هل تعود منبج الى حضن الجيش السوري؟
بعد احتلاله مدينة عفرين، يتطلع الاحتلال التركي لدخول مدينة منبج شمال شرق حلب، بحجّة سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري عليها.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تتكشف أدلة على اتفاق أميركي – تركي لدخول منبج، وعلى ما يبدو ستقف واشنطن الداعم الأكبر لـ”قسد” متفرجة على دخول الجيش التركي لمنبج كما فعلت في عفرين، فهل تأخذ القيادات الكردية العبرة وتستبق هذا الاتفاق المشبوه بين واشنطن وأنقرة وتسلّم منبج للحكومة السورية أم أنها لن تتعظ من غدر واشنطن بها؟
يسيّر الجيش التركي عدداً كبيراً من دوريات المراقبة على أطراف نهر الساجور الذي يفصل بين مدينتي منبج وجرابلس التي تنتشر فها قوات الاحتلال التركي إلى جانب ما يسمى بقوات درع الفرات. والمعلومات تتوارد حول وجود اتفاق أمريكي – تركي لتسليم مدينة منبج للقوات التركية، كما تتوارد معلومات أخرى عن تسليم “قوات سوريا الديموقراطية” إدارة بعض المؤسسات في منبج للحكومة السورية من بينها سد تشرين. وفي هذا السياق قال مصدرٌ سياسي سوري لموقع “العهد” الإخباري إنّ ” المؤشرات تدل على تحركات من قبل الأكراد المتواجدين شرق الفرات عموماً وفي منبج خصوصاً باتجاه الحكومة السورية فعلى ما يبدو أنّ الأكراد قد فهموا أخيراً أنّ الأمريكي قد استغنى عنهم وسلّم منبج للأتراك على حسابهم كما سلم عفرين من قبلها وسمح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي السورية دون الدفاع عنهم”، وأضاف أنّ “الأمريكي يحاول خطب ود التركي على حساب الأكراد في المنطقة فهو جاهز لأن يستغني عنهم في أية لحظة كانت وإن لم تفهم القيادات الكردية هذا الأمر وتلجأ للحكومة السورية لتسليم المنطقة لها قد يتكرر السيناريو أيضاً في مناطق أخرى كعين العرب، وبكل تأكيد فإن الأمريكي سيخذل الأكراد كما خذلهم في عفرين وكما يخذلهم اليوم في منبج باتفاقه المشبوه مع تركيا”.
توجه الأكراد الآن للحكومة السورية لتسليمها منبج يقطع الطريق على الاتفاق الأمريكي – التركي، وعلى الأكراد أن يفهموا أنه لا مستقبل لهم بفيدرالية كردية خاصة وأنّ الركن الأساسي في هذه الفيدرالية هو كردستان العراق قد فشل استفتاؤه والأميركي حينها كان يقف مكتوف الأيدي كما يفعل اليوم تاركاً الأكراد في منبج لمواجهة مصيرهم وذلك حسب حديث المصدر السياسي السوري ذاته الذي أكد لـ”العهد” الإخباري أنّ “الأكراد لا يهمون الأمريكي الذي يملي رغباته عليهم ويخذلهم في أي أمر كان ولذلك لا مجال أمامهم سوى الذهاب إلى حضن الدولة السورية لأن سيناريو الغدر الأمريكي بالأكراد سيتكرر بشكل من الأشكال وإن لم يدركوا ذلك فوجودهم القومي في سوريا سيكون في خطر كارثي”.
وختم المصدر السياسي السوري حديثه لـ”العهد” قائلاً إنّ “وفداً أميركياً زار مدينة منبج مؤخراً وأكدت القيادات الكردية أنّ هذا الوفد قد أبلغهم بأن ملف منبج أصبح تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية بدلاً من البنتاغون، وهذا الأمر يؤكد تفاقم الخلافات داخل الإدارة الأمريكية بما يتعلق بدعم قسد، بمعنى أن الخلافات بين تيار الدولة العميقة وتيار الترامبية تتزايد حول الملف السوري وانعكست هذا الخلافات والانشقاقات على الأكراد، بمعنى أن التيار الأمريكي الذي يريد الاستمرار في دعم قسد قد خضع لإرادة التيار المناقض له الذي يرى أن تسليم منبج للتركي يجب أن يتم”، مؤكداً أنّ “منبج هي أرض سورية وفي نهاية المطاف ورغم ما يحدث اليوم من سيناريوهات فستنتهي بتحرير كافة الأراضي السورية سواء من الإرهابيين أو المحتلين والرئيس الأسد قد أكد على ذلك ووجه رسالته بأن الأرض ستتحرر من كل إرهابي و محتل كائناً من كان”.
العهد