خبير عسكري سوري: إن لم يستجاب لشروطنا فهناك شيء في الميدان سيحدث
تدل جميع التطورات الحاصلة في مناطق الشمال السوري وخاصة في إدلب على أن هناك عمليات تحضير واسعة النطاق للتوجه مباشرة إلى إدلب بعد إنهاء تثبيت الانتصارات على الجبهة الجنوبية وإعادة سيطرة الدولة السورية الكاملة عليها.
كما تتوارد أنباء عن شبه إتفاق إقليمي دولي لإنهاء موضوع إدلب قبل وصول الجيش العربي السوري إلى هناك، كي لايقطع على الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية إمكانية أي مناورة كما حصل تماماً على الجبهة الجنوبية ، التي عجز الأمريكي وحلفائه عن منع عملية القضاء على الإرهاب هناك رغم التهديدات والتحذيرات التي صدرت بهذا الشأن من هذه الأطراف.
تأتي هذه المتغيرات في الوقت الذي تتذابح فيه المجموعات الإرهابية المسلحة من جهة ، ومن جهة أخرى يقوم وجهاء إدلب بالتواصل مع مركز المصالحة الروسي في حميميم لتسليم مناطقهم وتسوية أوضاعهم ، ومن جهة ثالثة يجري الحديث عن نية قوات “قسد الديمقراطية” الحوار مع الحكومة السورية لتسليمها المناطق التي تسيطر عليها بعدما رأت أنه بيد التركي مقتلها ، والأمريكي سوف يرمي بها كما رمي بغيرها إلى التهلكة بعد أن خسر رهانه عليها في تثبيت موطىء قدم له في الشمال السوري ،ماجعل أردوغان يقلق على نفسه فيسارع وعبر إتصال هاتفي مع الرئيس بوتين ليقول له أنه في حال هاجم الجيش السوري إدلب فان جوهر أستانا سوف ينهار.
في ظل المتغيرات الميدانية الحالية وعودة بعض البؤر الإرهابية للنشاط القتالي كما حدث في شمال اللاذقية وبعض المناطق الأخرى لابد من طرح عدد من التساؤلات قبل الخوض في تفاصيل الأوضاع في إدلب والشمال السوري بشكل عام ومنها:
أين تتمركز القوة الأكبر للإرهابيين على مساحة الجغرافيا السورية ومدى المخاطر التي تشكلها في الوقت الحالي ؟
ماهي الأبعاد الإستراتيجية للخط البياني للتحرك الميداني للجيش العربي السوري وحلفائه ، وماهي نقط الإلتقاء الإستراتيجية الحالية في الميدان ؟
هل شارفت معركة الجنوب على الإنتهاء وكيف ستتعامل الدولة السورية مع 1500 إرهابي محاصرين في في منطقة اليرموك ؟
مالذي يجري حالياً في إدلب وماهي أوجه الصراع الناشىء حالياً بين المجموعات الإرهابية المسلحة ومدى إرتباطه بماجرى مؤخراً في الجنوب وشمال اللاذقية لجهة الحدود مع تركيا ؟
هل تقبل حالة إدلب المصالحة أم أنه بالفعل ستكون هناك عملية طحن لما تم تجميعه من الإرهابيين من كل مناطق الجغرافيا السورية التي حررها الجيش ؟
هل سترضخ الحكومة السورية وحلفائها لأي من الاجندات الإقليمية والدولية الجالية على إختلاف مواقفها تجاه متغيرات الأوضاع في سورية ؟
الخبير العسكري الإستراتيجي العميد محمد ملحم يقول:
“في النهايات دائماً تتعقد المواقف، والحرب على سورية حالياً تقريباً في نهاياتها الحرب على سورية، لماذا نقول النهايات ؟ ، نقول النهايات لأن المشروع الأمريكي في سورية بشكله العام قد فشل كلياً ، وكانت آخر مظاهر فشله المدوية هي في تحرير الغوطة ، وبالرغم من أنه رغى وأزبد في مسألة تحرير الجنوب فقد تحرر الجنوب ، لذا بدأوا يكشرون عن أنيابهم ، وبقي في الجنوب بعض المجاميع الإرهابية في منطقة اليرموك من 1000 إلى 1500 إرهابيياً وبعضهم لجأوا إلى العدو الصهيوني ، الذي هو غير جاهز الآن للقيام بأي حرب ، وبالتالي سوف يحاولون تحقيق أي شيء وتأخير سحقهم “.
