سامي كليب: نتنياهو للأوروبيين.. الحرب السورية ستنتهي، ساعدوا روسيا ضد إيران
سامي كليب:
مختصر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى أوروبا هو التالي وفق معلومات متقاطعة من الروس والأوروبيين ومصادر عربية:
• الحرب السورية في طور الانتهاء والأسد وحلفاؤه يحققون آخر الانتصارات.
• يجب أن تكون الاولوية لإخراج إيران من سوريا وليس التركيز فقط على اليمن في الوقت الراهن.
• على الأوروبيين التنسيق مع روسيا القادرة وحدها في الوقت الراهن التأثير على إيران والقادرة على اقناعها أو الضغط عليها للقبول بحل يُفضي الى خروج قواتها وحزب الله من سوريا.
• لا تحاولوا إعادة تعويم الاتفاق النووي مع إيران، فهو ساقط حُكما بعد خروج أميركا منه، لكن ان اختلفتم مع واشنطن فإن ايران ستعزز وضعها جدا في المنطقة وتفيد من الخلاف لتمرير إعادة تطوير برنامجها النووي. كان رد بعض الاوروبيين ان الاتفاق ضرورة اقتصادية وأمنية لأوروبا والمنطقة وأنه من الأفضل عدم قطع الخطوط مع ايران.
• انظروا الى تجربة كوريا الشمالية، فارتفاع الضغوط الاقتصادية عليها حتى خنقها والتعاون مع دول كبيرة مثل الصين أدى الى استسلامها للشروط الاميركية، هكذا يجب العمل مع إيران وروسيا والصين في الوقت الراهن خصوصا ان الاميركيين يفتقرون حاليا لكيفية مواجهة طهران بعد الخروج من الاتفاق.
• رغم علاقاتنا العضوية مع أميركا وكل المؤشرات المهمة لرفع مستوى العلاقات مع ترامب الذي كان الأكثر جرأة بين كل القادة الاميركيين والأوروبيين في نقل السفارة الى القدس، الا اننا لا نستطيع الاعتماد حاليا على واشنطن وحدها في سوريا، فكلما كنا نطلب من الأميركيين أمرا مهما في سوريا كانوا يدفعوننا صوب روسيا.
• دول عربية كثيرة معنا وقد قطعنا شوطا كبيرا مع السعودية وبعض حلفائها العرب، لكن الدول العربية التي تفيدنا ببعض الضغوط الأقتصادية على إيران غير قادرة على التأثير الفعلي على إخراجها من سوريا، وبعض هذه الدول بات يقدم معلومات للقيادة السورية او لروسيا وإيران للقضاء على آخر معاقل المسلحين.
* السعودية وبعض دول الخليج ودول عربية تسعى لاقناع روسيا بان اخراج ايران من سوريا سيكون لصالحها، وهذا ما سيقوله مجددا الأمير محمد بن سلمان في موسكو.
• احتمال نشوب حرب قائم من خلال سوريا، فالتحركات الايرانية وتصرفات حزب الله الأخيرة والصواريخ التي استخدمت والتحضير لخلايا إرهابية ( مقاومة) عند الحدود مع إسرائيل ما عادت بالأمور القابلة للهضم من قبل إسرائيل. صار خروج ايران شرطا مفصليا لمنع تدهور الاوضاع وربما انزلاقها الى حرب.
• لسنا ضد عودة الجيش السوري باشراف روسي الى مناطق حدودية، لكن روسيا لن تكون قادرة على منع وقوع حرب ضروس بين الجيش والمسلحين ما يعني انتعاش الإرهاب عند الحدود الإسرائيلية ونزوح الآف اللاجئين صور الأردن
• نحن ننتظر مبادرة أميركية لاعادة اطلاق عملية سلام شاملة في المنطقة شرط ان يمتد مفعولها عند كل الحدود الإسرائيلية ( أي من سيناء الى الجولان فالاردن ولبنان وغزة )، وعلى حد علمنا فان عددا مهما من الدول العربية يوافق إدارة ترامب على ما ستطرحه، وقد
لاحظنا ان الدولة الوحيدة التي تساهم في إعادة انعاش ارهابيي حماس ودعم تحريك تظاهرات العودة هي ايران بينما دول عربية تساعدنا مباشرة او غير مباشرة بتطويق ارهابيي حماس والجهاد والتنظيمات الفلسطينية الإرهابية الأخرى، أما محمود عباس فهو بات في وضع ضعف جدا وربما وصل اى مراحله النهائية.
