الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الجيش السوري يفتح محاور درعا: عزل الريف الشرقي يقترب

الجيش السوري يفتح محاور درعا: عزل الريف الشرقي يقترب
فتح الجيش السوري محاور جديدة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، واضعاً المسلحين بين كماشة تقدمه انطلاقاً من اللجاة نحو الجنوب، ومن مدينة درعا غرباً. أما محور بصرى الشام، فالجيش في انتظار إشارة الانطلاق
تسير معركة استعادة الجنوب السوري من قبضة الجماعات المسلحة، وفق الخطّة المرسومة من قبل القيادة العسكرية السورية وحلفائها، وسط حشد عسكري لم تشهده محافظات الجنوب منذ بدء الأزمة السورية. الجيش أنجز حتى فجر أمس ما يمكن اعتباره المرحلة الأولى بتحرير قرى بصر الحرير ومليحة العطش وفتح طريق السويداء ــ إزرع (شرق أوتوستراد دمشق ــ درعا)، ليطلق بعد ظهر أمس المرحلة الثانية من الهجوم، بفتح محاور شرق وجنوب مدينة درعا باتجاه مخيّم النازحين الفلسطينيين وسجن غرز، ومنها إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وفي غضون الـ72 ساعة المقبلة، يطلق الجيش هجوماً واسعاً على مدينة بصرى الشام، أكثر قرى ريف درعا الشرقي رمزيّةً (سيطر عليها المسلحون في آذار 2015)، ومن جنوبها إلى ما يسمّى بالطريق الحربي، عازلاً بذلك الريف الشرقي للمحافظة بكامله عن الحدود الأردنية ومنافذ التهريب وخطوط الإمداد نحو البادية الشرقية لمحافظة السويداء، وامتداداتها.
تشير المعلومات إلى أن إبطع وداعل ستشهدان تظاهرات للمطالبة بخروج المسلحين
قبل انطلاق الهجوم والتمهيد المدفعي والجوّي الأسبوع الماضي في قرى اللجاة والمناطق المحيطة بها، حاول ضباط مركز المصالحة الروس في حميميم وضباط الاستخبارات السورية ووسطاء المصالحة، إقناع مسلحي بصر الحرير وقرى اللجاة بعدم مواجهة الجيش وتسليم القرى، إلّا أن بعض الفصائل مثل «عمود حوران»، التي تعدّ أقوى فصائل الجنوب، قرّرت المواجهة، فيما فضّل عدد كبير من مسلحي «ألوية العمري» نقل البندقية إلى خندق الجيش، مع تراكم خلافاتها السابقة مع فصائل الجنوب. إلّا أن المواجهات مع القوات السورية، اضطر الجيش إلى حملة تمهيد ناري كثيفة من الجو والمدفعية، ما لبثت أن انهارت أمامها خطوط دفاع المسلحين فجر أمس، لتنطلق وحدات المشاة وتسيطر على بصر الحرير وبعدها مليحة العطش، ثم بلدة ناحتة مع ساعات بعد الظهر. وبحسب المعلومات، فإن من تبقّى من المسلحين اتجه نحو قرى الريف الشرقي الوسطى، الحراك والكرك والغارية الشرقية والغربية، إضافة إلى بصرى الشام، في محاولة إلى إعادة التموضع والاستعداد لمواجهة قوات الجيش.
ومّما لا شكّ فيه، أن الإحباط يسيطر على قادة الفصائل التي كانت تعمل بإدارة غرفة «الموك»، وأبرزها «فلوجة حوران»، «شباب السنة»، «أسود السنة»، «جيش اليرموك»، «لواء شهداء الحرية ـ الحراك»، «درع الجنوب»، و«جيش الثورة»، بعد أن دعتهم الاستخبارات الأردنية قبل يومين إلى اجتماع على عجل في عمّان، وجرى إبلاغهم بعدم إمكانية تقديم دعم لهم مع نصائح بالحفاظ على المواقع الحالية وعدم المبادرة إلى الهجوم على الجيش بانتظار المفاوضات السياسية بين الروس والأميركيين، وبين الأردنيين والسوريين. وبحسب المعلومات، فإن الفصيل الوحيد الذي حصل على دعم من الذخائر هو ما يسمّى بـ«فوج المدفعية والصواريخ» الذي يقوده المدعو أبو سيدرا، إلّا أن مشاركة «الفوج» لم يظهر لها أثر، وسط القوة الجويّة الحاسمة التي يتعامل بها الجيش مع مرابض مدفعية المسلحين ويمنعها من إطلاق النيران اتجاه قواته. أما أحمد العودة، قائد ما يسمى «فرقة شباب السنة»، وهو أحد أبرز رجالات «الموك» في الجنوب، فقد عمد إلى نقل عائلته إلى الأردن، ويمضي أوقاته في الشمال الأردني أكثر مما يتواجد في بصرى الشام، حتى أنه غاب عن العرض العسكري الأخير الذي أجرته الفصائل في مسعىً منها لاستعراض قوتها أمام الجيش السوري. وبحسب المصادر العسكرية، فإن استعدادات مسلحي بصرى الشام للمعركة «جيّدة»، لكنّها لن تصمد ساعات أمام قوات الجيش التي اتخذت أماكنها على طول خط الجبهة للإطباق على البلدة من ثلاث جهات، بعد عمليات تمهيد نارية تبدأ في الساعات المقبلة وقد تمتد لأيام، ما يجعل التقدم البري أمام القوات سهلاً.
