الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الناتو كحبر على ورق وأنواع اللحى حول ترامب

الناتو كحبر على ورق وأنواع اللحى حول ترامب
إيفين دوبا
تلك العلاقة القائمة بين دول حلف شمال الأطلسي تبدو الآن من قش وبعض لحائف الشجر، كل شيء واهن وضعيف، والثقة المتبادلة أمر قديم أكل عليه الزمن وشرب، فأمريكا التي تقود ذلك الحلف منشغلة بمشكلاتها ومصالحها التي تكاد تعدلها من هنا حتى تهتز من هناك، وفي ذات الوقت فلا يبدو على لسان واشنطن أي تمني للخير لبقية الحلفاء، بل على العكس، الرغبة بعصرهم وحلبهم قدر الإمكان.
قبل أشهر عرض دونالد ترامب خدمات الجيش الأمريكي للإيجار وكأنه شركة أمنية من درجة متأخرة، وأوضح بصفاقة ودون مواربة أن جيش بلاده لا ضير لديه في أن يعمل كمرتزقة في أغلب الأحوال والأماكن، أما الآن فهو مستعد لبيع وجود بلاده في الناتو لأكبر سعر أو مصلحة يمكن أن يحصل عليها هو شخصياً، لم يعد يعني رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون العلاقات داخل الناتو على خير ما يرام، ما يعنيه الآن هو كيف يمكن أن يحصد مزيداً من الضرائب من الشعب الأمريكي دون أن يسمع منهم التأفف، والشتيمة.
سمع العالم كله دونالد ترامب وهو يدق بعض الأسافين في لحم العلاقات الأمريكية الغربية، وسمعه أيضاً وهو يمارس النميمية على حظوظ شركاءه الغربيين في الدول السبع، وسمعه أيضاً وهو يتمنى زوال «النعمة» التي حرم منها فذهب إلى تويتر ليقوم بتبويس لحى دفاعي الضرائب والمزارعين الأمريكيين، ليضحك على لحية الخزينة الأمريكية على أمل أن يستطيع الجلوس في حضن الاقتصاد الدولي بطريقة تمكنه من نتف لحيته حتى آخر شعرة.
دونالد ترامب لا يتصرف كرئيس دولة وهذه فهمناها، لكن المشكلة أن الحسد الشخصي وما إلى هنالك بات يمثل مزاجاً سياسياً على الولايات المتحدة كلها أن تعتنقه وتعمل وفقه، وإلا فإن نوبات الصرع والغضب التي تعتري الرئيس الأميركي سيعاني منها جميع من حوله من حلفاء حتى السيطرة عليها وعلى آثارها وتهدئة الموقف حتى ينام رئيس أمريكا على سرير المرضى العقليين، وإلى ذلك الوقت وكل مرة ستنشب مشكلات ويعلو الصراخ قبل أن يتمالك الجميع أنفسهم، ويخرجوا ليبدؤوا الثرثرة والكلام الفارغ على أنه قمة اقتصادية.
بهذا الشكل، قام ترمب بتوبيخ هيبة الدول السبع وبلاده معا، وحتى لو تم سؤاله عن الأمر فإنه لن يبدو كمتعقل لما يحصل كثيراً، لا ينبغي المراهنة عليه في كل الأحيان والجميع بات على حذر وتحسب حتى من أقرب حلفاءه، إلى الدرجة، التي أصبحت معه فيها الولايات المتحدة مثيرة للملل.
عاجل