أيمن زيدان مسيرة فنية حافلة.. أربع زيجات غامضة ووفاة إبنه صدمة حياته

​أيمن زيدان​ …فنان سوري جمع خلال مسيرته الفنية الحافلة بالأعمال، بين مجالات الفن المختلفة من تمثيل وإخراج وتقديم البرامج والكتابة الأدبية.

إمتلك موهبة مميّزة منذ الصغر أثقلها بالدراسة ونمّاها بالممارسة والإطلاع أوصلته للعب ادوار كبيرة في أعمال خالدة في أرشيف الفن السوري والعربي.

حياته الخاصة لم تكن مستقرّة وغامضة نتجت عنها أربع زيجات، ووفاة إبنه الأصغر نوار بعد صراع مع المرض شكّلت اكبر صدمة في حياته.

نشأته

ولد أيمن زيدان وإسمه الكامل أيمن غالب شكري زيدان، في مدينة رحيبة السورية التي تقع على بعد 50 كلم شمال شرق دمشق.

نشاء أيمن زيدان في أسرة متوسطة الحال، كان والده (غالب زيدان) يعمل رجل شرطة، وجدّه (شكري زيدان) كان مختارا لهذه البلدة وعاش أيمن زيدان في قرية الرحيبة طوال فترة طفولته الأ انه اضطر في مرحلة الشباب، إلى الانتقال هو واسرته إلى العاصمة دمشق لظروف عمل الوالد.

إضطر إلى الإلتحاق دراسياً بكلية الحقوق بعد رفض عائلته خوضه المجال الفني، فلم يكمل في هذا المجال، وبعد عام، إلتحق بكلية التجارة الا انه لم يجد نفسه فيها أيضاً، وذلك بعد مرور عام!

في الـ 22 من عمره، إلتحق أيمن زيدان بمعهد الفنون المسرحي الذي إفتتح أبوابه في سوريا وتخرج منه في العام 1978.

مسيرته الفنية

مسيرة أيمن زيدان الفنية حافلة بالأعمال والنشاطات التي تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون وتقديم البرامج، إضافة إلى التمثيل والإخراج.

ونظراً لولعه بالمسرح وهو الشيء الذي دفعه لدخول معهد الفنون المسرحية، كانت إنطلاقة مسيرته الفنية من هنا، حيث شارك في العديد من المسرحيات وتحديداً في المسرح القومي والجوال.

وعمّق أيمن زيدان نظرته وخبرته بالعمل المسرحي، فسافر إلى ألمانيا للحصول على دورة في الإخراج المسرحي في برلين، وبعدها بعدة سنوات صار مديرا للمسرح الجوال.

في العام 1983 حصل أيمن زيدان على أول فرصة ذهبية له بخوض تجربة التمثيل التلفزيوني وذلك من خلال مسلسل “نساء بلا أجنحة”، وأول تجربة سينمائية له من خلال فيلم “أحلام المدينة” الذي حاز عنه على جائزة “مهرجان كان” لعام 1984.

ونظراً لبروز شخصيته كممثل بارع، توالت أدوار أيمن زيدان كممثل أول وثانوي ونذكر من مشاركاته: مسلسل “عصويد” عام 1987، مسلسل “لك يا شام” الذي جمعه مع الممثل السوري بسام كوسا، مسلسل “هجرت القلوب إلى القلوب” الذي جمعه مع الممثل السوري جمال سليمان، مسلسل “إختفاء رجل”، مسلسل “حصاد السنين” عام 1988، مسلسل “إحتمالات”، مسلسل “الخشخاش” عام 1991، “سكان الريح”، “طوق”، “الدغري” الذي جمعه للمرة الأولى بالممثل دريد لحام عام 1992، و”صوت الفضاء الرنان”.

