الطائرات المسيرة خطر يهدد التواجد الروسي في سورية
يواصل الجيش العربي السوري تحقيق الإنتصارات تلو الأخرى على المجاميع الإرهابية وخاصة على الجبهة الجنوبية ومحيط محافظتي درعا والسويداء ورغم كل الإنجازات التي تحقق فما زالت تجري في هذه المنطقة معارك طاحنة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وبين ما تبقى من المجاميع الإرهابية التي لم تقبل الصلح أو الإستسلام من جهة أخرى وتتعامل بطريقة نصب الكمائن للجيش السوري ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوفه لكن ليس كما تدعي المجموعات الإرهابية التي تهول وتحاول وضع الجيش السوري المنتصر في موضع الضعيف أو الغير قادر على التعامل معها.
على الجانب الآخر لم تسلم مراكز تواجد القوات الروسية من الإعتداءات حيث أسقطت أمس أنظمة الدفاع الجوي في قاعدة حميميم عدة طائرات مسيرة كانت في طريقها نحو القاعدة لتنفيذ هجوم مباغت ، لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض قاعدة حميميم لمثل هذه الإعتداءات فقد تم الإعتداء عليها في الثامن من كانون الثاني من هذا العام وبعدها في الرابع والعشرين من شهر نيسان من العام الحالي أيضاً سبقها في نهاية عام 2017 أيضاً قصف بالصواريخ من مناطق محافظة إدلب ، إتهمت روسيا حينها أفراداً محلّيين بتنفيذ هذا الهجوم حسب ماسمتهم ، واليوم يتكرر هذا المشهد ومازالت روسيا لا توجه الإتهام رسمياً لحكومات أو دول تقدم هذه الطائرات للمجموعات الإرهابية المسلحة بل تساعدهم أيضاً في تسييرها عبر أنظمة التحكم الفضائي.
كيف يرى الخبراء العسكريون الإستراتيجيون السورييون هذا الإعتداء من وجهة نظرهم؟
هل يستطيعون أن يسموا هذه الحكومات والدول التي تقف وراء هذه الإستفزازات على خلاف الحذر الذي يتخذه الجانب الروسي ويكتفي بالتلميح؟
ماهي الرسائل التي تريد هذه الدول إلى روسيا من خلال ماتقوم به من دعم فاضح للإرهابيين وتنفذ إستفزازات ضد الدولة حلفاء روسيا بيد الإرهابيين ذات أنفسهم؟
ماهو الوضع الحالي على الجبهة الجنوبية وماهي حقائق مايجري هناك؟
ما حقيقة تعرض الجيش السوري لهجوم في منطقة تل الأشعري بدرعا؟
أندريه كوشكين ، الخبير في العلوم السياسية والشأن العسكري رئيس قسم العلوم السياسية وعلم الإجتماع في جامعة بليخانوف الإقتصادية الروسية علق على هذه التطورات بشكل صريح ولكن دون أن يسمي دولاً بعينها قائلاً:
نحن أصبح لدينا خبرة في كشف الطرق والأساليب التي يستخدم فيها الإرهابيون الطائرات المسيرة بدون طيار ، وهم يحاولون تمويه ما يقومون به ويتعاملون مع هذه الطائرات بشكل يظهر أن تصنيعها تم بشكل مستقل. في حقيقة الأمر هذه عمليات مخطط لها بدقة وبدعم من حكومات فعلية متطورة إقتصادياً و تملك القدرة على التحكم بمثل هذا النوع من الطائرات من خلال أنظمة “جي بي أس” من أجل تحقيق أهدافها في تنفيذ عمليات عدائية ضد قواعدنا العسكرية في سورية.
بنفس الوقت لايوجد أدنى شك بأن قواتنا المسلحة المتواجدة في سورية جاهزة لمواجهة مثل هذه الإعتداءات والإستفزازات وقادرة على التعامل معها ،اليوم كل العالم مقتنع بأن مثل هذا النوع من الطائرات المسيرة لايشكل خطراً حقيقياً كارثياً بالنسبة للقواعد العسكرية الروسية.
