الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

خالد العبود يوجه النداء الاخير لأهله في حوران

خالد العبود يوجه النداء الاخير لأهله في حوران
وجه عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود نداءا أخيرا الى أهله في حوران, و قام العبود بنشر هذا النداء على صفحته الرسمية على الفيسبوك بعد العملية العسكرية الكبرى التي بدأها الجيشالسوري لتحرير درعا و المناطق الجنوبية من الميليشيات الإرهابية المسلحة.
وجاء في المنشور:
بسم الله الرحمن الرحيم..
يا أهلي في جنوب الخير والصمود والتضحيات، يا أهلي على اكتاف اليرموك وتشرين، يا أهلي على شرفات المجد والوطنيّة والبسالة، منذ فجر التاريخ حتى آخر صرخة طفل في مدرسة من مدارس “حوران” في وجه استاذه: “استاذ لويش ما عاد غنينا حماة الديار”؟!!!..
السلام على من اتبع الموت شهادةً فأصبحت في شرعه سنّة محمّديةً، دفاعاً عن وجوده وأرضه وعرضه..
السلام على كلّ من سقط له عزيز وغالٍ، السلامُ على من أكلت الحربُ عمره، وطحنتْ حياته، والسلام على كل منّ تشرّد وتهجّر وضاع في شتات الأرض!!!..
السلامُ على من سرقتُه عواصم الضوء نحو ظلمتها، كي تنتجه حطباً لا يصلح للحياة، ووزّعتُه على أرصفتها فائض إنسان!!!..
السلام على كلّ جنوبيّ سقط فداء ودفاعاً عن “حوران” التي عرفناها، “حوران” التي ربّتنا ورعتنا وارضعتنا حليب العزّة والنخوة والرجولة، عزةّ ونخوة ورجولة الحقّ، وليس الباطل والخيانة والعمالة والانبطاح والتبعية..
السلام على كلّ من افترش أحلامه فوق أرصفة الدول الأغنى، ظنّاً منه أنّه سينتقل له عدوى الغنى فاستفاق على مرض الحنين والشوق..
السلام على كلّ طفلة وطفل صدّقوا شاشات آبائهم فهتفوا “للثوار”، فاستفاقوا عليهم قطّاع طُرق وسارقي أعمار وخونة أوطان!!!..
السلام على أرواح من ذهبوا ضحايا جهل بعضنا، وضعف بعضنا، وعمالة بعضنا، وخيانة بعضنا!!!..
السلام على “ربع الكفاف الحُمر والعُكل ميالة”..
السلام على “ومن حوران هلّت البشاير..”..
السلام على “ومن مفرق جاسم للصنمين..”..
السلام على “حوران يا أمّ اليتامى..”..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد..
أدرك تماماً أنّها رسالتي الأخيرة قبل أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، وقبل ان تخرج الارض أثقالها، وأتمنى ألا تخرج هذه الاثقال المؤلمة، والتي أضحت ضرورة كي يعود الوطن واحداً متعافياً، وقبل أن يضع من شرّدنا وضيّعنا وقتلنا ودمر بيوتنا وسبى أعراضنا، قبل ان يضع طلقته الاخيرة في ظهورنا او صدورنا، فالامر اضحى سيّان عنده، لقد انتهى تماما من استعمال دمنا وجرحنا!!!!..
لا اريد في هذه اللحظات ان أدخل مع البعض منكم، في حساب من أخطأ ومن خان ومن قتل ومن ذبح ومن كان عميلا، ومن جعل من ظهره ودمه وروحه مطيّة للحقّ أو للباطل، فالتاريخ أبرع منّا جميعاً في أن يقول من كان هنا ومن كان هناك، عندها ليس بمقدور أيّ منّا ان يدّعي عكس منطق التاريخ..
يا أهلي في جنوب العزّة والمجد، في “حوران” التي لم تقبل يوماً أن تكون في صفّ لا يليق بتضحيات أبنائنا الذين لفحتْهم شمسها حتى غدوا قطعة خير منها، لا أريد اليوم أن ادخل معكم في جردة حساب، ولا اقبل ان توضعوا تحت سيفها، خاصة وأنّ رقاب بعض أبنائنا الذين ما زالوا مضَلَّلين في مرمى نار الدولة ومؤسستها، هذه المؤسسات التي ما زالت تحمي البلاد وتدافع عنها، في وجه مشاريع لا اعتقد ان عاقلا من بيننا لم يدرك ماهيتها وابعادها حتى اللحظة!!!..
