ناشيونال إنترست: هذه هي تفاصيل صفقة بوتين و ترامب حول سوريا
سلّط مايكل أوهانلون، مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينجز، وستيفن هايدمان، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية سميث، الضوء على أبرز ملامح الصفقة المتوقّعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال قمّتهما المرتقبة في هلسنكي بفنلندا.
وقال الكاتبان في مقال مشترك لهما، نشرته مجلة ناشينال إنترست الأمريكية، إن سوريا ستكون على جدول قمة ترامب- بوتين، المقرّرة في الـ16 من يوليو الجاري.
وأوضحا أن ترامب الذي كرّر رغبته في تخفيض الوجود الأمريكي بسوريا، من المتوقّع أن يطلب في مقابل ذلك، من بوتين، العمل على احتواء النفوذ الإيراني في هذا البلد العربي الذي عانى كثيراً من الحرب.
وأشارا إلى أنه في حال تحصّل ترامب على مثل هذا الوعد فإنه قد يخرج بإعلان سحب قواته من سوريا، على اعتبار أن المهمّة قد أُنجزت.
وهذا الأمر سيكون خطأً كبيراً، بحسب وجهة نظر الكاتبين؛ فقد سبق لروسيا أن أخلَّت بالكثير من التزاماتها في سوريا، ومن ثم فإنه لا يمكن أخذ ضمانات بوتين على محمل الجد.
الأمر الآخر، بحسب الكاتبين، أن درجة النفوذ الروسي على إيران أو حتى على الأسد أمر مشكوك فيه.
وتابعا القول: “ثالثاً، إذا تخلَّت أمريكا عن أيٍّ من أدوارها في سوريا فإن ذلك سيقوّض أيّ دور لها ما زال باقياً في مسار الصراع السوري.
ويقول أوهانلون وهايدمان: يبدو أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمّة بنتيجة الصراع في سوريا، وهو ما يعني بالضرورة أنها لن تكون قادرة على مساعدة إسرائيل والأردن وتركيا ولبنان وحمايتهم من تداعيات الحرب السورية، أيضاً فإنه سيجعل من الصعب أن تؤثّر الولايات المتحدة في شكل أي بنية أمنيّة إقليمية مستقبلية، وتخفيف تأثير الأطراف المعادية في الشرق الأوسط”.
ويضيف الكاتبان أنه من البديهي أن تساعد الولايات المتحدة في حماية شركائها الأكراد في شمال شرقي سوريا، ويمكن لأمريكا تأمين بعض الحماية المؤقّتة والاستقلال لقوات المعارضة الحليفة والسكان الذين تمثّلهم تلك المعارضة في أماكن محدودة.
وبحسب قولهما فمن المهمّ أن تبدأ الولايات المتحدة بإعادة الإعمار، وعودة اللاجئين في أجزاء من سوريا ما زالت خارج سيطرة الحكومة السورية.
وتابعا: “إن تحقيق كل هذه الأشياء دون توسيع دور القوات الأمريكية في الصراع السوري يتطلّب ما يلي؛ أولاً إدراك أن عمليّة جنيف لن تحلّ محل الأسد، فبدلاً من ذلك الضغط على الأسد لتهيئة خليفة له، وهو أمر لا يبدو أن الأسد سيقبل به، لكنه قد يكون أفضل ما يمكن أن تعمل عليه أمريكا بالتعاون مع المجتمع الدولي.
الأمر الثاني، بحسب الكاتبين، “متابعة مفاوضات دمشق وموسكو من أجل إجراءات حماية حقيقية لمختلف مناطق الحكم الذاتي في سوريا والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وينبغي السعي من أجل مناطق حكم مماثلة في المناطق التي بيد المعارضة السورية”.
والأمر الثالث هو “وجوب بدء تدفّق المساعدات الأمريكية والدولية على هذه المناطق، ولا ينبغي تقديم أي مساعدة للحكومة المركزية أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، ما عدا المساعدات الإنسانية إن اقتضت الحاجة”.
أما الأمر الرابع فيجب أن تُبقي واشنطن على قواتها في سوريا بأعدادها الحالية؛ للمساعدة في إعادة الإعمار وضمان بقاء المناطق المستقلّة آمنة، بالإضافة إلى ضرورة إعادة تمويل المعارضة التي تسيطر على تلك المناطق.
ويختم الكاتبان بالقول: “لا يمكن للولايات المتحدة التأكّد من أن روسيا ستوافق على مثل هذه الصفقة، ولكن إذا كانت أمريكا لا تملك القدرة على تحويل ذلك إلى واقع فإن لدى روسيا حوافز كثيرة من أجل إنهاء الحرب في سوريا”.
وأشارا إلى أن “هذه الخطّة البراغماتية لسوريا من شأنها أن تحمي أصدقاء أمريكا، وتسمح بإعادة الإعمار وعودة اللاجئين، ومن ثم تقليل احتمالية عودة وظهور داعش”.
الخليج أونلاين