في العام 1993 قدم أيمن زيدان أحد اهم أدواره التمثيلية وهوز دور “مفيد الوحش” في مسلسل “​نهاية رجل شجاع​” من إخراج نجدة إسماعيل أنزور، وقد شكلا في ما بعد ديو ناجح جدا على مستوى الدراما التلفزيونية وصنعا سويا مسلسلات هي من أهم كلاسيكيات الدراما السورية الآن مثل مسلسل “​أخوة التراب​” الجزء الاول عام 1995، و”تل الرماد” عام 1996.

ولم يحصر أيمن زيدان أدواره في إطار واحد بل عمل على التنويع حيث برزت موهبته في أداء الأدوار الكوميدية وكان اولها في مسلسل “يوميات مدير عام” عام 1994، “يوميات جميل وهناء” عام 1999، “انت عمري”، و”بطل هذا الزمان” عام 2000.

وكان للمخرج ​باسل الخطيب​ تعاون ناجح بينه وبين أيمن زيدان حين اختاره أيمن زيدان ليخرج له مسلسل “أيام الغضب” عام 1996، وتبعه عدد من الأعمال منها “الطوبي” عام 1998، “يوم بيوم”، “حنين” عام 2002، “جواد الليل” عام 1999، “هوى بحري” عام 1997، “هولاكو” عام 2002.

ومنذ بداية الالفية الثالثة، وجّه أيمن زيدان جهده قليلا لخدمة مشروعه الكوميدي فتعاون في اعمال عدة مع الكاتب الساخر محمود الجعفوري وصنعا معا عدة اعمال هامة مثل مسلسل “زمان الصمت”، “الوزيرة وسعادة حرمه” عام 2006، “رجل الإنقلابات” عام 2007.

وأيضاً نذكر من أعمال أيمن زيدان التي تعاون فيها مع أهم مخرجي وكتاب سوريا، “ملوك الطوائف” عام 2005، “على طول الأيام” عام 2006، “​ألو جميل ألو هنا​” عام 2001، “جوز الست” عام 2005، و”أنا وأربع بنات” في العام نفسه، “رصيف الذاكرة” عام 2008، وبين عامي 2009 و2015 نذكر “قاع المدينة”، “مرسوم عائلي”، ” زمن البرغوت “، “​صرخة روح​”، ” ​باب الحارة​ ” الجزء السادس والسابع، “ما وراء الوجوه”.

في العام 2007 دخل أيمن زيدان إلى مصر حيث شارك في بطولة مسلسل “عيون ورماد” ليعيد الكرّة في العام التالي من خلال مسلسل “نسيم الروح”.

اما في مجال الإخراج التلفزيوني، فخاض أيمن زيدان هذه التجربة في مسلسلين دراميين عندما أخرج مسلسل “ليل المسافرين” عام 2000، و”طيور الشوك” عام 2004. وعشقه الأول للمسرح لم ينسه أيمن زيدان حيث عاد وشارك في عدد من المسرحيات سواء تمثيلاً أو إخراجاً مثل مسرحية “سيدي الجنرال” التي أخرجها عام 2005، و مسرحية “حكاية بلا نهاية” التي شارك فيها بالتمثيل عام 1985، أخرج أيمن زيدان عام 1988 مسرحية “رحلة حنظلة”.

سينمائياً كان لزيدان أعمال لا تقل أهمية عن أعماله التلفزيونية نذكر منها “أحلام المدينة” عام 1984، “الشمس في يوم غائم” عام 1985، “الطحالب” عام 1991، “الرسالة الأخيرة” و”صورة” عام 2002، “مطر أيلول” عام 2010، “الأب” عام 2015، “درب السماء” عام 2016، و” مسافروا الحرب ” عام 2017.

وفي ما خصّ تقديمه للبرامج، كان لأيمن زيدان تجربتين في هذا المجال الأولى حين شارك بالتقديم في برنامج المسابقات الشهير “وزنك ذهب”، عام 2001 والتجربة الثانية له كانت في البرنامج الترفيهي العائلى “سوبر ديو” في مطلع عام 2009، وكان يشاركه في التقديم ابنه الاصغر نوار زيدان وشارك أيمن زيدان في تقديم الموسم الثاني من نفس البرنامج في نهايات شهر ايلول/سبتمبر من نفس العام.