إنّ جزءاً من دماء أبنائنا الآن تحت السيف، ولا أقبل أن أهدّد احداً فيكم، والامر كذلك، لكنني اريد أن الفت انتباهكم وأذكّركم، بأنّ من دفع جزءاً من أبنائنا واستغلّهم واستثمر فيهم، وأطلق عليهم صفة “الثوّار” الذين سيصنعون “الثورة”، “الثورة” التي سوف تأتي بالنعيم للبلاد والعباد، وترفع من شأن السوريين ويعمّ خيرها حتى يعمّ طوفانها بالخير كلّ المحيط واهله، هو من يفاوض على رؤوسنا اليوم، ودور الحكومة الأردنية ودور كيان الاحتلال وغيرهم من أنظمة السوء والبغي، كان واضحا وجليّاً!!..
هي ليست جردة حساب تحت النار أو سيف الموت القادم، لكنّها هامّة لبعضنا الذي ما زال مسلوب العقل والإرادة والقدرة على الرؤية، وهي واجبٌ علينا وحقٌّ للبعض منّا علينا، ونحن في هذه اللحظات العصيبة:
ألم يقولوا لكم اخرجوا “بثورتكم” ضد هذا “النظام” الذي يحمي “إسرائيل”، وصدّق البعض، وخرج فعلا ضدّ “نظام” يظنّه يدافع عن هذا الكيان الغاصب، فماذا كانت النتيجة أيها الأحبة، ماذا كانت النتيجة، النتيجة أنّ “الثورة” التي عوّلتم عليها أضحت جزءاً من كيان الاحتلال ذاته، وكلّ الاهداف التي كان يحلم بها هذا “الإسرائيلي” نفذّتها له “ثورتكم”، فالعلاقات كاملة والحدود مفتوحة والتعاون في اعلى مستوياته، علماً أنّ هذا “النظام” هو “النظام” العربي الوحيد، الوحيد، الذي ما زال كيان الاحتلال يضرب مؤسساته، ويدعم الفوضى فيه، ويحتل أراضيه، “والنظام” العربي الوحيد، الوحيد، الذي ما زال يقف في وجه هذا الكيان، ويمنع أيّ شكل من اشكال التطبيع معه..
هذا “النظام” كان بإمكانه أن يوقّع كما وقّعت مصر، وكما وقعت الأردن والسلطة الفلسطينية، وكان بإمكانه أن يفتح بوابة واحدة من البوابات التي فتحتها “ثورتكم”، من زيارات لكيان الاحتلال، أو أي تعاون كان، عسكرياّ أو اقتصاديّا أو تحت عنوان إنسانيّ، كي يصبح إلى جانب الأنظمة العربية التي تتغنّى بها “إسرائيل” اليوم، وتعبرها جزءاً من حلفها في مواجهة سورية وحلفائها!!!..
ألم يرَ بعضكم صور بعض أبناء “حوران” في مشافي الاحتلال، ألم تسمعوهم وهم يتغنون بالعلاقة مع “الإسرائيلي”، ويتّهمون دولتهم السورية، “نظامها”، بأنّه كان يمنعهم من التواصل واقامة علاقات طبيعية مع “إسرائيل”، ألم تسمعوهم، ألم تشاهدوا شاشات “فضائياتكم” وهي تتغنى باستقبالها “مسؤولين إسرائيليين”، ألم تنظروا كيف أنّ قيادات من “ثورتكم” كانوا يستعرضون خيانتهم ونذالتهم وخسّتهم ورخصهم أمام الكميرات جهاراً نهاراً، حتى أصبحت الخيانة وجهة نظر عندهم!!!!..
ألم يقولوا لكم بأنّ “الثورة” تاتي بالعزّة والمجد والكرامة، اين أصبحت كرامتنا اليوم، وقسم كبير منّا يضرب في أصقاع الارض، اين أصبحت عزّتنا، وقسمٌ من بناتنا تباع على ارصفة عواصم بعض دول “الأشقاء”، أين أصبح مجدنا اليوم، وقسمٌ ثالث من أهلنا وابنائنا يعيش لقيطاً وعالةً على المساعدات والمعونات والصدقات، في كلّ بقاع الدنيا!!!..
هم وعدوكم بالخير، وإذا بالخير كذبةٌ كبرى، ألم تستعملكم هذه الأنظمة التي كذبت عليكم كي تسترزق من وراء جوعكم وعُريكم وفقركم، وها هي اليوم ترفض أبناء “ثورتكم” أن يدخلوا إلى أراضيها، او حتى ان يقتربوا من حدودها؟!!!..