من جانبه الخبير في قضايا التوازن الإستراتيجي والإقتصاد العسكري اللواء الدكتور سهيل يونس
وافق إلى حد كبير على ما جاء في تعليق الخبير بالشأن السياسي والعسكري أندريه كوشكين من حيث قدرة أنظمة الدفاع الجوي السوري ، والروسي في القواعد الروسية العسكرية على التصدي لمثل هذا النوع من الإعتداءات والقدرة على التعامل معها بشكل دقيق وفي الوقت المناسب والتي لاشك هي خطيرة، وكذلك الأمر قلل اللواء يونس من أهمية ومن خطورة هذه الطائرات التي هي أقرب إلى الألعاب والتي تم إسقاطها في محيط قاعدة حميميم العسكرية مع الأخذ بعين الإعتبار تناسب خطورتها في المستقبل مع عمليات تطويرها.
وأردف اللواء يونس
“هذا النوع من الإعتداءات بمثل هذه الطائرات يمكن أن يشكل خطراً في مرحلة قادمة وخاصة أنها تحظى بدعم دول متقدمة عسكرياً وتقنياً ولها قدرات في هذا المجال وفي مجال التحكم الإلكتروني عن بعد، ما يدال على ذلك هو إذا ماتفحصنا إحدى الطائرات التي تم إسقاطها في محيط قاعدة حميميم والتي يعتقد أنها صناعة بريطانية نرى أنها تعمل يتقنيات متطورة من حيث القدرة على التوجيه والقدرة على حمل السلاح، ولكن بالمقابل الجاهزية العالية للدفاع الإلكتروني في قاعدةن حميميم وقبلها في القواعد السورية تصدت لهذه الطائرات عدة مرات وأسقطتها، وبالتالي أعطت رسالة للخصوم في الدول الغربية بأن مثل هذا الدعم وغيره للمجموعات الإرهابية المسلحة وبهذا الشكل سيكون له عواقب وخيمة”.
أما فيما يخص الحرب الدائرة في المنطقة الجنوبية يقول اللواء يونس:
“الجيش العربي السوري يحكم السيطرة بشكل كبير على جميع المناطق التي يصل إليها ، وكل ما يجري من حديث عن كمائن أو الحديث الملفق عن ما تحققه المجموعات الإرهابية المسلحة غير واقعي في مثل هذه الحرب التي تستمر لأكثر من سبع سنوات ومثل هذا الكمين لن يؤثر على هذا الصراع ومقيايس الخسائر في أي حرب هي مقياس نصر وأيضا القدرة على تحمل الخسائر هي مقياس قوة ، وسورية أثبتت للعالم كله مقياس جديدة في علم الحروب وفي القدرة على الصمود وتحمل الخسائر والقدرة على العيش في الحد الأدنى ، وهذا الكمين أقل من معركة ولايعني إلا أن الطرف الآخر خائن غدار لايتقيد بأي معيار من معايير الحروب ، والجانب الروسي كان مستهدفاً أيضاً في هذا الكمين.”
وأضاف اللواء يونس
“درعا لها موقع إجتماعي وجغرافي مهم في الخارطة السورية وكانت دائما حصناً منيعاً في وجه الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ، أنضجت في درعا وعياً سياسياً وطنياً بين الشباب وسكان المنطقة وتميزت المنطقة بإرث حضاري وطني مميز تجلى في الفترة الأخيرة بسعي شعبي واعي واسع للعودة إلى أحضان الوضن ، لكن المشكلة الأساسية في درعا هي قربها من إسرائيل وأهميتها الكبيرة في المشاريع الغربية والكل يراهن على حجرة القبان التي ستسقط هذا المشروع بالكامل بسبب قربها من إسرائيل ، هناك سعي شعبي لإنضاج المصالحة وهناك إتصالات معنا من أهالي درعا، قالوا لنا بأنهم لايريدون أي مصالحة مع المجموعات الإرهابية المسلحة وأصبحوا مقتنعون تماماً بفشل هذا المخطط في سورية وسيفشل مخططهم في هذه المنطقة وبعد الإنتهاء من هذه الجبهة سوف يتم التوجه للتعامل مع الجبهات الأخرى وأولها إدلب”.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم/ سبوتنك