شقيقتان مصريتان أبهر رقصهما نيكسون .. تجسس ومغامرات وحياة غامضة
كشفت صحيفة “هآرتس” تفاصيل مثيرة ومجهولة من حياة امرأتين كانتا راقصتين شهيرتين في عهد الملك فاروق بمصر وبداية حقبة الرئيس جمال عبد الناصر.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن هاتين الراقصتين كانتا تعتبران أهم فنانتين استعراضيتين في مصر في ذلك الوقت، وأنهما كانتا تعرفان أحيانا باسم “ليلى ولمياء”، وفي أحيان أخرى “ليس ولين”، مشيرة إلى أن الملك فاروق ونائب الرئيس الأمريكي حينها ريتشارد نيكسون كانا من أشد المعجبين بهما.
وروت الصحيفة أن الراقصتين عملتا في أحد أهم الملاهي الليلية في القاهرة في أربعينيات القرن الماضين وكان يسمى “قصر الحلمية”، لافتة إلى أن “العديد من النوادي الليلية فتحت قبيل الحرب العالمية الثانية في مدن مصر الكُبرى لتسلية الجنود الأجانب الذين تمركزوا حتى انتهاء فترة الحرب”.
وأشير إلى أن العرض الذي كانت تقدمه هاتان الراقصتان المعروفتان باسم “التوأم جمال” كان أهم ما يقدم في ملهى “قصر الحلمية” الواقع في أحد أحياء القاهرة، وكانت الفنانتان أشهر ثنائي راقص في مصر والمنطقة العربية حينها.
الصحيفة تحدثت عن أن “قصر الحلمية” كان نقطة انطلاق للراقصتين إلى المحافل الدولية، بخاصة عقب ظهورهما في عدد كبير من الأفلام المصرية.
وتوصلت الصحيفة الإسرائيلية، استنادا إلى أرشيف الراقصتين الخاص الذي حصلت عليه مؤخرا المكتبة الوطنية بالقدس، أن هذا “التوأم المصري”، لم تكونا توأما، ولم تكونا مصريتين، بل كُشف أنهما يهوديتان من أوروبا الشرقية، تدعيان بيرتا وهيلينا، وهما ابنتان لشخص يدعى فيشل ألبرت.
هآرتس قالت إن أرشيف الراقصتين الشخصي يضم “مئات الصور الفوتوغرافية وقصاصات الجرائد التي تحولت إلى اللون الأصفر بفعل الزمن”.
وعلّق جيل وايسبلي، المسؤول عن مكتبة الصور في المتحف الوطني الإسرائيلي على حياة الراقصتين قائلا: “هذه قصة عن المهاجرين اليهود الذين تركوا أوروبا الشرقية، واستقروا في مصر، وانسجموا مع ثقافتها واكتسبوا هوية جديدة”.
وكشفت وثائق الأرشيف الخاص أن عائلة الراقصتين، عاشت في الإسكندرية عدة سنوات، ثم انتقلت إلى القاهرة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أخفت “كل ما يتعلق بأصلها وحقيقة أنهم يهود، لاسيما أنه كانت هناك تحركات لإقامة دولة إسرائيلية في فلسطين”.
وتدعي إحدى الشقيقتين وتدعى بيرتا، بحسب الوثائق، أنها وأختها “شاركتا في 30 فيلما سينمائيا، ورقصتا بجانب فنانين مشهورين مثل محمد عبد الوهاب، وتحية كاريوكا، وسامية جمال، ونعيمة عاكف”.
إلا أن الوضع تغير بحلول عام 1956، حين ” هاجر أغلب اليهود مصر متوجهين إلى إسرائيل”، وفي ذلك الوقت، بحسب الصحيفة، أثارت رحلات الشقيقتين المتكررة إلى الخارج شكوك السلطات المصرية، وقد تكون اكتشفت أصولهما اليهودية.
وتروي “هآرتس” أن الراقصتين في نهاية عام 1957 كانتا في جولة بالخارج، وتلقيتا حينها رسالة من والدهما، وكان لا يزال بالقاهرة، حذرهما فيها من العودة إلى مصر، لأن “الشرطة تريد استجوابهما على خلفية قيامهما بالتجسس، وأصدرت أمرا بالقبض عليهما”.
وتُختتم قصة الراقصتين المثيرة والغامضة بأن هيلينا توفيت في نيويورك عام 1992، فيما عاشت شقيقتها بيرتا بعدها نحو ربع قرن، وتوفيت عام 2016 في الولايات المتحدة، وكلاهما لم تنجبا.
المصدر: المصريون