ادلب تحت النار قريباً .. بغطاء دبلوماسي تركي متفق عليه !
مصطفى أبو مريش
سارعت تركيا في الأونة الاخيرة من تثبيت وجودها العسكري والسياسي في الشمال السوري بعد شعورها بالخطر الأميركي الكردي على حدودها الذي بات يهدد عرش اردوغان وحزبه الحاكم، واعتمدت في التدخل العسكري على الفصائل الإرهابية المرتبطة بها بشكل مباشر وذلك بغية كسبها الرأي العام ومنح مناطقها في سوريا غطاء حماية دبلوماسية دولية بوجود فصائل معتدلة حسب تصنيفها.
حيث كانت عملية مدينة عفرين التي تمت في شهر أذار من العام 2018 أبرز عملياتها في سورية وأهم عملياتها العسكرية ضد الأكراد منذ اعلان الحرب عليهم.
بالنظر الى الأطماع التركية في محافظة ادلب نجد بأن لا يوجد لها أي هدف عسكري أو موقع استراتيجي فيها وهنا تكمن المخططات التركية في ادلب: ما هو الهدف العثماني فيها ؟ وما هو مصير النقاط الاثني عشر ؟
تركيا تعلم علم اليقين بأن القوات الحكومية السورية ستستعيد السيطرة على الحدود وإعادة هيكلة سورية كما كانت عليه سابقاً قبل مشروع الربيع العربي.
ولهذا السبب تركيا لا تريد اعادة الكرد الى ما كانو عليه وتسعى لجمع سكان سوريين من العرب تحت ولايتها لنقلهم وتوطينهم شمال سورية على الحدود الممتدة من شمال حلب الى الحسكة والقاملشي وتكون قد ضيقت الحصار أكثر على أكراد تركيا المنتشرون في جنوبها الشرقي بمقدار 21 مدينة أهمها ديار بكر بالأضافة الى عزلهم عن كرد العراق.
ولهذا السبب تركيا اتخذت من محافظة ادلب وشمال حلب ملجئً لتجميع مؤيديها من السورييين بالإضافة الى استغلالها اللاجئيين في الانتخابات الرئاسية والإعانات الدولية حيث خصص لهم في العام 2015 ( 3.2 مليار دولار شهرياً ) مقدمة من الاتحاد الاوروبي بعد تهديد اردوغان لهم بفتح الحدود للسوريين أمام اوروبا.
وتسعى تركيا الآن الى تصفية الفصائل التي تعتبرها غير راضية على مشروعها الديمغرافي بين الكرد والعرب السوريين>
بالمتابعة للوضع الميداني والعسكري الأخير في سوريا سنلاحظ بأن الخط الأحمر التركي الأميركي البريطاني انتهى في سورية وبأن القوات السورية أصبحت قادرة السيطرة على أي مدينة تتوجه اليها ببضع أيام فقط وبقرار محلي متخذ من سورية ذاتها دون أي موافقة دولية كانت.
“الشمال سيعود”
وفي تصريح للرئيس بشار الأسد على قناة NTV الروسية منذ أيام عن الوضع في الشمال السوري قال “سنستعيد شمال سورية بالقوة” مشيراً بذلك الى قرار الدولة السورية ومن خلفها الحلفاء أن الشمال السوري لن يعود الا بالنار كما سلبه التركي
وميليشياته من أرضنا.
وتتوجه الأنظار السورية حالياً في ظل استمرار تساقط البلدات في الجنوب السوري الى محافظة ادلب وما يحيطها من بلدات تسيطر عليها الجماعات المسلحة والتي يرأسها تنظيمي “داعش والنصرة” المرتبطيين بالقاعدة .
وبحسب ما هو متوقع خلال الأيام القليلة القادمة فقد تبدأ معركة كبرى في الشمال السوري والذي سيكون بنفس الوقت مبتغى تركي لضم اعداد كبيرة من السوريين العرب على حدودها ونقلهم الى مناطق نفوذ القوات الكردية على الحدود السورية التركية.
المصدر: دمشق الآن