ” خلال بضعة أسابيع.
يحمل كل زوج من أحذية دانييل عيسى كلمة محفورة تحت اللسان: “الحرية” أو “القُبلات” أو “السلام”.
وقال عيسى: “الكل يتحدث عن السلام العالمي، لكنني آمل حقاً أن ننعم يوماً ما بالسلام في عالمنا”.
الحنين إلى الأُسرة والوطن
لم يكن قرار عيسى مغادرة دمشق سهلاً، لا سيما أنه كان قد أنشأ بالفعل ورشة وافتتح متجراً بالعاصمة، التي أفلتت من المعارك الكبيرة على النقيض من مسقط رأسه حمص.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: “رأينا أن الحرب بدأت تصل إلى دمشق. كانت الهجمات تحدث يومياً تقريباً، وشاهدت أصدقائي وكثيراً من الأسر بدأوا يرحلون واحداً بعد الآخر، المحظوظون منهم بالطبع، من يقدرون على تحمُّل تكلفة الرحيل”.
وقدّم تصاميمه في صالونات الموضة بباريس في مطلع عام 2018، وسرعان ما انهمرت عليه الطلبيات، أبرزها من الممثلتين الأميركيتين ووبي غولدبيرغ وبيلا ثورن وعارضة الأزياء أوليفيا باليرمو التي طلبت عدة نماذج اشتغل على أدقّ تفاصيلها.
“أُتقن صنعتي لأعكس صورة مختلفة عن بلدي”
ويقول عيسى ممازحاً: “أنا أنتعل هذه الأحذية لأمثّل الشق السوري من الزبائن”. وقد ساعده أصدقاؤه السوريون، من كندا والنمسا خصوصاً، في إنجاز المعاملات القانونية والتسويقية.
ويقرّ المصمم الشاب بأن “مفتاح النجاح هو العائلة وبذل الجهود من دون التمنّن”، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المستوى عينه من الأداء، وموضحاً: “أتقن صنعتي لأعكس صورة مختلفة عن بلدي، هذا البلد الذي يزخر بالتاريخ والمعالم”.
ويبرم دانييل عيسى راهناً، العقود مع متاجر في جنيف وميامي ودبي. ويقول المصمم، الذي يطمح إلى نيل الجنسية الفرنسية: “وصلت مع أول دفعة من اللاجئين إلى أوروبا قبل 4 سنوات، واعتباراً من هذه السنة، سنشهد على قصـص ناجحة أخرى غير قصتي”.
عربي بوست