السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

أين سورية في قمة بوتين ـ ترامب؟

أين سورية في قمة بوتين ـ ترامب؟

حميدي العبدالله

ثمّة محاولات تبذل على أكثر من مستوى دولي وإقليمي لتأجيل حسم وضع منطقة الجنوب إلى ما بعد انعقاد القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. ويقود الأردن هذه المحاولات، والأرجح أنّ ذلك يتمّ من خلال التنسيق مع تل أبيب وواشنطن. والهدف غير خافٍ على أحد وهو العودة إلى اقتراح التوصل إلى اتفاق كان جرى الحديث عنه في وقت سابق، ويقضي بمقايضة انتشار الجيش السوري في كامل منطقة الجنوب بما في ذلك القنيطرة، مقابل أن يكون الوجود العسكريّ محصوراً بالجيش السوري وحده، والحصول على ضمانات لمسلحي المنطقة.

معروف أنّ هذا العرض قد فشل في فترة سابقة، لأنّ الدولة السورية وحليفَيها الروسي والإيراني ربطوا ذلك بتفكيك الأميركيين لقاعدة التّنف، ولكن الولايات المتحدة لم تقبل ذلك.

على أية حال أطلق الجيش السوري معركة تحرير الجنوب في وقت يسبق قمة الرئيسين بوتين وترامب، وستنجز هذه المعركة خلال المدة الفاصلة التي تسبق موعد انعقاد القمة في منتصف الشهر الحالي، وبالتالي فإنّ ما سيكون مطروحاً على طاولة المفاوضات بين الرئيس بوتين والرئيس ترامب ليس صفقة حول منطقة الجنوب التي تحرّر حتى الآن أكثر من 60 منها، إما عن طريق المصالحات أو عن طريق الحسم العسكري، وسوف يستكمل الباقي في غضون الأيام الستة التي تسبق انعقاد القمة.

بكلّ تأكيد سيعرض الرئيس الأميركي هواجس تل أبيب بشأن وجود حلفاء سورية في محور مكافحة الإرهاب في المنطقة الجنوبية، ولكن هذه الورقة سوف يوظفها الرئيس الروسي ليس لإتمام صفقة الجنوب التي جرى عنها الحديث سابقاً، والتي أنهاها العمل العسكري الذي قام به الجيش السوري وحلفاؤه، بل الوجود الأميركي في سورية، سواء في التّنف أو الرقة أو الحسكة أو الريف الشمالي لحلب، وإذا كان من مقاربة حول صفقة ما، أو تسوية سياسية، فإنّ ذلك سوف ينصبّ على مجمل الوضع في سورية، ولا سيما في المناطق التي تتمركز فيها قوات الاحتلال الأميركي.

قضية الجنوب حُسِمت، ولم يعُد لدى الإرهابيين أوراق تعزّز ما تسعى إليه أطراف عديدة وفي مقدّمتها تل أبيب، وحتى التدخل العسكري «الإسرائيلي» لم يعد مجدياً لأنّ الإرهابيين قد خسروا مواقعهم الفاعلة والمؤثرة، وبالتالي بات سيناريو تسوية وضع المنطقة الجنوبية هو سيناريو «المصالحة الذي سبق أن قدّمه الروس في كلّ مكان، مع استثناء أنه لا يتضمّن خروج الراغبين» على حدّ ما صرّح به أحد قادة المجموعات المسلّحة في الجنوب.
البناء