أيها الأحبة.. أيها النشامى:
اليوم نطلب منكم “الفزعة” الحقيقية، فزعة النشامى الذين لن تختلط عليهم الأمور، وإن كبى منهم البعض من هنا وهناك، لكنّهم عادوا واستفاقوا وفهموا “لعبة الدول الكبرى”، ومصالح أنظمة الظلام والتبعية والرجعية..
“فزعتكم” ليست من أجل أهداف بالية او من أجل أوهام كان البعض يعمل على تمريرها، كي يستفيد منها لجهة اهداف تعنيه ولا تعنيكم، تخدمه ولا تخدمكم، نريد “فزعتكم” لنحمي أرضنا وأرواح أهلنا النشامى من “حمايل” حوران جميعاً، لا نريد لأبنائنا ان يظلّوا لقمة سائغة بيد الآخرين الذين ورّطونا في هكذا لعبة ومؤامرة كبيرة!!!..
“فزعتكم” التي تخلّص رقابنا من أن تبقى تحت سيف الفوضى والخسّة والتبعية “لإسرائيل”، “فزعتكم” التي تعيدنا كما كنّا غيارى على بعضنا وعلى بلادنا وعلى اهلنا كلّ اهلنا السوريين، في كلّ محافظاتنا ومدننا وقرانا..
نحن أبناء حوران المجد والتاريخ، أحفاد “أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ”، لن نكون بوابة “للاسرائيليين” نحو ثرى سورية الطاهر، ونحن أحفاد “خالد وابي عبيدة بن الجراح” لن نكون لعبة بيد “العرش الهاشميّ”، عرش الذلّ والعار والخيانة والعمالة، ولن نرضى أن نكون تُبّعاً لأنظمة الرجعيّة أنظمة العار التي تبيع فلسطين اليوم كاملة “لترامب” و”نتنياهو”، ولن نكون ذيلا ذليلا “لمحمد بن سلمان” وباقي جوقة العفن التي باعت “القدس” وتبيع اليوم “كعبة” الله، وتسلّم كلّ بيت مال الأمّة وكلّ ما تملكه وما لا تملكه، لقوى طغيان الارض من اجل الحفاظ على عروشهم وكروشهم!!..
نحن، أيها النشامى، الغيارى على عرضنا وارضنا ودورنا التاريخيّ، ونحن من وقفنا درعاً لهذا الوطن العزيز، وخضنا معاركنا الكبرى، منذ “سرجون الثاني” حتى تشرين التحرير، نحن من كنّا بوابة العزّ والمجد لهذا الوطن الغالي..
أيها الاحبة..
لقد كان بمقدور جيشكم البطل، منذ الشهور الأولى للعدوان على هذا الوطن الغالي، أن ينهي ظاهرة التسليح والفوضى والعدوان على الدولة ومؤسساتها، هذه الظاهرة التي مهّدت لها وموّلتها وعملت على إعطائها المشروعية الكاملة دول العدوان، وعلى رأسها: “الكيان الصهيوني” و”الادارة الامريكية”، وكان بمقدور جيشكم العظيم ألا يُبقي مخبّراً من هذه البلدات والقرى التي أضحى بعض أبنائنا فيها عملاء للموساد “الإسرائيلي” ولكلّ استخبارات دول وأطراف العدوان، وهذا لم يعد خافياً على احد منّا جميعاً..
لقد كان بمقدور هذا الجيش البطل، الجيش العربيّ السوريّ أن ينهي هذه الظواهر، وهذه الخيانات، وهذا الدور الذي لا يشرفنا ان يلعبه احدٌ منّا، لكن سيادة الرئيس القائد بشار الاسد هو من رفض ذلك، وهو من حاول استيعاب أبنائنا، وهو الذي أعطى أوامره ألا تستباح هذه البلدات والقرى منذ اللحظات الأولى، وهو الذي حماها من ان تصبح “قاعاً صفصفا”، وهو الذي منح بعض أهلنا وأبنائنا ممّن تورّطوا ببيع أرضهم وأهلهم بالدولار للأعداء، منحهم إمكانية وفرصة التفكير والزمن الكافي لنا جميعاً كي يكتشف البعض منّا ما كان غير قادر على رؤيته منذ الايام الاولى، وهو الذي صبر علينا سنوات سبع ونيّف كي يتأكّد لنا كم كان بعضنا لعبة في يد الآخرين، وكي يتكشّف البعض الآخر منّا كم كان ساذجاً وبريئاً وهو يصدّق بعض السوريين الذين تصدّروا الشاشات دفاعاً عن “الثورة” و”الثوار”، وهو الذي تحمّل سوء بعضنا ودوره في اغتيال الوطن!!!..