ولا يمكننا أن نغفل الحديث عن تجربته الأدبية حين اصدر مجموعة قصصية بعنوان “ليلة رمادية” عام 2008، تضم عددا من القصص القصيرة، والثانية عام 2015 بعنوان “اوجاع”.

عمله النقابي والسياسي

عام 1998 شغل أيمن زيدان منصب رئيس مكتب الثقافة والاعلام لنقابة الفنانين بسوريا، في الدورة الرابعة عشر حين نُصّب الفنان أسعد فضه نقيبا للفنانين. ولم يغب أيمن زيدان عن السياسة فكان عضو بالبرلمان السوري عام 1999 وظل عضوا بالبرلمان لمدة دورة واحدة وفضّل بعد ذلك التفرغ التام للفن ولم يكرر التجربة مرة أخرى.

حياته الخاصة

إتصفت الحياة الخاصة لـ أيمن زيدان بالمعقدة والمضطربة وذلك نظراً لزيجاته المتعددة والتي وصلت إلى أربعة، فكانت البداية في مطلع الثلاثينيات من عمره حين تزوج من خارج الوسط الفني واستمر الزواج 14 عاما ولكن لم يقدر لهذا الزواج الاستمرار فتم الانفصال وقد اثمر هذا الزواج ثلاثة أبناء هم حازم، غالب ونوار.

بعدها تزوج أيمن زيدان مرة اخرى وايضاً من خارج الوسط الفني والذي بدوره كان زواجا غير ناجح ليتم الانفصال بعد عدة أشهر، وتزوج أيمن زيدان للمرة الثالثة فجأة وبدون مقدمات من الفنانة المعتزلة نورمان أسعد بعد الانتهاء من تصوير مسلسل “يوميات جميل وهناء”، ولكن تم الانفصال بنفس السرعة التي تم بها الزواج حيث انفصلا بعد شهر واحد من زواجهما لأسباب غير معروفة ولكن ظلا صديقين حتى بعد انفصالهما وشاركا معا في بطولة مسلسل “ألو جميل ألو هناء” الجزء الثاني من مسلسل “يوميات جميل وهناء”، وتزوجا مرة أخرى بعد سنة واحدة من الانفصال ودام الزواج ثلاث سنوات هذه المرة، ولكن لم يقدر لهما الاستمرار معا وانفصلا عام 2003 بعد ان اثمر زواجهما عن ابنة وحيدة هي جودي.

تزوج أيمن زيدان مرة أخيرة عام 2007 عندما كان يقوم ببطولة المسلسل المصري “عيون ورماد”، فتعرف إلى السيناريست المصرية نشوى زايد ابنة الكاتب الراحل محسن زايد في احدى المناسبات وتم الزواج في نفس العام.

وفاة إبنه الأصغر نوار بمرض السرطان

نوار، الابن الأصغر للفنان السوري أيمن زيدان فارق الحياة عن عمر 19 عاماً بعد صراعه مع مرض السرطان، منذ ما يقارب الثلاث سنوات.

كان لـ نوار تجارب فنية عديدة في التمثيل والكتابة والإخراج، فقد أخرج العديد من الأفلام القصيرة، وكانت لديه موهبة خاصة في تقديم البرامج، نذكر منها مشاركة والده الفنان أيمن زيدان في تقديم البرنامج التلفزيوني “سوبر ديو لقاء الأجيال”، على قناة أبو ظبي، حيث كان يمثل في البرنامج الذي يعتمد على التنافس بين جيلين مختلفين، كما كانت له مشاركة في الفيلم القصير “عين الذئب” للمخرج ​حاتم علي​.

الفن