بعد هدوءٍ حَذِر.. هل تشتعل جبهة اللاذقية؟
عبير محمود
تعود أحداث ريف اللاذقية لتثيرَ مخاوف الأهالي في إمكانيّة اندلاع معارك خلال الفترة القريبة، وذلك بعد عدّة هجماتٍ متفرّقة للفصائل المسلّحة على نقاطٍ للجيش السوريّ المتمركزة عند آخر نقاط سيطرة الدولة السوريّة في المحافظة.
وخلال الأيّام الماضية، كثّفت التنظيمات المسلّحة المتواجدة في قرى عدّة بريف اللاذقية هجماتها على المناطق الآمنة عبر قذائف صاروخيّة أطلقتها على الأحياء السكنيّة، بالإضافة لشنّها هجمات متفرّقة على مواقع عسكريّة للجيش السوريّ ما أدّى لردّ القوّات السوريّة عبر استهداف مواقع التنظيمات محقّقةً إصابات مباشرة بصفوفها، بحسب ما ذكر مصدرٌ عسكريّ.
وأضاف المصدر في تصريحٍ لـ”وكالة أنباء آسيا”، أنَّ هجمات التنظيمات متوقّعة في ظلّ الهزائم التي تتعرّض لها الفصائل في مناطق الجنوب السوري، مشيراً إلى أنَّ الجيش السوريّ جاهزٌ ومستعدٌّ لكلّ الاحتمالات.
من جهتها، أعلنت مصادرُ في المعارضة السوريّة، أنَّ هيئة تحرير الشام، قد أعلنت خلال الساعات الماضية حالة الاستنفار في صفوفها بمنطقة الساحل، مبيّنةً أنَّ الهيئة تحذّر من هجومٍ مُباغِت للجيش السوريّ على مواقع الفصائل على أطراف المحافظة.
وفي وقتٍ لم تذكر المصادرُ أسباب الاستنفار إلّا أنّها أكّدت رفع الهيئة جاهزيّةَ عناصرها في جبهة الساحل، لردّ أيّ هجومٍ من قِبَلِ القوّات السوريّة خلال الأيّام المُقبلة.
وعلى هامش إحدى الفعاليّات في مدينة اللاذقية، أكّد عضو مجلس الشعب السوري عمار الأسد لـ”آسيا”، أنَّ أيّ هجومٍ للتنظيمات المُسلّحة في ريف اللاذقية سيكون بمثابة انتحار لهم، موضّحاً أنَّ المسلّحين وعند محاولتهم دخول أوّل نقطةٍ للجيش السوريّ، سيُقتلون كما لو أنّهم ذاهبون للانتحار.
وأشار الأسد إلى فشل التنظيمات المتواجدة في ريف اللاذقية في كلّ محاولاتها السابقة لاختراق تحصينات القوّات السوريّة في الريف، مؤكّداً على الثقة الكبيرة بقدرة الجيش السوريّ على التصدّي وهزيمة هؤلاء الأعداء، كما وصفهم.
ولفت البرلمانيّ السوريّ إلى وجود معارك داخليّة بين الفصائل، قائلاً “هناك حرب تصفياتٍ فيما بين التنظيمات المسلّحة ويقتلون بعضهم بعضاً”، مشيراً إلى أنَّ الجيش السوريّ سيبدأ معركته ضدّهم بأقرب فرصة.
وتأتي تطوّرات ريف اللاذقية في ظلّ الأنباء عن استعداد الجيش السوريّ لبدء معركة مباغتة في الشمال بعد التقدّم الذي يحقّقه جنوبي البلاد، مقابل حديث نشطاء عن تجهيز الفصائل لهجومٍ عكسيّ على قرى الريف اللاذقاني انتقاماً لِمَا وصفوه “انكسار مهد الثورة في درعا”، في حين شكّكت مصادرُ في المعارضة بفتح جبهة الساحل قبل تحديد مصير درعا، بحسب ما ذكرت.
وقبل نحو عامين ونصف العام، كان قد استعاد الجيش السوريّ معظم مناطق وبلدات ريف اللاذقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المسلّحة، ومنها كسب وربيعة وسلمى، والأخيرة كانت المعقل الأكبر للفصائل التي باتت سيطرتها محدودة لقرى عدّة على الحدود الإداريّة للمحافظة مع إدلب.
آسيا