سوريا: بعد عرسه بأسبوعين عاد جثة هامدة لعروسه
عاد “نواف الحجلي” إلى عروسه، ووالديه جثة هامدة، بعد اختطافه منذ يوم الجمعة الماضي، ليتضح أنه مات خنقاً من قبل مجرمين طمعاً بالمال الحرام، والربح السريع الذي رمّل زوجة صغيرة، وكسر قلب والدين على ابنهما الوحيد الذي لا ذنب له بكل ما جرى، سوى أنه عاش في محافظة باتت رمزاً للانفلات الأمني، ومرتعاً خصباً للعصابات.
وبدأت القصة المأساوية من صباح الجمعة الماضي عندما توجه الحجلي إلى مدينة السويداء للقاء قاتله المدعو “فرحان أبو فخر”، وولده المجرم “سلوان” من أجل بيع شقة سكنية لهما، وهي نفس الشقة التي يؤجرهما إياها، فانقطعت أخباره، لتظهر سيارته الخاصة يوم الأحد على أوتوستراد “دمشق السويداء” بالقرب من مدينة شهبا، حيث شك المواطنون بعصابات الخطف في المنطقة، وإخفائه طلباً للفدية، لكن عقود البيع وأسماء الشهود كانت المفتاح الذي كشف الجريمة.
وكانت الخيوط التي استند إليها أقارب “الحجلي” هي التي قادت إلى كشف الجريمة، حيث قام عدد من شبان عائلة الضحية احتجزوا خليل وعمر أبو عاصي الشاهدين اللذين وجد اسمهما في العقود بسيارة المغدور، واللذين اعترفا لعائلة المغدور بتفاصيل الجريمة التي بدأت عندما أجبر “فرحان وولده سلوان” الضحية بالتنازل على شقتين من أملاكه بعقد نظامي يعود تاريخه لشهر أيار الماضي بشهادة خليل وعمر نفسيهما، وبعد ذلك قام المجرمان بخنق المغدور حتى الموت، وإخفاء جثته.
مصدر موثوق قال لصاحبة الجلالة، أن عائلة الحجلي تابعت طريقها لكشف مصير ولدها، وألقت القبض على القتلة الذين أنكرا القصة كلها، ورفضا الاعتراف بما قاما به، وهو ما دفع العائلة لتسليم الأربعة إلى فرع الأمن الجنائي ليتولى التحقيق بعد تدخل وجهاء من المحافظة حفاظاً على السلم الأهلي وصوناً لحق المغدور، حيث تم ذلك يوم الإثنين الماضي، ليعترف القاتلين بفعلتهما صباح يوم الأربعاء وإخفاء جثته بالقرب من قرية نجران في الريف الغربي للمحافظة.
وأضاف مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “فرحان أبو فخر”، وولده قاما بوضع جثة “الحجلي” في حرام صوفي، ونقلاه بسيارة تعود لشقيق فرحان إلى أرض خالية في قرية نجران، وهو ما أكده الشاهدان “أبو عاصي”.
القضية التي هزت مشاعر المواطنين في الجبل، والتي راح ضحيتها شاب وحيد لم يمض على زواجه سوى أسبوعين، أعادت إلى الأذهان قصة الشاب “ريان أبو فخر” الذي قتل بدم بارد صيف 2016، حيث صدم الناس بأنه شقيق القاتل سلوان، ووالده المجرم فرحان، ليضع الناس في حيرة كبيرة بعد موجة التعاطف الكبيرة التي رافقت مقتل ريان، وتحول هذا التعاطف إلى حالة من السخط والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات على القتلة والشهود الذين ساعدوا في القتل وإخفاء الجريمة .
صاحبة الجلالة