وأردف العميد ملحم
“في أحلامهم أن يعيدوا الوضع في سورية الى عام 2013 ، تجميع الإرهابيين في إدلب لم يكن عبثاً وإنما كان مخططاً بشكل مدروس من قبل الدولة السورية وحلفائها ليتم التعامل معهم مستقبلاً ، وإقتتالهم الدموي الحالي لايضرنا بل هو شيء مفيد ، أما مسالة تحرك الجيش العربي السوري من الناحية العسكرية والمناورات التي قام بها منذ بدء الحرب وحتى الآن وهي تجميع القوى والوسائط في أي منطقة يختار الهجوم عليها والقيام بعملية فيها تعد ميزة كبيرة جداً امتاز بها الجيش العربي السوري عن سائر الجيوش في الحروب السابقة ، ولذلك المرحلة القادمة لابد من أن تكون إدلب هي المحطة الرئيسة في مواجهة الجيش العربي السوري ، وما نسمعه من تصريحات تركية و صراخ أردوغان حول هذه المنطقة ربما حتى يحصلون على يكفي ماء الوجه ، لذا يدفعون هنا للمصالحة ويصعدون في جهة أخرى ، وأنا بإعتقادي أن الجل في إدلب على الأرجح سيكون عبر المصالحة وعبر العمل العسكري ، وبالطريقة التي نختار نحن في سورية ، نحن يهمنا الدم السوري ، لذا لابد من حماية الدم السوري وحماية السوريين وهذا ماوجه به السيد الرئيس ، وخاصة أن أسباب القوة موجودة والنتائج مضمونة ، ومن هنا نرى أن بعض أطراف العدوان على سورية يسعون لتحقيق أي مكاسب قبل سحقهم وخاصة بعد فشل مشروعهم في الجنوب”.
وأضاف العميد ملحم
“بالنسبة للمنطقة الشرقية والتواجد الأمريكي هناك نلاحظ حالياً مجموعة من التحركات ، بعض غلاة الأكراد يحاولون التواصل وأن يفتحوا حواراً مع الدولة السورية من أجل العودة إلى الوطن ، يحاولون طرح بعض الأوراق وبعض المكاسب ، نحن بالنسبة لنا السوريون اينما كانوا ، أكراداً أو غير أكراد هم مواطنون سوريون ، وأي مكسب ضمن نطاق الدولة السورية هو مكسب حماية المواطنين السوريين وعودتهم الى الوطن الأم سوريا ، أما بالنسبة لتواجد القوات الأمريكية في المنطقة الشرقية فهناك ورقة التهديد بالمقاومة الشعبية السورية التي باتت جاهزة والتي عقد إجتماعاً للعشائر في المنطقة منذ فترة وجيزة للوقوف على هذا الأمر ، المقاومة الشعبية ستواجه الأمريكي ووجهت له رسائل ،تقول فيها نحن المقاومة الشعبية السورية أيها الأمريكي نحن هنا. دائما في هكذا حروب وصراعات الميدان هو الذي يفرض كلمته في النهاية ، وبكل صدق وبعيداً عن الشعارات الميدان يرجح بشكل كامل للجيش العربي السوري وحلفائه ، لذا نقول أن الميدان سيتكلم أيضاً في لقاء الرئيسين بوتين وترامب ، نحن أقوياء وإنتصارات الميدان هي أكبر دليل وإن لم ينصاعوا لشروطنا فهناك شيء آخر في الميدان سيحدث.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
سبوتنك