هل فشلت النسخة السورية من شارع الأكل؟
“تلحق بك رائحة الطعام المنبعثة من الأطباق في الهواء الطلق وتدفعك لتدخل الشارع وتتعرف عليها عن كثب”، يقول محمد بارافي أحد زوار فعالية “شارع الأكل” بدمشق في يومها الأول، ويضيف، “شوارع الطعام منتشرة في عدة دول حول العالم، وطبّقت لأول مرة في سورية هذا العام، مايعتبر تقدماً جيداً”.
المغريات التي جذبت محمد إلى شارع الأكل، تبددت مع المفاجأة الأولى المتعلقة بالتنظيم، كون الافتتاح تأخر حوالي الساعتين عما هو مقرر في اليوم الأول، قائلاً لـ”الاقتصادي”: “هذا جعلنا نضيّع بعض الوقت ضمن مهرجان الشام بتجمعنا، ريثما تجهز المطاعم”، والمفاجأة الثانية كانت بالأسعار المرتفعة للسندويش وغيره.
ورغم الإعلان قبل أسبوع من فعالية شارع الأكل بأن الدخول سيكون مقابل قسيمة سعرها 500 ليرة سورية للكبار فقط، إضافة إلى 200 ليرة لدخول “حديقة تشرين” التي تحتضن المهرجان، إلا أن البعض لم ينتبه لذلك، حيث صدمت بعض العائلات بالتكاليف المترتبة على الزيارة، فالعائلة المكونة من أم وأب وطفلين فقط على سبيل المثال، ستضطر لدفع 2,800 ليرة تكلفة دخول فقط.
زيد عجلاني، مدير ” وكالة سوشلها الإعلانية ” وأحد منظمي الفعالية، أكد لـ”الاقتصادي” أن سبب تسعير الدخول إلى شارع الأكل بـ500 ليرة هو تفادي ما حصل في ” معرض دمشق الدولي ” عندما تم الإعلان عن طعام مجاني، وتسبب الأمر حينها بإغلاق طريق المطار كاملاً، فضلاً على التأكد من أن الزائرين يدخلون لتجربة الأصناف المقدمة وليس لإضاعة الوقت فقط.
وشهدت الدورة الماضية من معرض دمشق الدولي، عرض موائد طعام مجانية للزوار متضمنة الفلافل والبطاطا والعوامة والعصير والقهوة والإندومي، على مساحة 4 آلاف متر، لكن إقبال زوار الكبير الذي أصاب جناح التذوق أدى إلى إغلاقه بعد نصف ساعة من الافتتاح، ثم جرى إعادته مجدداً بعد إيقاف التذوق المجاني للبوظة والسندويش وأشياء عديدة أخرى.
وبموجب القسيمة البالغ ثمنها 500 ليرة يحق للزائر شراء طعام مقابلها، أو خصمها من ثمن ما يطلبه، كما أنه من خلال الـ200 ليرة التي سيدفعها الشخص لدخول حديقة تشرين سيكون بإمكانه الدخول إلى السينما وحديقة الحيوان والسيرك وجميع الفعاليات المقدمة ضمن المهرجان، حسبما أضافه عجلاني.
ارتفاع أسعار الطعام في شارع الأكل، اعتبره البعض منطقياً كون أسعار بعض المحلات المشاركة بها هي بالأساس مرتفعة، ولم تختلف في الفعالية، لكن البعض الآخر اعتبره لا يتناسب مع جميع طبقات المجتمع، حيث سيضطرون لدفع 10 آلاف ليرة وسطياً إذا كانوا عائلة كاملة.
ونفى عجلاني ارتفاع الأسعار ضمن الشارع، مبيّناً أن العديد من المحلات قدمت عروضاً على مأكولاتها، في حين أن محلات أخرى بقيت أسعارها كما هي، ضارباً مثال “محل فيستا” والذي يقدم أي سندويشة دجاج مقابل 500 ليرة، نافياً وصول سعر الشاورما إلى 1,500 ليرة كما روّج له البعض، قائلاً إن الشاورما تباع بـ500 ليرة والفلافل بـ250 ليرة.
آلاء، إحدى زائرات الفعالية تقول إنها كانت متحمسة جداً لزيارة الشارع والتعرف على الأكلات الشرقية والغربية التي ستقدم، لكنها ترددت بعدما سمعت بأن السندويش أحجامه صغيرة وأسعاره مرتفعة.
وبحسب عجلاني فإنه يوجد فعلاً نصف سندويشات لكن حسب طلب الزائر، حتى يتمكن من تذوق أكثر من صنف، لكن أسعارها أقل من أسعار السندويشات العادية أو الوجبات الكاملة، إذ إن هناك سندويشات صغيرة بـ500 ليرة و700 ليرة، وبالتالي فسعرها مختلف عن سعر السندويش بحجمه العادي والذي تبلغ وسطياً بين 1,000 و1,200 ليرة، كما يوجد وجبات صينية تقدم بـ1,500 أو 2,000 ليرة، معتبراً الأسعار منطقية.
ورغم التعليقات والمنشورات الهجومية التي واجهت الفعالية بتجربتها الأولى، إلا أن عجلاني اعتبر إقبال الناس جيداً جداً، داعياً الجميع لزيارة الفعالية ومعاينة الأسعار عن قرب بعيداً عما يشاع عنها، وبيّن أن ليس إقبال الناس وحده الجيد، وإنما المطاعم المشاركة أيضاً، حيث وصل عددها إلى نحو 27 خيمة مع ورود عدة طلبات يومياً للمشاركة بحسب مدير سوشلها.
وحول أسعار آجارات الخيم، كشف العجلاني عن بلوغها 200 ألف ليرة أسبوعياً للخيم ذات الواجهة الواحدة، و250 ألفاً للواجهتين، أما الثلاث واجهات فهي 350 ألفاً، مع تقديم عرض للمحلات المشاركة لمدة شهر كامل بمنحها أسبوعاً مجانياً، مرجعاً آلية تسعير الخيام إلى سعر الخيمة وتمديدات الكهرباء والإنارة والمياه والصرف الصحي، والكراسي التي تم تفصيلها، والمبيدات الحشرية وأجهزة طرد الحشرات والحيوانات الأليفة المستخدمة خلال الفعالية.
وتنظم ” وكالة سوشلها الإعلانية ” وشركة بي أوردر “Beeorder”، شارع الأكل، لتكون النسخة السورية من الفعالية المنتشرة في بلدان مختلفة حول العالم مثل الصين والهند وألمانيا ومصر ولبنان وغيرها، لكن الفرق أن الدخول إليها في تلك الدول يكون مجاناً.
الاقتصادي