الجيش السوري يفتح محاور درعا: عزل الريف الشرقي يقترب
*اضغط الصورة للتكبير
إصرار بعض الفصائل على القتال، لا ينعكس على أهالي القرى، الذين يفضّلون خروج المسلّحين من بلداتهم ودخول الجيش إليها من دون قتال، لا سيّما بلدة الكرك، التي بدأ عدد من الوجهاء فيها مساعي لتجنيبها المعارك المقبلة، كما من المتوقع أن تحذو الغاريتين حذوها، مع اقتراب الجيش منها. وفيما يلتحق عدد من المسلحين بما يسمّى بـ«لواء العشائر» المدعوم من الاستخبارات الأردنية، وهدفه منع دخول أي مجموعة مسلّحة إلى الداخل الأردني وينتشر من جنوب بلدة ذيبين شرقاً إلى معبر نصيب غرباً، استمر الأردنيون باغلاق الحدود أمام النازحين وجرحى المجموعات المسلّحة، ما زاد من الضغط على الفصائل، التي لم تعد تجد ملاذاً آمناً لها.
ويستكمل الجيش اليوم تقدّمه جنوباً في الريف الشرقي، مع فتحه محاور اشتباك جديدة من الريف الغربي للسويداء، قاطعاً بذلك طرق إمداد المسلّحين ومقطّعاً المساحة الخارجة عن سيطرته إلى مربّعات يسهل السيطرة النارية عليها وتعيق أي حركة للفصائل المسلّحة.
وعلى جبهة مدينة درعا، سرعان ما بدأ الجيش أمس تمهيده الناري باتجاه الشرق والجنوب، لاستعادة أهم المواقع، سجن غرز وصوامع الحبوب، التي يشرف منها على الحدود الأردنية وعلى معبر نصيب الحدودي، ليستكمل بذلك قطع خطوط إمداد المسلحين وطرقهم بين الريفين الشرقي والغربي، بعد حملة تمهيد ناري على مواقع المسلّحين في درعا البلد ومخيّم النازحين الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، يستعد الجيش خلال الأيام المقبلة، لبدء التمهيد الناري على مواقع المسلّحين في الريف الغربي، لا سيّما قرى «مثلّث الموت» ومن محاور قرى الجيدور، إبطع، داعل، إنخل، ثمّ نوى. ويضع الجيش نصب عينيه، استعادة السيطرة على تل الحارة الذي يربط ريف درعا الغربي بريف القنيطرة الجنوبي الشرقي، والذي كان في ما مضى مقرّاً استراتيجياً للقوات السورية ومحطّة إنذار مبكر مزوّداً بأحدث معدات الاستطلاع الروسية. ومع الحشد العسكري الكبير في المنطقة، عاد الوجهاء في قرى الجيدور إلى فتح خطوط الاتصال مع الدولة السورية، بغية تجنيب القرى المعارك القاسية، وبحسب المعلومات، فإن قريتي إبطع وداعل ستتحرّكان قريباً ضد المسلحين وتشهدان تظاهرات للمطالبة بخروجهم منها، فيما لا تزال فصائل نوى تبثّ الرعب في قلوب الأهالي وتعمل على تخويفهم من الجيش، مع ارتفاع الأصوات المطالبة بالتسليم من دون قتال.
المعركة في الريف الغربي قد تفتح الباب أمام ردّ فعل إسرائيلي
غير أن الريف الغربي، وارتباط بعض فصائله بالعدو الإسرائيلي، تسليحاً وإمداداً ودعماً مالياً، يفتح الباب أمام ردّ الفعل الإسرائيلي مع تقدّم الجيش، لا سيّما «أبابيل حوران» في جاسم و«لواء الفرقان» و«فرسان الجولان»، مع المعلومات عن تزويد العدو الإسرائيلي هذه الفصائل بصواريخ مضادة للدروع لوقف تقدّم الجيش.
وتقسّم مصادر أمنية رفيعة المستوى مسلّحي الجنوب إلى ثلاث فئات: الذين يتواصلون مع الجيش لتحقيق المصالحة وتقديم السلاح، الذين سيكون مصيرهم الترحيل إلى إدلب، وبالفعل بدأت بعض الجهات تعدّ لوائح إسمية لرافضي المصالحة، إلا أن المصادر الأمنية اكتسبت خبرة من مفاوضات الغوطة وغيرها، لذلك تلجأ إلى تخفيض الأعداد التي يقدّمها هؤلاء. والفئة الثالثة على ما تقول المصادر لـ«الأخبار»، تنقسم إلى فئتين، الأولى سيكون مصيرها الموت، والثانية الفرار إمّا إلى الأردن أو السعودية، حيث يقوم بعض كبار قادة الفصائل بتجميع الأموال التي حصلوها طوال فترة الأزمة والتواصل مع جهات في المملكة لاستقبالهم.
فراس الشوفي – الأخبار