صدّقوني أيها الأعزاء، صدّقوني، وقد خبرتم من أنا، بعد هذه السنوات الطويلة من العدوان علينا جميعاً، أنني لم أكذب عليكم منذ اللحظات الاولى، منذ اللحظة الأولى حين ناديت عليكم، غير أنّ آذاننا لم تكن هنا وإنّما كانت هناك، حيث أراد لها المراهقون والصبيان والمنتفعون والمهرّبون والمهرّجون وحشّاشو السفارات وأروقة المخابرات..
لم أكذب عليكم يا أهلي وعشيرتي وعزوتي، لم اكذب عليكم يوماً، ولن اكذب عليكم اليوم، في واحدة هي هامة، وهامة جدّاً، وهي ليست من عندي خالصة، وإنّما هي من سيادة الرئيس الابن البار لكم وبكم، أنّ هذا الوطن وطننا جميعاً، وأنّنا مدعوون جميعاً للدفاع عنه من جديد، والقضاء على بؤر الفوضى فيه، والنهوض الذي يخدم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وأنّنا مسؤولون عنه وفيه، وأنّ أهم انتصار يمكن أن نحقّقه بالحفاظ على هذا الوطن عزيزاً حرّاً كريماً، بتخليصه سوية من الفوضى والتبعية والاحتلال..
أنتم مدعوون جميعاً للوقوف إلى جانب جيشكم الذي دافع عنكم ويدافع عنكم، وادرك أنّ بعضكم لا يريد ان يصدّق هذا الكلام، وأقسم لكم بالله الواحد الاحد، أنّه لولا هذا الجيش البطل، لولا هذا الجيش العظيم، لكان “الجيش الإسرائيلي” قد دخل بلدات وقرى ومدن الجنوب كاملة، وداس على رقابنا جميعاً!!!..
أنتم مدعوون اليوم للوقوف إلى جانب مؤسسات دولتكم التي أسّس لها عرقكم وجهدكم وتضحياتكم الكبرى، فكيف تقبلون أو تسمحون لأطراف إقليمية بعينها أن تمنّ عليكم بمساعدات من هنا وهناك، عودوا الى سهولكم الآمنة، وإلى مزارعكم التي كانت تغلّ بالخير على كثير من ربوع هذا الوطن الغالي، عودوا إلى أمانكم واطمئنانكم، عودوا إلى ذاتكم..
كلّ من دخل داره فهو آمن منتصر، وكلّ من دخل داره من اجل داره وأهله فهو في حماية “بشار الأسد”، كلّ من دخل داره وألقى سلاحه فهو في حماية الجيش العربيّ السوريّ، وكلّ من دخل داره فله ما لنا وعليه ما علينا!!!..
ابصقوا في وجوه من ضحكوا علينا، وكلّ الذين باعوا واشتروا فينا، ابصقوا في لحاهم نظاماً نظاماً، ودولة دولة، وادفعوا عنّا الدم، لم نعد نريد دماء أو موتاً، ولا تقبلوا أن يستمر الأعداء بالصعود على دمائنا انتصارا لقضاياهم واهدافهم!!!..
افسحوا المجال لأبنائكم أن يعودوا إلى جامعاتهم وإلى مدارسهم، واسمحوا لهم أن يغسلوا ثوب العار الذي ألبسهم إياه البعض منّا، وافسحوا لهم أن يمارسوا حياتهم الطبيعية بدون عقدٍ زجّهم فيها البعض منّا أيضاً، وافتحوا الطريق للبعض منهم كي يزيّن جبينه بنسر الوطن، لا أن يبقى يلتحف الجوع والخوف والقلق ويصادق الغربان، أعيدوا توقيت الوطن جامعاً لنا جميعا، وانسوا تواقيت العواصم الأخرى وحساباتها، دعونا نتقي الله فيمن لم يأتوا إلى الحياة بعد، أولئك الذين ينتظرون غدهم، وأقيموا الصلاة لوجه الله والوطن، وليس لوجه عبدة المال وناهبي الأوطان!!!..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ابنكم خالد العبود..
حوران: 23 / 6 / 2018