السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

معركة استعادة الجنوب لابد منها, لماذا؟

معركة استعادة الجنوب لابد منها, لماذا؟
ميسون يوسف
كان الرئيس بشار الأسد واضحاً في مقابلته التلفزيونية الأخيرة لقناة «العالم» الإيرانية عندما حسم الأمر بشكل قاطع مؤكداً أن كل أرض سورية ستحرر وستعود إلى كنف الدولة بالمصالحة أو بالعمل العسكري ولا يستثنى من هذا القرار منطقة ولن تثني سورية عن تنفيذ هذا القرار عوائق أو حجم تضحيات، وعلى هذا الأساس وهذا التأكيد قفزت مسألة الجنوب السوري إلى الواجهة نظرا لما تتمتع به من خصوصية مركبة يدخل فيها العامل الخارجي وتحديدا الأميركي والإسرائيلي بشكل واضح لا لبس فيه.
كانت أميركا قبل رسالة الرئيس وبعدها تتخذ من المواقف الوقحة والفجة وتحذر سورية من استعادة السيطرة على كامل مساحة أرضها في الجنوب مدعية أن المنطقة تخضع لنظام «وقف التصعيد» الذي تفسره أميركا بأنه حالة شبه دائمة تعطي الحصانة لمن دخل فيها وتحميه خارج أطر الدولة في شكل يهيئ البيئة للمس بوحدة البلاد، طبعا هو تفسير مغاير للفهم والقبول السوري الذي يرى في «خفض التصعيد» مرحلة انتقالية قصيرة يلجأ إليها من أجل الانتقال من حال القتال إلى السلام في ظل كنف الدولة، وهذا ما ترفضه أميركا التي تريد أن تبقي وجودها عبر أدواتها في سورية، وجودا قائما مؤثرا في قرار يتخذ في معرض تحديد المستقبل.
لقد بادرت الدولة، ووفقا لفهمها لمنطق «خفض التصعيد»، إلى وقف العمليات القتالية في محيط المنطقة المتفق عليه، وأيضاً وانسجاماً مع الغاية، عملت الدولة جاهدة من أجل تشجيع المصالحات وتسوية أوضاع المغرر بهم الذين حملوا السلاح ضد دولتهم ونقل من يرفض التسوية إلى خارج المنطقة لتسهيل عودة أجهزة الدولة لتقوم بدورها في خدمة المواطن.
بيد أن أميركا التي تريد إطالة أمد الصراع تدخلت بأكثر من أسلوب ووسيلة عبر أدواتها الإرهابية في المنطقة وأفشلت محاولات المصالحة ومنعت في بعض المناطق مجرد الحديث فيها، وكان سلوكها الإجرامي هذا مكملا لسلوكها العدواني الميداني الذي يستهدف المدنيين السوريين بطائراتها التي تسميها طائرات التحالف الدولي ضد داعش وهي الطائرات التي ثبت أنها تخدم داعش وتعتدي على السوريين وحلفائهم من مدنيين وعسكريين.
في المقابل، فإن الدولة سورية وكما تصرفت في الماضي وداست الخطوط الحمر الأميركية العدوانية، تدوس الآن وستدوس كل تحذير أميركي وخط أحمر أميركي يرسم أمام القوات السورية والحلفاء في الجنوب الذي لن يبقى بيد الإرهابيين ولن يكون نافذة تدخل منها ريح إسرائيلية سموم، بل سيعود إلى كنف الدولة كما وعد الرئيس الأسد بالقتال إن لم تفلح المصالحات التي أفشلتها أميركا.
الوطن