العدو الاسرائيلي يشارك في مناورة لـ’الناتو’ على حدود روسيا.. ما الخلفيات؟
نضال حمادة
يستعد “حلف شمال الأطلسي” للقيام بمناورة ضخمة على الحدود بين دول البلطيق وروسيا يشارك فيها جنود إسرائيليون من كافة ألوية المظليين، وسوف يتم التدريب في هذه المناورات على عبور الأنهار وإقامة الجسور، وستشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وكندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا ومقدونيا وبولندا وإسبانيا ورومانيا والنروج وتشيكيا في هذه المناورات.
الجيش الأمريكي أعلن في بيان له أن هذه المناورات سوف تشمل كل أنحاء المنطقة الحدودية بين روسيا وبلولندا ودول البلطيق وسوف تستمر حتى منتصف شهر حزيران الحالي كتعبير عن التزام امريكا والناتو بتضامن التحالف مع هذه الدول في وقت تثير فيه المناورات العسكرية الروسية قلقا في هذه الدول. وحرص الجيش الأمريكي على القول أن مناورات الأطلسي هذه لا تشكل أي استفزاز لروسيا وقد نشر الحلف الأطلسي ستة آلاف جندي في بولندا ودول البلطيق.
المشاركة الإسرائيلية بهذه المناورات تعتبر صفعة لكل محاولات الاتفاق والتسوية التي يحاول بوتين أن يقيمها مع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في سوريا، ويظهر من خلالها أن سياسة روسيا التي تعمل على التفاهم مع الكيان الاسرائيلي في بعض مناطق سوريا خصوصا في الجنوب السوري ليست سوى ضربًا سياسيًا فاشلًا وسيئًا مع طرف لا يقيم موازين لتعهداته وللاتفاقات التي يوقعها ويدعي أنه يعمل على تنفيذها.
وتشهد منطقة الجنوب السوري منذ عدة أشهر تجاذبات دولية نتيجة تفاهم وقع في الشتاء الماضي في عمان بين امريكا وروسيا والإردن ينص على إنسحاب إيران وكل التشكيلات العسكرية الحليفة لها مسافة ثلاثين كلم من الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة في وقت تنفي فيه دمشق وطهران وجود قوات إيرانية أو حليفة لإيران في الجنوب السوري. وتقول دمشق أن التواجد العسكري الإيراني في سوريا يقتصر على وجود مستشارين عسكريين إيرانيين يقدمون المساعدة الإستشارية للجيش السوري في حربه ضد المنظمات الإرهابية خصوصا تلك المتواجدة على الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة والتي يدعمها الكيان الاسرائيلي ماديا وعسكريا وتقدم لها التغطية المدفعية والجوية في كل الهجمات التي قامت وتقوم بها في الجولان وفي القنيطرة ودرعا. في هذا الوقت يستعد الجيش السوري للقيام بعملية عسكرية في جنوب سوريا ضد الفصائل المدعومة إسرائيليا، ومن المفترض أن تقدم روسيا الدعم الجوي للجيش السوري في هذا الهجوم الذي يهدف إلى الوصول الى الحدود مع فلسطين ومع الإردن وإنهاء سيطرة “النصرة” والجماعات المسلحة الأخرى على درعا وسلسلة التلال الحاكمة على طول الحدود بن سوريا وفلسطين المحتلة والممتدة من الجولان الى القنيطرة.
في هذا الجو السياسي تأتي المشاركة الإسرائيلية في مناورات حلف شمال الأطلسي على الحدود الروسية لتعيد خلط الأوراق في اتفاقية الجنوب السوري، خصوصا أن مصادر “العهد” هناك أشارت خلال اليومين الماضيين الى حشود عسكرية سورية كبيرة تصل تباعا الى نقاط التماس في جبهات سوريا. فهل تتبدل معادلة روسيا في التفاهم في الجنوب السوري الى معادلة صدام وحسم عسكري بعد الإعلان عن مشاركة الكيان الاسرائيلي في مناورات الناتو؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بتوضيح المواقف.
العهد
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73