خالد العبود:ماذا يحصل في “درعا”؟!
خالد العبود
– قبل أيام قليلة تحدّثنا لكم عن “اتفاق تسوية”، وهو حقيقة شروط الدولة السورية التي أبلغت فيها المسلحين في الجنوب السوري باعتبارها شروط للاستسلام كي تضمن لهم اخيراً مخرجاً آمناً، مقابل تخليصها للمدنيين وتحييدهم عن أيّ معركة يمكن أن تؤثر على حياتهم في قرى وبلدات ومدن الجنوب..
– بعض المجموعات وافقت على ذلك، وتحديداً في مناطق مثل “بصرى” وإحدى “الغريتين” شرقاً، و”داعل” و”إبطع” باتجاه غرب شمال مدينة “درعا”، في حين أنّ مجموعات أخرى رفضت ذلك، وأبلغت الوسيط الروسي بعدم موافقتها على شروط الدولة السورية..
– لم يكن أمام القوات المسلحة إلا أن تفرض شروطها بالقوّة، فحاولت ملامسة بعض المناطق بالنار، فخرج معظم المدنين من المناطق الشرقية باتجاه الحدود مع الأردن، وهي اللحظة التي سمحت للجيش باستعمال طاقته النارية في مواجهة المجموعات التي رفضت شروط الدولة، وهو ما سمح للجيش وخلال وقت قياسيّ من الدخول إلى معظم القرى والبلدات والمدن الشرقية في المحافظة..
– الجيش كان يدفع بالمسلحين دفعا مدروساً لهزيمتهم من جغرافيا إلى أخرى، وهو ما نجح به فعلا، حتى وصل إلى “صيدا”، حيث دخلها وأمّن عليها تماماً، وبدأ باستعادة بعض المواقع العسكرية على أطراف المنطقة، وبقيت هناك بلدات صغيرة لا تتعدى الثلاث أو أربع بلدات تحت سيطرة المسلحين، وهي “النعيمة” و”أم المياذن” والطيبة” و”نصيب”..
– بلدة “النعيمة” أصبحت بين فكّي كماشة وهي ساقطة تماماً، في حين أنّ البلدات الأخرى تصبح أقرب باتجاه الحدود الاردنية وتحديداً بلدة “نصيب”، وهي جميعها بلدات لا تشكّل عائقاً أمام الجيش السوريّ، باعتبار أنّها بلدات أضحت تضم الفارين من هذه المجموعات، والذين أخذوا يشعرون بالخطر الكبير على وجودهم كليّاً..
– قبل ساعات حاولت بعض القيادات لهذه المجموعات رجاء الروسي العودة إلى “المفاوضات”، وهي طبعاً لن تكون مفاوضات بمقدار ما هو تعبير عن حالة استسلام لهذه المجموعات، رضوخاً منها لشروط الدولة السورية التي فرضها الجيش قبل أيام قليلة ووصفناها: “باتفاق التسوية”، حيث استسلمت هذه المجموعات على أثر تقدم الجيش…
– الساعات القليلة القادمة ستكون مليئة بأخبار استسلام هذه المجموعات التي ستعلن عن قبولها شروط الدولة، وهي خطوة أولى تؤسّس لاحتمالين اثنين:
1- إمّا أن يتم السماح لهذه المجموعات الرحيل باتجاه الغرب من محافظة درعا، حيث وجود مجموعات ما زالت تسيطر على بلدات وقرى ومدن جنوبية..
2- وإمّا نحن أمام سيناريو ترحيل جديد، لكن هذه المرة سيكون ترحيل من الجنوب باتجاه “إدلب” أو “ريف حلب”، من خلال باصات لم يعد المسلحون يقفون عند لونها كثيراً!!!..