• ان لبنان بات تحت هيمنة حزب الله في أعقاب الانتخابات الأخيرة، ولا بد من العمل مع دول الخليج وأميركا لرفع مستوى الضغوط ومنعه من تحقيق أهداف سياسية واقتصادية تكرس هيمنته. لدينا مع الاميركيين خطط كثيرة للتضييق الاقتصادي على مصادر تمويل الحزب ويجب ان يكون الدور الاوروبي أكثر فعالية وعدم اشعار حزب الله بأنه يكتسب شرعية دولية لمجرد انه هيمن مع حلفائه على البرلمان. وثمة اطراف في لبنان يمكن الاعتماد عليها لأجل تكثيف هذا الضغط. يجب افهام الدولة اللبنانية ان إسرائيل لن تميزها عن حزب الله في حال استمرت في تشريع استلامه كامل السلطة.
هذا ما قاله نتنياهو لكن :
رغم كل الضغوط التي يمارسها حاليا في أوروبا، والتي يسعى في خلالها أيضا للترويج لفكرة أن روسيا قادرة على الضغط على ايران لو ساعدها الاوروبيون وان موسكو تستطيع اغراء الأسد بالانتشار في كل المناطق اذا ما قبل خروج ايران وحزب الله، الا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي يبدو قلقا من مرحلة ما بعد استعادة الدولة السورية كل المناطق، ويقول انه يجب نزع فكرة من رأس الأسد تقول ان محور المقاومة صار اليوم أشد بأسا وانه يستطيع فرض شروط إضافية على إسرائيل. فاما يقبل بخروج ايران وحزب الله وبحدود آمنة أو ان الحرب تستمر بطرق كثيرة.
لكن نتنياهو لم يسمع كثيرا من الكلام الأوروبي المشجع ، ذلك ان هؤلاء لا يزالون مقتنعين بان ترامب أخطأ وان الحوار مع ايران افضل من القطيعة. هم مقتنعون كذلك بأن كل الكلام الايراني اليوم عن العودة الى التخصيب لم ولن يخترق قرارات الوكالة الدولية للطاقة، وان ايران تُدرك ان عزلة ترامب تزيد، ولذلك فان الرئيس الاميركي استعجل الاتفاق مع كوريا الشمالية كي يقول انه حقق انتصارا ولكي لا يـاتي الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل من موقع الضعف.
يشار الى ان الاوروبيين كثفوا الاجتماعات مؤخرا مع ايران، لكنهم وخلافا للسائد لم يسمعوا كلاما يفيد باقتناع طهران بجدوى بحث ملفات المنطقة الآن، وهي تفضل إشارات إيجابية من الاوروبيين ضد ترامب ولصالح ايران قبل التحرك صوب أي ملف.
لكن يبدو أن الكلام الايراني عن احتمال تسوية في اليمن، وعن عدم الرغبة في تدمير إسرائيل، وكلام السيد حسن نصرالله عن ان لا فكرة لرمي إسرائيل في البحر وان حزب الله يخرج من سوريا حين تطلب منه القيادة السورية ذلك، لم يكن كلاما بالصدفة. فمثل هذه التطمينات يهدف الى سحب كل الذرائع من تحت أقدام ترامب ونتنياهو وتشجيع الاوروبيين على البقاء في اطار التفاوض الايجابي مع ايران وعدم الضغط على لبنان الذي ترى أوروبا انه من المفيد جدا الحفاظ على استقراره وعدم استفزاز حزب الله فيه لانه جزء من التركيبة اللبنانية والتوازن الداخلي.
مشكلة أوروبا انها تريد ان تفعل شيئا ضد ترامب لكنها عاجزة عن تحقيق اختراقات كبيرة، وتعرف ان نتنياهو يقتل الفلسطينيين بدم بارد، لكنها محكومة بعلاقة عضوية مع إسرائيل، ولذلك مثلا سنرى بعد أيام قليلة الأمير ويليام حفيد العرش البريطاني في إسرائيل. هذه سابقة بحيث انه سيكون اول أمير من العائلة المالكة يزورها بتكليف رسمي بريطاني.
العامل الوحيد الذي يُنعش نتنياهو ويريد ترامب، هو أن العرب اما متآمرين على بعضهم البعض، أو حالمين بأن إسرائيل ستنقذهم من ايران، وان ترامب سيحميهم بعد أخذ مالهم….
ان من فاوض كوريا الشمالية، يستطيع في يوم آخر أن يفاوض ايران. ما يعيق ذلك فقط هو بعض التشدد الايراني في موضوعي سوريا وفلسطين.
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73